جديد 4E

رواتب المتقاعدين من حق إلى صدقة ..!

ســـــحر عويــضة

سردت لي شقيقتي وهي معلمة متقاعدة من تربية محافظة حماة أنها ومنذ شهرين لم تستطع أن تستلم راتبها التقاعدي، حيث من المفترض أن تستلم الراتب من بريد مدينة حماة نظراً لكون المتقاعدين يستلمون رواتبهم من هناك ولم يتم أتمتة الرواتب عبر الصرافات ..

شقيقتي قالت ( وهي صادقة) أنها ترددت منذ شهرين بشكل مستمر ولأكثر من سبع مرات إلى البريد في محاولة لاستلام رواتبها وفي كل مرة تبوء محاولاتها بالفشل لسبب مضحك وهو أنه لا يوجد سيولة مع المعتمد كما يقول !!

عندما نسمع كلمة سيولة نقديه نعتقد لوهلة أن المبلغ يتعلق بعشرات أو مئات الملايين ولا يرتبط بمبلغ زهيد لا يتجاوز عشرات الآلاف .

وعندما نسمع بأن جهة ما في الدولة لاتزال تسلم الموظفين رواتبهم عن طريق البريد ودون أتمتة هذه الرواتب، سنكون أمام حالة استثنائية تدفعك للتساؤل عن السبب الذي يجعل هذه الجهة بعيدة كل البعد عن مواكبة الحالة الطبيعية التي يتسم بها العالم أجمع حالياً وهي استخدام الصرافات الآلية لاستلام الرواتب المستحقة .

وعندما تعرف أيضاً أن هذه الحادثة لا تنطبق على شقيقتي فقط وإنما على آلاف المتقاعدين ( كبار السن) والذين لا تتجاوز رواتب أغلبهم الآلاف المعدودة على أصابع اليد حيث يتعرضون للمشقة والمعاناة في الانتظار والازدحام دون أن يحصلوا على رواتبهم فإننا هنا نتساءل : لماذا تم تحويل رواتب هؤلاء من حق إلى صدقة من خلال الطريقة التي يتقاضون بها الراتب .. ؟!  ونزيدكم من الشعر بيتاً فقد قال المحاسب لشقيقتي إن المبلغ المستحق لك وباعتباره عن شهرين هو مبلغ كبيير جداً (١٠٠) ألف ليرة سورية!! ولا أستطيع أن أسلمك إياه لأنه بإمكاني أن أوزع هذا المبلغ على ست أو سبع متقاعدين آخرين .

في الحقيقة فإن كل ما سردناه سمعة لم أتوقع أن أسمعها ونحن في القرن الواحد والعشرين، كما إن ما يحصل مع المعلمين المتقاعدين في حماة هو لوعة وعذاب بكل معنى الكلمة .

أما موضوع تحكم المعتمد بآلاف المتقاعدين لرغبة شخصية منه في ذلك (وفهمكم كفاية) فهي صرعة هذا الزمن الرديء في بلدي .

ويا حسرة عليكم أيها الموظفون المعذبون !!.