جديد 4E

الدراما في زمن كورونا…..من الخاسر المشاهد أم صنّاعها ..؟ مواقف مجتمعية ونفسية للأعمال الرمضانية

صبا احمد يوسف

صبا يوسف

اختاروه أم اختارهم.. شهر رمضان المبارك شهر الخير والمحبة والبركة والعبادة، لهذا اختاروه ليكون طارحا البركة على أعمالهم، وجاعلا من صناعتهم تجارة مزدهرة ومضاعفة الاجر !!، أم من خلال دراسات نفسية معمقة للمشاهدين من صائمين وغير صائمين، لجعل الابواب توصد مع جهاز التلفزيون.. الصديق الوحيد المتبقي للأسرة، والرئة التي يتنفس بها الفضاء الخارجي في هذا العالم المتوحش..؟!

ذلك الصديق الذي احتكر طريقة واسلوب الحوار مع الاسرة التي انغلقت على نفسها بعيدة عن المحيط الاسري والاجتماعي، وجو الالفة والتواصل الذي كان يميز مجتمعاتنا العربية بشكل عام.

صناع الدراما الرمضانية اختاروه ليكون موسما دسما لأعمالهم، مطابخهم كثيرة والطباخون كثر فهل يفسد ذلك المائدة الرمضانية الدرامية أم يغنيها..؟

في ظل ما يشهده العالم من ظروف فرضها انتشار فيروس كورونا القادم بثوب الموت الاسود، وعلى ضوء ما تتالت الاحداث بجعل الجميع في بيوتهم، وكذلك صناع الدراما وأبطالها.. هناك من فضل التزام منزله، على متابعة العمل والتعرض لخطر الموت فكانت الحياة اقوى من المال، ومنهم من تابع بشروط واجراءات وقائية عالية ومنهم من انهى أو كان على وشك الانتهاء من عمله.

 والسؤال: هل يستحق هذا السباق كل هذه المخاطرة بالحياة لدرجة بدأت مجموعة بمناشدة الحكومات بالسماح لهم بمتابعة العمل وهذا ما قد يحصل قريبا.

هل شهر رمضان المبارك افضل بدون دراماه.. وسلبيات وايجابيات وجودها أو عدمه بحياة المشاهد والمنتج والممثل.. ورأي علم النفس ايضا..؟

لن نسأل هذه المرة صناع الدراما وابطالها عن هذا الموضوع ولكن نسأل المشاهد هل يزعجكم قدوم شهر رمضان متقشفا دون دراماه وهل بات الشهر الفضيل متربعا بأذهان الناس بدراماه تماما ام هناك أراء مختلفة؟.

نسأل ونترك القلم هذه المرة بيد المشاهدين على اختلاف مشاربهم، وثقافاتهم وأعمارهم ودرجات وعيهم.. فننقل بصدق ما كتبته أقلامهم.

انفلات يغرقها

– هفاف ميهوب:

رغم أن الاحداث التي شهدناها على مدى الحرب أكبر وافظع من ان يتمكن اي عمل درامي من تجسيد بشاعتها ورغم أن هذه الاحداث لفتتنا الى يوميات الموت وحكاياها التي باتت زاد لحظاتنا.. رغم ذلك اعتقد بان دراما رمضان من الاهمية بحيث تقدم للمشاهد ما يعيده الى ماضي الاسرة والاصدقاء واللحظات الحميمية.

 حتما هي الاهمية التي تتطلب ان تكون الاعمال التي تقدم للمشاهد هادفة وتعالج قضايا وصعوبات يعاني منها ويحتاج لحلها لا ان تكون سطحية او تزيد اغراقه بالمزيد من السطحية أو الشذوذ أو المأساوية.

سلبياتها التركيز على القضايا التي تسيء لمجتمعنا كقضايا الشذوذ والادمان والانفلات والاباحية، وتمزق العلاقات الاسرية والزوجية، والخيانات وغير ذلك، لا اعتقد بان هناك ايجابية واحدة، وهكذا ارى في ظل تفاقم اعداد الممثلين وقلة الاعمال التي تجسد روائع الانجازات والبطولات والعطاءات التي قدمها ابناء هذا الوطن.

– اناس قلعجي:

 اعتدنا ومنذ زمن طويل، على المسلسلات التلفزيونية في الشهر المبارك، خاصة الدراما السورية المميزة ، واجمل ما فيها هي لمة العائلة حولها.

– محمد عمر الشريقي:

يشتهر شهر رمضان بكونه موسما لعرض الاعمال الدرامية فيتنافس عشرات النجوم كل عام من اجل كسب السباق الرمضاني وحصول مسلسلاتهم على ثقة الجماهير واكتساح نسب المشاهدات، الا أن هناك عددا من الاعمال الدرامية في فترة من القرن الماضي مازالت راسخة في اذهان المشاهد العربي حتى الان ويتذكرها الجميع بمجرد الحديث عن دراما شهر رمضان رغم قلة الامكانيات في تلك الفترة، وغياب كل الوسائل التي تساعد على الانتشار مثل السوشيال ميديا والانترنت، الا ان هذه الاعمال

حققت نجاحا مستمرا، تبدأ شركات الانتاج وادارة القنوات في الاعداد لدورة رمضان مبكرا جدا، صيغة يكاد يتفق عليها معظم القنوات الفضائية وتؤكد الاهمية الكبيرة التي توليها تلك القنوات لدورة شهر رمضان الدرامية التي تبقى دائما الاكثر أهمية لدى ادارات تلك القنوات والاكثر حظوة بعقود الاعلانات.

  هل اجمل وافضل دون دراما ومسلسلات؟

– عبير يوسف :

 شهر رمضان الكريم زائر جميل وخفيف الروح يحمل في ثناياه نسمات الرحمة والتقرب من الخالق عز وجل وليس مهما ان يشهد اعمالا درامية ، هي فواصل للتسلية بسبب غياب التواصل الاجتماعي للاسف.

– آمنة حسين:

شهر رمضان الكريم شهر الرحمة التي نتمنى ان تكون موجودة بقلوب الكل مع الصحة والخير وايامنا وما نعيشها في الحياة هي دراما ومسلسلات حقيقية.

 – مريم علي يوسف:

 مع الاسف الشديد رمضان المبارك فقد قيمته في قلوب بعض العباد واصبح مرتبطا بالمسلسلات التي اصبح منها لا يليق بالعرض على شاشاتنا في هذا الشهر المبارك وهذه الاعمال الدرامية ابتعدت عن غايتها اصلا فبدل ان تكون فاصلا للتسلية بعد الانتهاء من قيامنا بواجباتنا الدينية اصبحت هي الغرض الرئيسي منه والعبادة هي الفاصل.

– قصي ميهوب:

شهر رمضان المبارك بات لدى الفنانين مقدسا فهو موسم لملئ الجيوب بالمال، وشركات الانتاج تجمع المال على حساب الشعب ، فالفن المؤدب صار عناوين الشاشات وهكذا تكون الشاشة، دفعت كفارة بعرضها للأعمال الدرامية المدعومة من اموال مشبوهة” مثلاً.

– جمال شاهين:

شهر منزل فيه القرآن وليلة القدر وهو شهر العبادة والتفكير لكن مد “البترودولار” واستلام دول الخليج زمام الامور قلب المعايير جميعها بما فيها غاية الشهر الفضيل ليتحول الى شهر المخادعة” وأصبح مفرغا من محتواه ومراميه السامية، والوسيلة هي الدراما حتى اصبح الكل ينشغل بالسوق الرمضاني وبوقت اعلان المسلسلات وكثافتها وسطحيتها” لمساعدة الصائم على صومه ؟!!” .

– منى عمران:

نتمنى بشهر رمضان الفضيل ان تقتصر البرامج على برامج  الترفيه واسترجاع الاغاني من المسرحيات القديمة لأنها تبقى الاجمل.

-ثناء احمد:

 شهر رمضان الكريم أصبح موسما لبيع وشراء مستلزمات السهرات الرمضانية، موسم لجشع التجار وموسم لشركات الانتاج الفني، موسم لشركات صناعة الأغذية والعصائر والحلويات. اين الرحمة والهدى؟ اين التسامح بين الاسر والاقارب..؟

– ميسون احمد:

لو ترجع ايام زمان بكل ما فيها من ود والفة بين الاهل والجيران والاحباب والجمعات الحلوة في المنازل في شهر الخير والبركة، فالناس لا يحتاجون للمسلسلات هي مجرد تسلية لا أكثر.

امل الحلبي:

 رمضان أجمل بالسهرات المفعمة بالمسلسلات الدرامية التي تصور الواقع ولكن هناك ما يبتعد عنه ويتجه نحو الخيال والتاريخ ومنها ما هو مبالغ فيه، بالعموم الجمهور يحب المسلسلات كمادة للتسلية وملئ الوقت والممثلون يطمحون الى المزيد من  الشهرة والتنوع بتقديم الاعمال وعملهم سوف يتأثر وهو مصدر رزقهم، والمنتجون سيتاثرون ولكننا كجمهور لن يؤثر علينا لان القنوات عديدة ومليئة بمختلف انواع البرامج ولكننا نطمح دائما ان تقوم شركات الانتاج  بتقديم الاعمال التي تدعو للخير والمحبة والتعاون، وما احوجنا لها في هذه الظروف بعيدا عن الدم والاكشن والزعامات والانقلابات بالمواقف ” الدراما تحزننا وتفرحنا”.

– صفا حسين:

شهر رمضان أجمل بشاشات صامته هادئة بلا مسلسلات واعلانات، اصبحنا نعتقد ان شهر رمضان المبارك مسخر لخدمة الانتاج الفني على جميع القنوات.

– هناء طراف:

 شهر رمضان الكريم موسم عمل بالنسبة للفنان والناس يتابعون المسلسلات بسبب تواجدهم في المنزل اكثر وقت في شهر رمضان المبارك.

– رولا عيسى:

شهر رمضان الكريم له طقوسه ومأكولاته المختلفة عن باقي اشهر السنة وحتى فيما يتعلق بروتين الحياة اليومية، ربما الاغلبية تحب ان تعيش هذه الطقوس لكن خلال السنوات الماضية هناك مبالغة في كل شيء، وتحول الامر الى استغلال بكثرة وجود المسلسلات، وهذا قلل من قيمة بعضها وحير المتابع فيما يكون بقية الاشهر مجرد اعادة حتى طريقة عرض المسلسلات المليئة بالفواصل والاعلانات هذا امر سلبي وهناك تقليد وتشابه بين الشاشات، وضرورة التركيز على النوع وليس الكم ومراعاة توقيت العرض.

– عبير سلوم:

 شهر رمضان شهر صوم وعبادة وبرأي يجب ان يكون هناك اعتدال بعرض المسلسلات وانتقاء المناسب في هذا الشهر الفضيل ودائما الحل الوسط هو من يرضي الجميع.

– فريال احمد:

 بدون دراما نعيش طقوس المحبة، والدراما منذ بداية الحرب تسلط الضوء على السلبيات والمحرمات رغم ملامستها للواقع في بعض الأوقات.

– حلا سليمان:

قديما كانت مسلسلات رمضان هادفة سواء فكاهية او قصص مسلية او برامج مفيدة مريحة للأعصاب، أغاني ناعمة لطيفة.. اليوم جميع المسلسلات نكد ورعب وكوارث وجرائم وحرق أعصاب، كلها متعبة للأعصاب وتجعلنا نعيش حالة من الرعب حتى اثناء نومنا يكفي ما نعيشه في ظروف صعبة منذ عشر سنوات نتمنى الافضل والمفيد والتركيز على تنمية الثقافية المجتمعية.. وبناء الانسان بعيدا عن التصنع والتقليد .

– ميا زلف:

انا افضل رمضان المبارك مع دراما، ولكن لست مع ان يكون هناك هذا الكم والتكرار بالأحداث المملة، احبذ طرق جديدة دون ابتذال في معالجة المواضيع.

– الوان عبد الهادي:

من الظلم للدراما حصرها في شهر واحد في السنة وكأن رمضان “كعبة الفنانين” ووجهتهم.. وفي الحقيقة يعمدون الى تسويق انتاجهم الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر في رمضان.. من المزعج ان نبقى ننتظر مسلسلا او سهرة تلفزيونية او برنامجا طيلة السنة حتى قدوم رمضان. وشهر رمضان هنا يستأثر بكل شيء حتى بالسوق الاقتصادية والاحتياجات الاساسية للأسر بأسعار عالية .. برأيي التوازن ضروري في جميع اشهر السنة باعتماد برامج تؤهل الدراما لتكون رائجة في مستوى واحد كل الاشهر ليس فقط في شهر رمضان وهذا لا يؤثر على بهجة الشهر، في النصف الاخير من القرن الماضي كان لهذا الشهر الكريم رونقه بأشياء مميزة مثل الفوازير الراقصة

التي تركت اثرا ولم يكن رمضان يستأثر بهذا الكم الهائل من المسلسلات التي لا يتسع الوقت لحضورها جميعا مما يعرض الكثير منها للغبن، لذلك من المفروض توزيعها على مدار السنة.. ويجب مراعاة كافة الاعمار.

– غصون سليمان:

 الدراما حالة اجتماعية ثقافية ترفيهية لها حضورها الجميل عندما تعكس خصائص مناسبة لأيام وليالي الشهر الفضيل.. وبالتالي من الظلم أن يصبح شهر رمضان  مهرجان عرض وسوق تجاري لمسلسلات درامية ” من هبّ ودب” يفضل ان يقتصر موسم الدراما على بعض الانواع من المسلسلات وليس الكم.

– نسرين الحلبي:

 شهر رمضان المبارك من احب واجمل الاشهر بالسنة.. والدراما والمسلسلات الجديدة تكمل جماله لكن يجب ان تتوزع المسلسلات الدرامية على كل اشهر السنة وليس بشهر واحد فقط.

– نور زينة:

شخصيا اتابع كثيرا من المسلسلات، واحبذ لمة العائلة جميعها في وقت واحد ومشاهدة المسلسلات معا خصوصا ان هذا الشهر يختلف عن اشهر السنة، والمسلسلات فرصة للراحة من تعب وجوع الصيام.. وفي الواقع فان جل اهتمامي حاليا ان تمر ازمة كورونا على خير، سواء أكان هناك دراما في رمضان ام لم يكن.

نبيل شاهين:

كنت صغيرا قبل أن يغزو التلفزيون بيوت وعقول الناس، كنا نعيش رمضان على اصوله، فهو شهر الخير والبركة ولقد فضله الله لكي يجعلنا نشعر بالفقراء والجياع.. كنا حين ذاك نعيش الدراما على الهواء مباشرة.. رفقا بفقراء هذه الامة فرمضان عندهم يطول على مدار السنة جوعا وحرمانا.

– حنان شاهين:

أفضل المسلسلات المسلية بعد الافطار وايضا المسلسلات الاجتماعية التي تروي قصة بمضمون جميل يشدنا.

– ابو خليل شاهين:

الشاشة الصغيرة مثلها مثل اي سلاح إذا استخدم بمكانه الصحيح يكون ايجابياً ولكن اذا كان بيد غير امنة فهو برايي مسبحة ابليس.

– فيروز الدبوس :

بالنسبة لنا كجمهور أصبحنا ننتظر مسلسلات رمضان بشغف فقد اصبحت طقسا مهما من طقوس الشهر الفضيل، ناهيك عن المسلسلات التي عرضت منها اجزاء سابقة ويترقب الناس الاجزاء التالية منها وقد زاد الشغف بدراما رمضان  في السنوات الاخيرة لدرجة ان تصميم المطابخ الحديثة بمعظمه فيه ركن للتلفاز حتى لا يفوت ست البيت ولا لقطة اثناء الطبخ.. اضافة للإبداع لممثلينا ومخرجينا الذي يزيد الشغف شغفا واعجابا.

– سراء سكينة:

انا بصراحة لا اتابع بشهر رمضان اي مسلسلات ولا انتظرها.. وبالحالة العامة ومن بداية الحرب الازمة ابتعدت عنها الا ما ندر وصار رمضان المبارك شهر الدراما والاعمال المبتذلة احيانا واضحى الاعلان فيه والعرض فيه اسعار خيالية .. رمضان ايام زمان احلى وانقى.

راي علم النفس

– الدكتورة آداب عبد الهادي اخصائية صحة نفسية :

الاعتياد او الادمان او ربط شهر رمضان المبارك بالدراما التلفزيونية ونظرا لتغير طبيعة الحياة واختلافها من عقد الى اخر ونظرا لتغير نمط حياة الناس سيما خلال الربع الاخير من القرن الماضي ،السائد عن الشهر الفضيل.. شهر الرحمة والبركة والتقرب من الله.. وساهم التغير في هذه النظرة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والطفرة في الانتاج الدرامي التلفزيوني وتجار الدراما الذين عمدوا عن قصد اغراق شهر رمضان بالأعمال الدرامية وجعل هذا الشهر سوقا لعرض سلعهم الدرامية وهذا ما جعل المواطن العربي اسيراً لهذه الاعمال الدرامية التي لم يعتد عليها وحسب بل وجدها فسحة واستراحة لنفسه ولروحه من ضغوط الحياة وصعوباتها، والذي بات شبه عاجز عن ايجاد حلول لها، ولجأ الى هذه الاعمال التي تشبه اوجاعه ومشاكله وقصصه وقضاياه  ليراها ماثلة امامه على الشاشة الصغيرة فتريحه نفسيا وتهدئ من قلقه وتوتره فيدمن عليها ويرغب بها ويطلب المزيد منها.

هذه الاعمال تجعل الفرد يشعر بالرضى والراحة النفسية وبالتالي يشعر بالسعادة، هذه السعادة الوهمية التي تشبه تماما شعوره بالسعادة التي تحصل عليها جراء تناوله جرعة من الهيروين المخدر لان دماغ الفرد يسرع بإفراز مادة الدوبامين، وهي مادة السعادة جراء شعوره بالراحة النفسية او جراء ملامسة روحه ملامسة شفافة مرهفة مريحة بالنسبة له فيرغب بأخذ المزيد من هذه الجرعة.. جرعة سعادة بيد من يحب .

وشرحت الدكتورة عبد الهادي أكثر عن جرعة الدوبامين الوهمية التي نحصل عليها من متابعة اعمال تشبهنا وتشبه حياتنا يقدمها لنا اشخاص نحبهم ونعجب بهم فنتعلق بهم ويصبحون جزءا من حياتنا دون ان ندري.. لذلك يجب ان نكون على درجة عالية من الوعي واليقظة اثناء متابعتنا للأعمال الدرامية سيما في رمضان والا نسمح لها بالاستحواذ على مشاعرنا اكثر مما ينبغي.. ونقع اسرى لها، وان نميز بشكل صحيح بينها وبين الشخصيات الحقيقية الموجودة في حياتنا وبيئتنا ومجتمعنا وبين هذه الشخصيات الافتراضية، حتى لو كانت تشبهنا بآلامها واوجاعها وافراحها واتراحها.. وطالما متابعتنا للأعمال الدرامية بالحدود المقبولة وطالما نحن قادرين على التميز بين ما يعرض وبين حياتنا الواقعية، فنحن في امان نفسي.. لكن عندما ننقل حياة الشخصيات وآلامها واحزانها الى حياتنا الواقعية وتقمص تلك الشخصيات في المأكل والمشرب والملبس والمشاعر ايضا هنا تكون الطامة الكبرى وهنا يجب أن ندق ناقوس الخطر.

 – أ.د. رولا الصيداوي “علم نفس”:

برأيي هي العادة التي اعتادها الناس لكن دوما سلبياتها اكثر ونسال هنا هل ما يتم مشاهدته كفيل بنشر الإلفة والمحبة بين الناس ونشر الايجابية ..؟ ام تزيد حالات الانطواء والابتعاد عن العائلة ..؟ ومما لاشك فيه ان اية برامج تعرض يجب تقييمها بجدية وموضوعية كي لا نخسر قيما بتنا بحاجة اليها اكثر .