جديد 4E

ما الفائدة من تمويل مشروع فاشل بحصة سوقية ضعيفة مع امتلاك جميع الضمانات العقارية ..؟!

 

في النهاية يتوقف المشروع ويتم بيع الضمانات العقارية لتحصيل ديون البنك

 

ضمانة الفكرة

كتبه د.عامر خربوطلي :

هل يمكن لفكرة استثمارية جديدة ومبتكرة أن تضمن تمويل المشروع؟ وهل الضمانات العقارية هي الوسيلة الوحيدة المستخدمة عالمياً لتمويل المشروعات الجديدة الناشئة؟

الأمر قد يبدو صعباً للمبادرين الشباب عند تفكيرهم بإنشاء مشروع جديد ناشئ أن يتوفر لديهم من الضمانات العقارية ما يكفي لتقديم ملف اقتراض أو مرابحة إسلامية للحصول على تمويل سواء لشراء الأصول الثابتة ونفقات التأسيس أو لتمويل رأس المال العامل أو التشغيلي.

في العادة وفي أغلب دول العالم يتم طلب إعداد ملف اقتراض يتطلب (دراسة جدوى اقتصادية) تضم المؤشرات الربحية الأساسية التي تؤكد جدوى الفكرة الاستثمارية وجدوى تمويل مثل هذا المشروع، ودور المصرف في هذه الحالة إعادة تحليل الدراسة للتأكد من الأرقام والتحليلات والتأكد من نتائج الدراسة التسويقية وبخاصة الإيرادات المقدرة ومن نتائج الدراسة الفنية وبخاصة تقدير تكاليف التشغيل السنوية ومن ثم الدراسة المالية التي تتجمع فيها تقديرات الأرباح الإجمالية والصافية ومن ثم يتم استخراج مجموعة من معايير الجدوى والتي تبدأ من فترة الاستيراد وتنتهي بمعدل المردود الداخلي مروراً بحوالي عشرة مؤشرات أخرى مختلفة.

وتبقى (فكرة المشروع) هي الأساس في الوصول لنتائج جدوى جديدة تعكس فجوة الطلب على منتجات أو خدمات المشروع وهذه (الفكرة) المميزة أو الجيدة أو الرابحة هي التي يجب أن تكون الضمانة لمنح التمويل المطلوب مهما كان نوعه.

فما معنى تمويل مشروع بفكرة غير جاذبة ومكررة وتخضع لحصة سوقية ضعيفة جداً مع امتلاك جميع الضمانات العقارية وفي النهاية يتوقف المشروع ويتم بيع الضمانات العقارية لتحصيل ديون المصرف.

المعنى من الفكرة الجيدة المتمتعة بأسواق جيدة ومتنامية ومؤكد عليها بدراسة جدوى واقعية ودقيقة وعلمية هذا ما تقوم به العديد من مصارف العالم بالنسبة للمبادرين الشباب وهذا النوع من التمويل أي (ضمانة الفكرة) يجب أن تحظى بمزيد من الدراسة لإمكانية تطبيقها في إطار سياسة دعم عمليات التمويل لهذا النوع من المشاريع البالغة الأهمية على مستوى الاقتصاد السوري.

العيادة الاقتصادية السورية – حديث الأربعاء الاقتصادي رقم /240/

دمشق في 3 نيسان 2024م