جديد 4E

“وانغ يي” للثورة : سنواصل دعمنا القوي لسورية لحماية سيادتها ومبادرة “الحزام والطريق” ستثري شراكتنا الإستراتيجية..

“الثورة” تلتقي وزير الخارجية الصيني في بكين :  “بريكس” تعزز التعددية القطبية .. ونسعى لوقف الحرب على غزة

 

الشراكة الإستراتيجية بين الصين وسورية، ومجالات التعاون بين الشعبين الصديقين السوري والصيني، ومساندة بكين لسورية والقضايا العربية، ومشروع الصين الكبير في القرن الحادي والعشرين القادم تحت مبادرة “الحزام والطريق” وطريق الحرير البحري، وموقف بكين الرافض للعدوان الإسرائيلي على غزة، ودعواتها المتكررة في مجلس الأمن الدولي والمحافل والمنظمات والمؤسسات الدولية إلى وقف العدوان والحصار عن الشعب الفلسطيني، وأخيراً تطورات الأحداث الدولية التي تؤشر إلى بزوغ نظام عالمي جديد لبنته الأولى ظهور مجموعة “بريكس”، هي محاور اللقاء التالي الذي أجرته موفدة صحيفة “الثورة” في بكين مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي.

 

الثورة – بكين – لقاء ختام أحمد:

 

سنواصل دعمنا القوي لسورية لحماية سيادتها وقد جلبت سنوات الحرب على سورية كوارث خطيرة، وترغب الصين في مواصلة تقديم الدعم والمساعدة بكل ما في وسعها للشعب السوري

سندعم سورية في إتباع مسار التنمية..

* خلال زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الصين أواخر شهر أيلول الماضي، ولقائه مع الرئيس شي، تم الإعلان عن إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين الصديقين، برأيكم كيف يمكن لهذه الشراكة أن تتعزز، وبأي مجالات يمكن أن يكون التعاون أكثر قوة وفائدة للشعبين؟

** في الواقع تربط الصين وسورية صداقة تقليدية عميقة، ويتمتع الشعبان بتاريخ طويل من التبادلات الودية، ففي أيلول 2023 التقى الرئيس شي جين بينغ مع الرئيس بشار الأسد في “هانغتشو” وأعلنا بشكل مشترك عن إقامة شراكة استراتيجية بين الصين وسورية، مما يقود إلى تطوير العلاقات الصينية السورية إلى عصر جديد.

وهنا استطيع أن أقول: إن الصين تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع سورية، وستواصل دعمها القوي لنضال سورية العادل من أجل حماية سيادتها الوطنية وأمنها وسلامة أراضيها، وكذلك دعم سورية في إتباع مسار التنمية المستقلة.

 

نقدم الدعم والمساعدة لسورية لاستعادة اقتصادها وتحسين معيشة الشعب وتسريع إعادة الإعمار..

 

* كيف تقرؤون مواقف الدول التي تعرقل الوصول إلى حل للأزمة في سورية وإنهاء الحرب عليها، وخطوات بكين الداعمة لسورية في هذا الإطار؟

** حقيقة القضية السورية مؤجلة منذ أكثر من 13 عاماً، وقد جلبت سنوات الحرب على سورية كوارث خطيرة، واستمرت هذه الكوارث بسبب مصالح بعض الأطراف، وترغب الصين في مواصلة تقديم الدعم والمساعدة بكل ما في وسعها لسورية لاستعادة اقتصادها وتحسين معيشة الشعب وتسريع إعادة الإعمار.

 

ستساعد خطوات “الحزام والطريق” على أرض الواقع في إثراء مضمون الشراكة الإستراتيجية بين الصين وسورية بشكل مستمر ولما فيه فائدة للشعبين

مبادرة “الحزام والطريق” ستثري شراكتنا الإستراتيجية..

* سورية والصين وقعتا مذكرة تفاهم في إطار مبادرة “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير والطريق البحري” في القرن الحادي والعشرين.. كيف تقرؤون آفاق هذه المذكرة، لاسيما أن سورية كانت أحد أبرز المحطات التجارية لطريق الحرير القديم؟

 

** تعمل الصين على إنجاح مبادرتها “الحزام والطريق” وتفعيل طريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين لما فيه خير شعوب ودول عديدة على امتداد القارات، وترغب الصين في إطار هذه المبادرة في تعزيز التعاون العملي والودي مع سورية في مختلف المجالات، وستساعد خطوات “الحزام والطريق” على أرض الواقع في إثراء مضمون الشراكة الاستراتيجية بين الصين وسورية بشكل مستمر ولما فيه فائدة للشعبين.

 “بريكس” تسعى لجعل العالم أكثر إنصافاً وعقلانية..

 

* الصين تدعو دائما لضرورة توسيع مجموعة “بريكس” لتضم دولاً عديدة انطلاقاً من رؤيتها بأن ذلك يؤدي إلى إنشاء عالم أكثر إنصافاً وعقلانية.. هل تتوقعون انضمام دول جديدة للمجموعة في المدى المنظور، وما هو تأثير”بريكس” في الإسراع بخلق نظام عالمي جديد بعيداً عن الهيمنة الأميركية والغربية؟

 

** فيما يتعلق بمجموعة “بريكس” والتعاون بين أطرافها باعتبارها منصة مهمة للتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية، فقد كانت دول البريكس ملتزمة دائمًا بحماية التعددية، والمشاركة بنشاط في الحوكمة الاقتصادية العالمية، وضخ زخم قوي في التعددية القطبية العالمية وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية.

ولهذا السبب، حظيت مجموعة “بريكس” بالاعتراف على نطاق واسع من قبل الأسواق الناشئة والدول النامية وأصبحت قوة إيجابية ومستقرة وجيدة في الشؤون الدولية، ويدعو تعاون البريكس إلى الانفتاح والشمول والتعاون المربح للجانبين من أجل تحقيق التنمية المشتركة والرخاء العالمي، وترحب الصين بمشاركة المزيد من الشركاء ذوي التفكير المماثل في تعاون المجموعة والعمل بشكل مشترك على تعزيز تطوير النظام الدولي في اتجاه أكثر عدلاً ومعقولية.

 

اليوم الأولوية القصوى هي التنفيذ الفعال لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2728، والوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء الحرب، وضمان الإغاثة الإنسانية

 

تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2728 والوقف الفوري لإطلاق النار في غزة..

 

* الصين أعلنت مراراً موقفها الرافض للعدوان الإسرائيلي على غزة ودعت إلى ضرورة وقف إطلاق النار فوراً.. هل سنشهد دوراً صينياً أكثر فعالية وتأثيراً في الأيام المقبلة لجهة التعاون مع دول أخرى كروسيا على سبيل المثال للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه؟

** فيما يتعلق بالحرب على غزة استمر الصراع في غزة لأكثر من نصف عام، مما تسبب في كوارث إنسانية مروعة، وهنا اقول: إن الحرب والعنف لا يمكنهما أن يحلا المشكلة بشكل جذري ولا يمكن أن يحققا الأمن الحقيقي، بل إنهما لن يؤديا إلا إلى تفاقم الكراهية.

اليوم الأولوية القصوى هي التنفيذ الفعال لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2728، والوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء الحرب، وضمان الإغاثة الإنسانية، والعودة إلى المسار الصحيح للتسوية السياسية للقضية الفلسطينية على أساس “حل الدولتين” في أسرع وقت ممكن.

ومنذ اندلاع الجولة الحالية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ظلت الصين تدعو إلى وقف إطلاق النار، وتعمل جاهدة لاستعادة السلام، وتعمل جاهدة لإنقاذ الأرواح، وستواصل الصين الحفاظ على اتصالات وثيقة مع الأطراف المعنية، وتعزيز وقف مبكر لإطلاق النار وإنهاء القتال في غزة، وتخفيف الأزمة الإنسانية المحلية، وبذل جهود حثيثة من أجل التوصل إلى حل مبكر وشامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية وإحلال السلام طويل الأمد، والاستقرار في الشرق الأوسط.

صحيفة الثورة – 1 أيار 2024م