لا خطّ أحمر للخبز ..!!؟

سلمان عيسى

لم يعد الخبز خط احمر .. تجاوز المعنيون هذا الخط الذي رسم منذ عقود طويلة على الأقل .. ولم يعد مدعوما أيضا، فقد أسقط بضربتين قاضيتين .. الأولى عندما تحول بيعه لدى المعتمدين الذين يبيعون الربطة ب 75 ليرة على الاقل بدلا من خمسين ليرة .. والثانية عندما اتخذ القرار ببيعه على بطاقة تكامل وهنا سيبقى المعتمدون يتحكمون بسعره مع فقدان نسبة من ( أرباح ) البيع الى تكامل .. وبذلك تخسر الخزينة العامة والمستهلك معا .. وتصبح ( عمولة ) تكامل عبئا آخر على فاتورة الدعم التي اصبحت اسطوانة نسمعها يوميا من المعنيين وغير المعنيين .. مع اننا اشرنا في زوايا سابقة ان كل السرقات التي حصلت في القمح والدقيق والخبز جيرت لصالح فاتورة الدعم .. والمستهلكون هم الضحايا .. على الأقل انهم يجلدون صباح مساء بأرقام الدعم التي سرق منها ما سرق .. وبقينا كمستهلكين نلام على ( بعزقتنا ) بهذا الخبز المدعوم ..

الأفران الخاصة تبيع الدقيق التمويني والمازوت المدعوم، ويشكون من ارتفاع الكلفة .. والخسارة وتشرّع لهم السرقة بالتغاضي عن مخالفاتهم بالوزن والسعر والنوعية .. ونحن الملامون .. !!

هناك مخبز بقرية رويسة حمدان بطرطوس مازال يبيع الربطة بوزن 1350 غرام ب 50 ليرة ولا يشكو صاحبه من الخسارة .. وبالتأكيد فأنه ليس جمعية خيرية حتى يتحمل الخسارة منذ تشغيله من نحو عامين تقريبا وحتى الآن ..!!

هناك مشكلة حقيقية ومزمنة في الرغيف .. الجودة .. السعر والوزن .. والرقابة ( المتعثرة ) واخيراً اتهام هذا المستهلك بأنه يحول ( الخبز المدعوم ) الى علفي .. قد يفعل ذلك بعض ضعاف النفوس .. وقد يفعلها صاحب فرن خاص ليبيع الخبز علفا ما دام مربحاً أكثر .. وقد يكون سوء الخبز المنتج في أفران الدولة هو السبب في امتناع المستهلك عن تناوله فتلصق به هذه التهمة ايضا .. لماذا تغيب هذه الفرضية عن اصحاب الشأن .. الخبز اليوم وفي ظل الارتفاع الجنوني للأسعار هو الغذاء الأقل ثمنا .. وهذا ما يغيب عن اصحاب القرار عمدا .. بغرض تسفيه هذا المستهلك والصاق كل عيوب التدخل الايجابي به .. فقط خدمة لقراراتهم وابرازها على انها صائبة وأن ( المحتال ) هو المستهلك  .. وان المنقذ هو ( تكامل ) ما يؤكد لنا ان كل الازمات في البنزين والغاز والمازوت والسكر والرز كانت مفتعلة ( لبسط ) سيطرة تكامل ومحاصصتها للخزينة في مواردها ..!!؟

بغض النظر عن كل ذلك .. ولنترك وراءنا كل ما يشاع .. الخبز غير قابل للنقاش .. هو ( العيش ) نعم اسمه كذلك في جمهورية مصر العربية .. رغيف الخبز هو ( العيش ) ..  الحياة .. لا تحرموا الناس منها .. !!؟