جديد 4E

أميرُ حلب .. سيف الدولة الحمداني

إعداد :  4e

سيف الدولة أبو الحسن ابن حمدان، شهرته سيف الدولة الحمداني، ولد في 22 حزيران عام 916 – وتوفي بتاريخ 9 شباط 967م، هو مؤسس إمارة حلب، التي كانت تشكل معظم شمال سوريا والمناطق الغربية من الجزيرة، وشقيق الحسن ابن عبد الله ابن حمداد (شهرته ناصر الدولة).

كان سيف الدولة – الذي اتّخذ من حلب الشهباء مركزاً لدولته – راعياً للفنون والعلماء، وتزاحم على بابه الشُعراء والعُلماء، ففتح لهم بلاطه وخزائنه، حتى كانت له عملة خاصة يسكها للشعراء من مادحيه، وفيهم المتنبي وابن خالويه النحوي المشهور، والفارابي الفيلسوف الشهير، كما اعتنى بابن أخته أبو فراس الحمداني. وقال هو نفسه الشعر، وله أبيات جيدة.

اشتهر سيف الدولة بمقارعته الروم البيزنطيين على الحدود العربية، وكانت الحرب بينه وبينهم سجالاً.

شجرة عائلة الأسرة الحمدانية

ولد علي بن عبد الله في ميافارقين أشهر مدن ديار بكر من أسرة حمدان التي كان لها أثر على مسرح الأحداث العامة للدولة العباسية سياسياً وحربياً، وكان أبوه عبد الله بن حمدان، الذي لُقب لفرط شجاعته بأبي الهيجاء، الذي تولّى أمر الولايات حيناً في فارس وأحياناً في الموصل وخاض الحروب وأسهم في عزل الخلفاء، وهناك من أبناء حمدان بن حمدون من نبه ذكرهم، وإن كان التاريخ لم يفسح لهم مكاناً رحيباً.

تفتحت أنظار علي بن عبد الله على أمجاد أبيه وأعمامه، وعاش في تياراتها وسمع ببطولاتهم، فلما قتل أبوه سنة 317هـ/929م رعاه أخوه الحسن (ناصر الدولة) فنمّى فيه روح المغامرة الأصيلة في نفوس أبناء الأسرة الحمدانية.

الحياة المبكرة في عهد الحسن ناصر الدولة

عاش علي بن عبد الله بين الموصل ونصيبين، وميافارقين، ونشأ أديباً محباً للأدباء والشعراء كما نشأ فارساً أيضاً، فلم يكد يبلغ الخامسة والعشرين من عمره حتى انطلق على رأس جيش مقتحماً بلاد الروم البيزنطيين وتوغل إلى حصن زياد في قلب بلاد الأعداء (حصن بأرض أرمينية عرف في القرن السابع الهجري باسم خرتبرت وهو بين آمد وملطية)، فخرج إليه امبراطور الروم في مئتي ألف مقاتل وهو عدد لا قِبَلَ للأمير المغامر بملاقاته، فأعمل فكره بملاقاته، ولجأ إلى المراوغة والتقهقر المنتظم حتى يطمع فيه الجيش المدافع، وعندما استدرج جيش الأعداء إلى الأرض التي يريدها بين حصني زياد وسلاّم انقض الأمير عليهم وهزمهم شرّ هزيمة، وأسر منهم عدداً كبيراً من القادة وأخذ سرير الدمستق (القائد الأعلى) وكرسيه، وكان ذلك موافقاً عيد الأضحى لسنة 326هـ/937م.

لم يمض عامان على غزوته الظافرة لبلاد الروم حتى أقدم على غزوة جديدة فانطلق من نصيبين التي كان أخوه قد ولاه عليها إلى قاليقلا (من مدن أرمينية العظمى)، وكان بالقرب منها مدينة جديدة يجدُّ الروم في إنشائها وأطلقوا عليها اسم «هَفجيج» فلم يكد الروم يحسون بمسير الأمير العربي إلى مدينتهم التي لم ينتهوا من إنشائها حتى خرَّبوها وتخلوا عنها.

 وتوغل سيف الدولة في أرض البيزنطيين ووطئت أقدامه مواطئاً لم يصل إليه أحد من المسلمين قبله، وقد عرض الشاعر النامي لهذه الأحداث مخاطباً علي بن حمدان:

نادَى الهُدى مُستصرِخاً فأجبته              بقاليقلا إذ أنت بالخيل سهّما

ولم تتعد هفجيج أيدي بناتــــها              أبدتهم تحت السنابكِ رُغّــما

وحينما استولى البريديون أصحاب البصرة على بغداد سنة 330هـ/941م، استنجد الخليفة بالحسن والي الموصل، وخرج هارباً في طريقه إليها، فكتب الحسن إلى أخيه علي المقيم في نصيبين أن يهب لإنقاذ الخليفة، فاصطحب الأمير الحمداني الخليفة على رأس جيش متجهين إلى بغداد لاستردادها من البريديين ولحق بهم الحسن بن حمدان، فترك البريديون بغداد وولوا الأدبار نحو الجنوب، ودخل الخليفة إلى عاصمته وخلع على الحسن بن حمدان لقب ناصر الدولة، فيما خلع على علي بن حمدان لقب سيف الدولة وأمر أن تكتب أسماؤهم على الدنانير والدراهم.

النزاع مع الإخشيديين

بعد تخلي ناصر الدولة عن منصب إمرة الأمراء سنة 331هـ، عاد إلى الموصل، ومكث سيف الدولة في نصيبين التي كانت مأمنه ومستقره وموطن أمواله وضياعه، وعندما بلغته أخبار الشام واضطراب الأمور فيها وأنها لم تستقم للإخشيد الذي كان قد مدّ نفوذه إلى بلاد الشام ودخل حلب سنة 325هـ/937م، استأذن أخاه ناصر الدولة بالتوجه إلى حلب وتسلم مقاليد الأمور فيها، فوافق بعد تردد، وتحرّك سيف الدولة نحو الشام ودخل حلب دون مقاومة في 8ربيع الأول سنة 333هـ/17تشرين الأول سنة 944م.

لم يقبل الإخشيد باستيلاء سيف الدولة على حلب وقام صراع بين سيف الدولة والأخشيد، وانتهى الصراع سنة 336هـ/947م، بعقد اتفاق ترك بموجبه الإخشيديون حكم شمالي الشام لسيف الدولة.

وقد أثارت انتصارات سيف الدولة على الروم البيزنطيين حفيظة الإخشيديين الذين وجدوا عليه تلك البطولات والأمجاد، وخشوا من تعاظم نفوذه وقوة شوكته؛ فتحركوا لقتاله، ولكنهم ما لبثوا أن آثروا الصلح معه بعد أن لمسوا قوته وبأسه.

تأسيس إمارة حلب

بعد سيطرة سيف الدولة على حلب واعتراف الإخشيد وابنه من بعده بضم حمص وأنطاكية إليه صارت حلب مركزاً لإمارة ضمت جند قنسرين وحمص ومناطق الثغور الجزرية والشامية وديار مضر وبكر.

وضمت هذه الإمارة صنوفاً من الناس من العرب الوافدين عليها منذ ما قبل الإسلام، كتغلب وبكر، والجماعات الآرامية من سريانية وأرمينية إضافة إلى العناصر العربية التي دخلت الشام والجزيرة مع الفتوح وبعدها ولاسيما المجموعات القيسية الجديدة التي تدفقت في العقدين الثاني والثالث من القرن الرابع الهجري وسببت فوضى سياسية واقتصادية كبيرة، وقد نجح سيف الدولة بعد تأسيسه لإمارته أن يضبط هذه القبائل ضبطاً شديداً، كما حاول أن يتآلفهم حتى يستطيع الاعتماد عليهم في حروبه مع الروم ولاسيما قبيلة كلاب التي كانت قبيلة كبيرة مقيمة في المنطقة المحيطة بحلب.

ومن حلب التي اتخذها سيف الدولة مركزاً لإمارته ومن قصره الذي بظاهر حلب وإلى غربها، كان سيف الدولة يدير إمارته معتمداً على أقربائه من الأمراء الحمدانيين الذين كانوا يتولون المناصب العليا في هذه الإمارة فهم حكام أقاليم وقت السلم، وقواد جيوش وقت الحرب، كذلك اعتمد سيف الدولة في تسيير أمور دولته على المماليك الأتراك لكي يقوموا بخدمته في القصر ويشكلوا حرساً خاصاً له، واعتمد على بعض غلمانه الذين رباهم ودرّبهم على قيادة الحملات العسكرية لما امتازوا به من ذكاء في قيادة الحروب ورسم الخطط ومطاردة الأعداء والإيقاع بهم.

الحروب مع البيزنطيين

اشتهر سيف الدولة بغزواته ضد الروم البيزنطيين التي بلغت أربعين غزوة، ويقول شلومبرگر Schlumberger في كتابه عن نقفور فوكاس مشيراً إلى سيف الدولة «إن المتصفح لمقتطفات التاريخ البيزنطي في منتصف القرن العاشر ولأكثر من عشرين سنة 334 ـ 356هـ/945 ـ 967م، يجد اسماً واحداً يطفو على كل صفحة من صفحات ذلك التاريخ كإنسان شجاع لا يمل ولا يكل ولا يتعب، وكان عدواً لدوداً للإمبراطورية البيزنطية، ذلك هو أمير حلب سيف الدولة بن حمدان».

لقد تصدى سيف الدولة لمحاولات البيزنطيين المتكررة للاستيلاء على الشام التي كانوا يطمعون فيها، ويذكرون من تاريخها أنهم حكموها طويلاً، فكان سيف الدولة بعمله سداً وحاجزاً دون عودتهم إلى هذه البلاد، فخدم بذلك الإسلام والعرب، كان سيف الدولة كما يقول ابن ظافر الأزدي ردءاً للمسلمين بما رزقه الله من الهيبة عند العدو إلى أن مرض وضعف، ولما توفى اشتد استيلاء العدو على سائر البلاد والثغور.

وفاته

توفى سيف الدولة في حلب بعد أن أصيب بالفالج، ونقل جثمانه إلى ميافارقين مسقط رأسه حيث دفن فيها.

التراث والنشاط الثقافي

لم تقف عظمة سيف الدولة عند شجاعته في ساحة الحرب والوقوف في وجه أعداء البلاد الإسلامية، بل كانت له ناحية أخرى من العظمة، فقد كان راعياً للأدب والفنون، وكانت ندوته التي كان يقيمها في قصره في فترات السلم حافلة بالعلماء والأدباء والشعراء والفلاسفة، الذين يقصدونه من كل صوب ويلقون من كرمه ما يدفع بهم إلى تجويد صناعتهم الأدبية بحيث كان سيف الدولة سبباً مباشراً من أسباب ارتقاء الشعر العربي واستحداث فنون جديدة وسعت دائرته بعد أن كانت محصورة في محيط تقليدي محدود.

يذكر الغزولي، في كتابه «مطالع البدور» أنه قد اجتمع ببابه ما لم يجتمع لغيره من الملوك، فكان خطيبه ابن نباتة الفارقي، ومعلمه ابن خالويه ومطربه الفارابي وطباخه كشاجم، وخازنا كتبه الشاعران محمد وسعيد الخالديان والصنوبري ومداحه المتنبي والسلامي والوأواء الدمشقي والببغاء والنامي وابن نباتة السعدي وغيرهم.

وكما نشأ سيف الدولة على الإعجاب بالشعر الجميل والتأليف الجيد، فإنه كان يعجب أيضاً بالخط الجميل ويجزل العطاء للخطاطين الماهرين، وكان لسيف الدولة خطاط خاص به من بني مقله هو عبد الله بن مقله أخو الوزير أبي علي محمد بن علي، وكان سيف الدولة لفرط إعجابه بصحائف ابن مقلة يصطحبها معه حتى حين يخرج للغزو.

ولسيف الدولة شعر جميل عذب، حتى إن بعض المستشرقين ذكروا أنه لم يكن يماثل شعر الأمير الحمداني رقة وعذوبة إلا شعراء التروبادور أو شعراء اللانگدوك ومن شعره الوجداني الذي قال أكثره في جارية رومية فاتنة الحسن وقعت أسيرة في إحدى غزواته قوله:

أُقبّـــلهُ على جَــــزَعٍ          كَشرب الطائر الفَزِع

رأى مـــاء فأطمــعه          وخاف عواقب الطمَعِ

وصادف فرصة فدنا           ولمــَ يلــتَّذ بالجَـــَزع

وشعر سيف الدولة الإخواني لا يقل جمالاً عن شعره الوجداني وكثيراً ما كان يحدث بعض الجفاء بينه وبن أخيه الأكبر ناصر، ومن أبياته الجميلة النبيلة ما كتبه إلى أخيه ناصر الدولة إثر وحشة حدثت بينهما وكان ناصر الدولة فيه غلظة وصلف وكبرياء حتى على أخيه سيف الدولة.

لســتُ أجفو وإن جَفَوت ولا          أترك حقــاً علَيّ في كل حالِ

إنما أنت والد، والأب الجا            في يُجازى بالصبر والاحتمال

التراث العمراني

وبالرغم من الطابع العسكري والحربي لدولة الحمدانيين بصفة عامة، وإمارة سيف الدولة على نحو خاص، فإن ذلك لم يصرف الأمير “سيف الدولة” عن الاهتمام بالجوانب الحضارية والعمرانية.

فقد شيّد سيف الدولة قصره الشهير بـ”قصر الحلبة” على سفح جبل الجوشن، وتميز بروعة بنائه وفخامته وجمال نقوشه وزخارفه، وكان آية من آيات الفن المعماري البديع، كما شيّد العديد من المساجد، واهتم ببناء الحصون المنيعة والقلاع القوية.

وشهدت الحياة الاقتصادية ازدهارا ملحوظا في العديد من المجالات؛ فمن ناحية الزراعة كثرت المزروعات، وتنوعت المحاصيل من الحبوب والفاكهة والثمار والأزهار، فظهر البُرّ والشعير والذرة والأرز والبسلة وغيرها. كما ظهرت أنواع عديدة من الفاكهة كالتين والعنب والرمان والبرقوق والمشمش والخوخ والتوت والتفاح والجوز والبندق والحمضيات، ومن الرياحين والأزهار والورد والآس والنرجس والبنفسج والياسمين. كما جادت زراعة الأقطان والزيتون والنخيل. وظهرت صناعات عديدة على تلك المزروعات، مثل: الزيتون، والزبيب، كما ظهرت صناعات أخرى كالحديد والرخام والصابون والكبريت والزجاج والسيوف والميناء.

ونشطت التجارة، وظهر العديد من المراكز التجارية المهمة في حلب والموصل والرقة وحران وغيرها.

وشهدت الحياة الفكرية والثقافية نهضة كبيرة ونشاطا ملحوظا في ظل الحمدانيين؛ فظهر الكثير من العلماء والأطباء والفقهاء والفلاسفة والأدباء والشعراء.

وكان سيف الدولة يهتم كثيرا بالجوانب العلمية والحضارية في دولته، وظهر في عصره عدد من الأطباء المشهورين، مثل “عيسى الرَّقي” المعروف بالتفليسي، و”أبو الحسين بن كشكرايا”، كما ظهر “أبو بكر محمد بن زكريا الرازي” الذي كان أعظم أطباء الإسلام وأكثرهم شهرة وإنتاجا.

ومن أبرز الفلكيين والرياضيين الذين ظهروا في عصر الحمدانيين في بلاد الشام “أبو القاسم الرَّقي”، و”المجتبى الإنطاكي” و”ديونيسيوس” و”قيس الماروني”، كما عُني الحمدانيون بالعلوم العقلية كالفلسفة والمنطق، فلَمع نجم عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين الإسلاميين في بلاط الحمدانيين، مثل: “الفارابي”، و”ابن سينا”.

أما في مجال العلوم العربية؛ فقد ظهر عدد من علماء اللغة المعروفين، مثل “ابن خالويه”، و”أبو الفتح بن جني”، و”أبو على الحسين بن أحمد الفارسي”، و”عبد الواحد بن علي الحلبي” المعروف بأبي الطيب اللغوي.

كما لمع عدد من الشعراء المعروفين، مثل “المتنبي”، و”أبو فراس الحمداني”، و”الخالديان: أبو بكر، وأبو عثمان”، و”السرى الرفاء” و”الصنوبري”، و”الوأواء الدمشقي”، و”السلامي” و”النامي”.

وظهر كذلك عدد كبير من الأدباء المشهورين، وفي طليعتهم “أبو الفرج الأصفهاني” صاحب كتاب “الأغاني” الذي أهداه إلى سيف الدولة؛ فكافأه بألف دينار، و”ابن نباتة”، وظهر أيضا بعض الجغرافيين، مثل: “ابن حوقل الموصلي” صاحب كتاب “المسالك والممالك”…

ولم يلبث سيف الدولة أن عاجله المرض، ثم تُوفي في (25 صفر 356هـ = 10 فبراير / شباط 966م)، وقيل في رمضان، وهو في الثالثة والخمسين من عمره.

وكان لتلك النهضة الثقافية والحضارية أثر كبير في الفكر العربي والثقافة الإسلامية على مدى قرون عديدة وأجيال متعاقبة.

========

من قصائد المُتنبِّي في مدح سيف الدولة

عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ

وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ

وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها

وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ

 يُكـلّفُ سَـيفُ الدَولَـةِ الجَـيشَ هَمّـهُ

 وقـد عَجَـزَتْ عنـهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

 وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه

 وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ

————-

وكثيراً ما قام المُتنبِّي بمدح سيف الدولة الحمدانيّ، حيث تحدَّث عن الحدث (وهي قلعة بناها سيف الدولة في أرض الروم، وقد سُمِّيت بالحمراء؛ لأنّها تلوَّنت بدماء الروم)، فقال:

 هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لوْنَها

 وَتَعْلَمُ أيُّ السّاقِيَيْنِ الغَمَائِمُ

 سَقَتْها الغَمَامُ الغُرُّ قَبْلَ نُزُولِهِ

 فَلَمّا دَنَا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

بَنَاهَا فأعْلى وَالقَنَا يَقْرَعُ القَنَا

 وَمَوْجُ المَنَايَا حَوْلَها مُتَلاطِمُ

وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ

 كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ

 تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً

 وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ

 ضَمَمْتَ جَناحَيهِمْ على القلبِ ضَمّةً

 تَمُوتُ الخَوَافي تحتَها وَالقَوَادِمُ

وَمَنْ طَلَبَ الفَتْحَ الجَليلَ فإنّمَا

 مَفاتِيحُهُ البِيضُ الخِفافُ الصّوَارِمُ