دمشق وحلب يتعانقان .. ويُعلنان :انتهى الفراق دمشق توفي دينها إلى حلب.. وصول أول طائرة مدنية إلى مطار حلب الدولي بعد انقطاع دام أكثر من 8 سنوات
4e- فارس تكروني:
قالوا إن هناك من ينتظرنا، صوت محركات الطائرة يعلو تارة وينخفض تارة أخرى، هبوط تدريجي، الكابتن يعلمنا بضرورة شد الأحزمة، الغيوم تتبدد ، يبدو أن شيئا جميلا بانتظارنا، ملامح طائرات وهنكارات وطرق طويلة ومنازل بدأت تظهر، المشهد بات أكثر وضوحا، يصرخ أحدهم قائلا: وصلنا….
طبول تقرع ترحيبا، و الحان تترجم عشقا، يزغرد جميع من في الطائرة فرحا، عادت حلب، عاد مطارها، انتهى الفراق، كابتن الطائرة: الحمد لله على سلامتكم… مطار حلب الدولي يرحب بكم.
اليوم هو الأربعاء الساعة 11.20 صباحا في عام 2020، يسجل تاريخ الطيران السوري وصول أول رحلة جوية إلى مطار حلب الدولي، قادمة من دمشق، بعد انقطاع دام أكثر من 8 سنوات، استغرقت ما يقارب 40دقيقة، حاملة الطائرة السورية “ايرباص” وفدا رسميا وإعلاميا ضم عددا كبيرا من الوسائل الإعلامية الوطنية والأجنبية وعدد من الوزراء، معلنة في وصولها استئناف الرحلات الجوية الداخلية ومن ثم الخارجية إلى مطار حلب الدولي.
الوفد الرسمي والإعلامي جال في أجنحة المطار وقاعاته وآلية تقديم خدماته، والتأكد من جهوزية المطار الفنية، واستعداده لاستقبال شركات الطيران، كما كان في السابق.
وزير النقل علي حمود وصف عودة تشغيل المطار و إقلاع الرحلات الداخلية بانتصار كبير تم بفضل تضحيات بواسل الجيش العربي السوري، ودعم الأصدقاء ووقوفهم إلى جانب سورية اقتصاديا، وعسكريا، و سياسيا في المحافل الدولية، مبينا أن العمل المستمر لمؤسسات النقل وغيرها سيحقق النصر الاقتصادي، وإعادة بناء الاقتصاد الوطني أفضل مما كان عليه، لافتا إلى أهمية عودة مطار حلب من الناحية الاقتصادية، ومساهمته في نمو الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن سرعة انجاز تأهيل المطار وإقلاعه بعد تحرير ريف حلب مباشرة هو رسالة للعالم أن السوريين حاضرين وجاهزين لإعادة بناء كل ما تم تخريبه من قبل العصابات الإرهابية المرتزقة فور تحرير أي منطقة في سورية.
وزير الإعلام عماد سارة بين أن الرسالة والعنوان الأهم في عودة المطار وتحرير حلب بالكامل من قبل الجيش العربي السوري هو ما رأيناه في وجوه الحلبيين من البسمة والسعادة بعد تحررهم من براثن الإرهاب، لافتا إلى محاولات الإعلام الغربي الداعم للإرهاب والإرهابيين في قلب المفاهيم وتشويهها، وجعلهم الإرهابي إنسانيا، والإنساني إرهابيا، مؤكدا أن هذه المحاولات ستفشل أمام حصانة السوريين وإدراكهم لهذا التضليل، مبينا أهمية الإعلام الوطني والصديق في نقل أفراح الحلبيين بكل صدق وأمانة.
الجدير ذكره أن تاريخ الطيران السوري سجل سابقا أن أول طائرة هبطت في مطار دمشق الدولي كانت بعد هبوطها في حلب قرب السبيل تجاه جبل البختي، في حين على ما يبدو أن دمشق في هذه الرحلة توفي دينها إلى حلب بهبوط أول طائرة قدمت منها في مطارها.