جديد 4E

بعد انهيار اسعار النفط .. والكورونا .. البروليتاريا .. إلى أين ..!!؟

كتب : سلمان عيسى

بعد تفشي وباء كورونا في العالم .. خاصة في أوروبا وأمريكا .. أي العالم الرأسمالي وخسارتهم عشرات آلاف الارواح .. واستمرار غطرستهم وأنفتهم ..

وبعد انهيار أسعار عقود النفط الآجلة في امريكا الى مستوى غير مسبوق إلى حد ان برميل النفط بات يساوي ثمن علبة سكائر بحسب بعض وكالات الانباء .. وإلى ما يساوي قيمة لتر عرق بلدي حسب ( تقفيلات ) بعض السوريين في شماتة واضحة على الغطرسة الامريكية تجاه شعوب العالم وأولها حلفاؤها الاوربيين ..

كل هذا يطلق الاحلام الوردية لشعوب العالم الثالث بقرب انهيار النظام العالمي الجديد .. والموغل في التجدد وقرب عودة البروليتاريا إلى الواجهة .. أي الى دورها الفاعل في تشكيل نظام اقتصادي جديد يعيدنا إلى أيام الثورة البلشفية والنظام الشيوعي الذي بدأ يتشكل إثر الثورة البلشفية عام 1916 .. الى الاشتراكية التي اضاعت نصف عمرها في اختيار الشعارات .. والنصف الثاني في البحث عن آليات التطبيق .. إلى غورباتشوف ويلتسين .. وحكم الفودكا الذي ازهق ما يزيد عن 70 عاما من التصفيق للماركسية اللينينية التي بشرت بعالم جديد تتوزع فيه الايرادات على الجميع .. كل بحسب ما انتج .. 

أحزاب كثيرة .. وكبيرة بالعالم اقتدت بالاشتراكية .. واتخذت منها شعارات لها .. بل انها اتخذت خطوات جدية لتطبيق شعارات الاحزاب اليسارية في محاولة لتطبيق العدالة في مجتمعاتها .. كالتأميم والاصلاح الزراعي .. لكنها ابقت على مصيرها معلقاً بشكل او آخر بمصير الاحزاب الشيوعية التي اصبحت ( موديلا ) في اسواق السياسة العالمية ..

في تنافس الأحزاب التي تذبذت بين الديمقراطية والجمهورية بمختلف تصنيفاتها واتساع مؤيديها

اصبحت لازمة لامتطاء السلطة وتنفيذ مخططات السطو على الثروات ومعاقبة الانظمة التي لا تدور في فلكها .. بل تحاصرها الى حد الاختناق لأجل ترويضها والعبور عليها الى مقدرات بلدانها .. سوريا وايران مثالا .. ومصادرة قرارها السياسي والاقتصادي ..

 في ظل هذا المتغير الطارئ والحديث العهد لا يمكن ان تبنى آمالا على إعادة التفكير بتشكل نظام اقتصادي عالمي يقوم على العدالة وتحقيق امنيات الشعوب التي مازالت تحلم بالحرية والاشتراكية .. لا مكان فيه لمقولة من نام شبعانا وجاره جائع .. بل ان تسخير الجهود لمزيد من الثروة على المستوى الفردي والمجتمعي .. ونظام الحكم في الدولة الواحدة ..

نعم قد تتعرض الرأسمالية لهزة تفقدها بعض الادوات لتأخير تطبيق سيطرتها على الاقتصاد العالمي .. لكنها بالتأكيد لن تفقدها صوابها في اختلاق اساليب وادوات جديدة للسيطرة .. الغالبية في العالم تطلق على ترامب بالرجل المجنون .. او الاهتر .. المجازف او الغبي .. هو بكل الاحوال ليس مبشرا جديدا .. وليس احد افراد العشاء الاخير .. انه الطاغية الذي يعبد المال .. ويفعل اي شيء من اجل المال .. وهذا يعني ان انهيار اسعار النفط الى هذا المستوى الذي ينذر بالخطر على انهيار الاقتصاد العالمي قد يعتبره ( ازمة وبتعدي ) فقد يكون سببا في هذا الانهيار .. وقد يكون منفعلا فيه الى درجة الغباء .. لكن بالمقابل فإن الطرف المنافس للرأسمالية ليس جاهزاً الآن للعمل على تشكيل نظام اقتصادي جديد يسطع فيه نجم البروليتاريا .. تتحقق فيه احلام الاشتراكية لتتربع على عرش توزيع الثروة بعدالة .. وتحقق ايضا رغبتها في التربع على رأس سلطة العالم الجديد ..