جديد 4E

الموت يجمع بين عاشقين بعد أن عجزت الحياة عن ذلك…

عن رواية مجدولين للكاتب الفرنسي ألفونس كار

هذه الرواية التي تحكي قصة فتى اسمه ستيفن، والذي ولد في أسرة متوسّطة الحال، وكان يحبّ المطالعة والموسيقى والطبيعة، وكان كثير العزلة عن الناس، ترك منزل والديه وسكن وحيداً في غرفة متواضعة، في منزل صديق والده الذي كان لديه ابنة وحيدة اسمها مجدولين، عشق ستيفن مجدولين وبادلته هي العشق أيضاً، والتقى بها مرّاتٍ عدّة تحت شجرة الزيزفون وفي زورق في النهر القريب، فحلم العاشقان بالحياة مع بعضهما وبيت يجمعهما ببعضهما، ولكنّ والد مجدولين قال لها إنه غير راضٍ عن علاقتها بـ ستيفن، وعندما حاولت مجدولين إقناع والدها بـ ستيفن، أرسل الوالد رسالة إلى الفتى يطلب منه مغادرة المنزل حالاً، وقبل أن يغادر التقى ستيفن بمجدولين ومنحها خصلة من شعره ومنحته خصلة من شعرها جعلاها خاتماً في إصبعهما وتعاهدا على الوفاء وذهب ستيفن يبحث في البلاد عن المال حتَّى يرجع للزواج من محبوبته.

غادر ستيفن وبقيت الرسائل بينه وبين مجدولين، يطمئنّ بعضهما عن بعض، وكان ستيفن قد عاد إلى بيت والده الذي استغل رجوع ابنه وقرّر إقامة حفلة ليعرّف ابنه على فتاة من الأثرياء حتَّى يزوجها إياه، وعندما أخبر ستيفن أباه عن عدم رغبته بالزواج من هذه الفتاة، طرده والده وأهله من البيت دون رجعة أبداً، فخرج ستيفن يبحث في البلاد عن عمل يصونه ويحفظه ويكسب به لقمة عيشه، ويؤمّن به المال اللازم للزواج من مجدولين وتحقيق حلمهما، فسكن ستيفن في بيت صغير وبحث عن عمل يعيش منه، وظلت مجدولين ترسل إليه بالرسائل المتكررة التي تؤكد له بقاءها على العهد الذي بينهما مهما طال الانتظار، وفي تلك الغرفة الصغيرة التي يسكن فيها ستيفن، جاء صديقه إدوارد وشاركه السكن والعيش، وبقي معه حتَّى بلغ سن الرشد وورث ثروة مالية كبيرة من عمه، فأنقذه ستيفن ووقف بجانبه حتَّى وصل إلى مبتغاه، وفي ذلك الوقت تحلُّ مجدولين ضيفة على صديقتها الثرية سوزان، سوزان التي تعترف لمجدولين بحبها لفتى من الأثرياء وأنَّها ستتزوجه قريباً، فتسرد مجدولين قصتها مع ستيفن لسوزان، فتقنعها سوزان أن تتخلَّى عن حبها الوهمي وأن تتزوج صديقها الثري إدوارد والذي هو صديق ستيفن الذي ساعده حتَّى ورث ثروته عن عمه، وتقنعها أنّها ستحقّق أحلامها مع إدوارد الذي سيوفر لها كلَّ شيء تريده. وتمرّ الأيام ويرث ستيفن أحد أعمامه ويبدأ ببناء البيت الذي يحلم به هو ومجدولين، وعندما يأتي إليها ليطلبها ويحقّق حلمه وحلمها، يتفاجأ بأنها مخطوبة لصديقه إدوارد، وهما على وشك الزواج، وهي تلبس خاتماً من ماس مكان الخاتم الذي صنعته سابقاً من شعر ستيفن. وبعد هذا الموقف جُنّ جنون ستيفن ومرض مرضاً شديداً وساءت حالُهُ، ودخل المشفى وكاد أن يموت إلى أن زارته مجدولين مع صديقه إدوارد الذي أصبح زوجها، وعندما خرج ستيفن من المشفى قرر نسيانها تماماً، وانصرف إلى الموسيقى، وبرع فيها وأصبح أحد أشهر الموسيقيين في البلاد، أمَّا إدوارد زوج مجدولين فقد سلك مسلكاً سيئاً وضيّع ثروته في القمار والخمر والحفلات الساقطة، فأفلس وهاجر وانتحر في مكان بعيد، واضطرتْ مجدولين زوجته إلى بيع بيت أبيها لكي تسدّ ديون زوجها وهي حامل بطفلته. وفي هذه الأثناء تتصل مجدولين بـ ستيفن، وتكتشف أنَّه ما زال على حبّه وعلى عهده، ولكنَّ كرامته ترفض أن ترجعه إليها، ومع ذلك يساعد ستيفن مجدولين ويعينها مع طفلتها، إلى أن يأتي يوم من الأيام، تترك فيه مجدولين ابنتها مع رسالة صغيرة على باب بيت ستيفن، وتخبره في الرسالة بأنَّها قررت الانتحار غرقاً في النهر القريب، وعندما علم ستيفن بالأمر هبّ مسرعاً إلى النهر لإنقاذها، وعندما انتشلها من الماء كانت قد فارقت الحياة، وعند رجوعه إلى البيت قرّر ستيفن أن يهبَ ثروته إلى ابنة مجدولين الصغيرة، وأنشد سمفونية الموتى وانتحر، ووصَّى أن يدفن مع مجدولين في قبر واحد، وأوصى بماله لابنة مجدولين وأوصى صديقه فرتز أن يدع مجدولين الطفلة تختار حبيبها بنفسها، ومات.

رواية مجدولين التي تظهر قيمة الحب ومأساة قلة الوفاء، والتي تدعو إلى قيمة من القيم الإنسانية العظيمة التي يجب أن يتحلَّى بها كلُّ إنسان في هذ العالم.