جديد 4E

السلطة الرابعة في حوار شيّق مع أكثر البرلمانيين السوريين جمالاً وتألّقاً.. (2 من 4)

المهندسة المعمارية ماريا سعادة:

“كنتُ سعيدة بحجم ألمي لتكريمي بجائزة المبدعين الشباب أصحاب الأعمال في لندن عن مشروعٍ لاقى في بلادي التهميش..”

” في حلب تعلّمت الكثير، وحصلت على المرتبة الأولى في الجامعة وحققّت جزء من طموحي في مكان جديد بالنسبة إليّ..”

“في لندن دافعتُ عن سورية بشراسة.. فتكلّمتُ ووصفتُ ما يجري رغم النوافذ الموصدة واستطعت كسر الصورة الكاذبة”

“مشروعي “عبّر لتؤثر” هو فعلياً مشروع السوشل ميديا، وهو متاح اليوم، وكل فرد منا حرّ ويعبّر عن الشيء الذي يريده في صفحته..”

في السوشال ميديا نرى من يُعبّر بطريقة مُنفّرة أحياناً.. وآخر بطريقة فلسفية أو مهضومة.. فكلُ واحد يعبّر بطريقته”

لقاء: وصال عبد الواحد

نتابع اليوم الجزء الثاني من حوارنا مع النائب السابق المهندسة المعمارية السيدة ماريا سعادة..

حصلتِ على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، ماهي هذه الجوائز وما أسباب حصولك عليها؟

شاركتُ بعدة مسابقات محلية، ولكن لم أحصل يوماً على الجائزة الأولى لأنها كانت تُحجب دائماً، ولا أعرف السبب!

في القانون عندما تُعطى الجائزة الأولى، فحُكماً يُعطى تنفيذ المشروع لصاحبها، لذلك كانت تُحجب وتُعطى شهادة الجائزة الثانية أو الثالثة، ربما قد نستعين ببقية التصاميم، علماً بأننا لسنا مجبورين بأن نعطي المصمّم الآخر حق إكمال المشروع، وفي الحقيقة هذا سؤال يُسأل: (لماذا)…؟

هل لأنّ مصالحنا تقتضي أن نترك المشروع لأشخاص آخرين، كي نستفيد من هذا التصميم بطريقة غير مباشرة …؟ أم أنها عملية سطو ونقل بطريقة غير مشروعة…؟ في الحقيقة يجب طرح تلك الأسئلة، وخاصة لأن الموضوع نفسه يتكرر.

جائزة المبدعين الشباب أصحاب الأعمال في التصميم YCE

بعدها انتقلت للمشاركة في المسابقات العالمية، وشاركت بأكثر من جائزة وحصلت على العديد منها، لكن أحد الجوائز التي تسعدني بقدر ما تؤلمني “جائزة لندن” في العام 2011، وهي جائزة المبدعين الشباب أصحاب الأعمال في التصميم (YCE)، وكانت عبارة عن جائزة عن مُجمل العمل الذي يقوم به الشخص، وليس عن مشروع واحد فقط، بل كانت تُمنح للأشخاص الطموحين ممن لديهم رؤية للمستقبل… وما هو الشيء الذي يريد التأثير به في مجال الفن؟ وما هي الأعمال التي قام بها هذا الشخص أو ذاك…؟

فرأيت أنهم فعلاً يفكرون بالفنان بطريقة “ما هو الشيء الذي يحمله في رأسه …؟” وليس فقط مجرد مشروع أو اثنان أو ثلاثة.. وأحد المشاريع التي لفتت انتباههم هو مشروع “المبنى ذو طاقة صفر” الذي قُدّم كمسابقة معمارية في عام / 2006 / لقسم الطاقة بوزارة الكهرباء، وهو مشروع مركز لأبحاث الطاقة، وتقدّمت به وحصلت على الجائزة الثالثة، وأُعطِيَتْ الثانية لمشروع آخر يخالف المعطيات وحُجبت الأولى.

فهل نثق بالتحكيم لدينا؟؟!! وهذه بالحقيقة واحدة من أهم المشاكل التي نعاني منها.

على كل حال نال ذلك المشروع إعجاب مجموعة التحكيم في لندن، بالرغم من مرور خمس سنوات على تصميمه، فذلك معناه بأنه كان لا يزال صالحاً، ولا يزال حتى اليوم صالحاً وهو يعتمد على تصميم الشكل مع التكنولوجيا كي يتحوّل المبنى إلى مكان طاقته صفر، بمعنى هو لا يستهلك كهرباء من الدولة، وإنما يعطي الكهرباء الفائضة عنه للدولة، ويقوم على تحويل الطاقة الشمسية عن طريق الخلايا الكهرضوئية لكهرباء ويعمل على التهوية الطبيعية والتدفئة الطبيعية، ليقلّل من استهلاك الكهرباء والتدفئة والتكييف من المحركات التي تستهلك الطاقة.

هذا المشروع أخذ الترتيب الثالث في سورية، بينما في لندن وبعد مرور خمس سنوات كان هو المحرّض لأحصل على المرتبة الأولى، وكنت السورية الوحيدة من ضمن 23 شخص ممثلين عن العديد من الدول.

فبقدر ما كنت سعيدة بأنني في بلد يستقطب الفنان والمبدع وصاحب الفكر، بقدر ماكنتُ متألمة للتهميش الذي يجري هنا …! وبالحقيقة إن لم يفهموا المشروع فهناك مشكلة، وإن فهموا وحيّدوه فالمشكلة أكبر!!!

وصلتِ للعالمية وبازدحام تنافسي كبير، برأيك كيف وصلت لذلك المكان؟ وما هو السر؟ وهل كنت متوقعة؟

لم أكن متوقعة على الإطلاق، “وما كان عندي هاد الهدف بحياتي” – تقول ماريا – ولديّ هاجس أحبه وهو: كيف أستطيع أن أضع بصمة، وكي تصنعي تلك البصمة كان لا بدّ من أن يكون لديك القدرة، وأن تمتلكي هذا الجانب الإبداعي في العمل، ولا بدّ لنا أيضاً من أن نحب عملنا.. ونحب أنفسنا أيضاً، وأن يكون لدينا ثقة كبيرة كي ننطلق منها، وهي مراحل عمل مستمرة كي يتمكّن الشخص من بناء الثقة بنفسه، وبناء المصداقية مع الطرف الآخر الموجود.

لقد درست في حلب وكانت والدتي في ذلك الحين في دمشق، وبقيت هناك لوحدي، وتعاملت مع الموضوع بإصرار وتحدي كي أثبت نفسي في وقتٍ كانت الظروف فيه غير سهلة، كالسفر مثلاً.. وخاصة لفتاة في مقتبل العمر وغريبة عن المجتمع هناك، وكانت من أحد أهم القرارات التي أتاحت لي والدتي حرية الاختيار فيها، وكان لا بدّ لي من محاربة الظروف، وكانت في الواقع مرحلة جديدة من الصراع، فالحياة عبارة عن صراع، ولكن يجب أن نصارع على الأشياء المهمة، ولا نهدر وقتنا في الأشياء الصغيرة، وعلى كل إنسان أن يضع هدفاً لنفسه..

في حلب تعلّمت الكثير، وحصلت على الترتيب الأول في الجامعة وحققّت جزء من طموحي في مكان جديد بالنسبة إليّ.

في السنة الأولى قمت برسم لوحة، وفي وقتها تحداني جميع الأساتذة كي أعيد رسمها من جديد، لأنه كان باعتقادهم أن هناك أحدٌ ما قد قام برسم تلك اللوحة، وإما أن يمنحونني الدرجة الممتازة وإما سيضعون لي علامة الصفر، وقبلت ذلك التحدي!!

كان من المسموح لنا أن نستخدم ثلاثة ألوان فقط وهي الأحمر والأزرق والأصفر، “الألوان الأساسية”، ولكن عندما شاهدوا ألوان البيج في لوحتي، وضعوا أكثر من إشارة استفهام؟؟ في الحقيقة كانت شكوكهم تدور حول أكثر من شخص، ولكن كنت أنا الهدف الأساسي بالنسبة لهم، تجمّع أساتذة الجامعة وطلاب السنة الرابعة والخامسة حول مرسمي، وبدأوا ينظرون كيف أقوم بإخراج ألوان البيج من الألوان الثلاثة الأساسية، بعد مرور الوقت، شعرت بخجل في وجوه الأساتذة، ومنذ ذلك اليوم استطعت أن اترك أثراً جميلاً لدى أساتذتي وأصدقائي وأنا طالبة في السنة الأولى، ولكن مع الأسف لم أستطع متابعة هوايتي في الرسم، إذ لم يبقَ لدي الوقت الكافي.

رسم سعادة في السنة الأولى بجامعة حلب

تابعت دراستي في حلب، علماً بأنه كان يحق لّي أن أنقل دراستي إلى جامعة دمشق، وتفوقت للسنة الخامسة وحصلت على معدّل عالي.

تخرّجت وذهبتُ بعدها للعمل في لبنان، بمكتب لنائب عميد جامعة الكسليك، وكان عندي خوف من نوع آخر وخاصة وأننا في سورية لدينا (هاجس تفوّق اللبناني على السوري) فاللبناني مثلاً يعرف كيف يسوّق نفسه.. أما نحن فلا، ونفتقر لمن يعزّز ثقتنا بأنفسنا، وأنت فقط المسؤول الوحيد عن ذلك الأمر، خضت تجربة التحدّي في حقل العمل في لبنان وبيئة لربما لا تشبهنا، وكان لا بدّ من الخروج عن المألوف ومنطقة الأمان، لنرى كيف سنكون قادرين على تحقيق منجزات جديدة في البيئات الأخرى …؟ وهنا نستطيع تعزيز ثقتنا بأنفسنا وتحقيق ذواتنا.

استلمت مشروعاً سياحياً في مكتب نائب العميد، وبدأتُ أفكّر وقد كنت خائفة وأقول في نفسي “كم واحد ممكن يقدموا بطريقة أحسن مني …؟ ومرة بعد أخرى بدأت أعمالي تنال الإعجاب وصارت تتردّد على مسامعي عبارة “والله إنتو السوريين شاطرين” بعدها بدأت أشعر براحة نفسية، وصار لديّ مساحة واسعة كي أعمل وأبدع.

تأمّلت فوجدتُ أنني أتمكّن من تحقيق ذاتي، وأيقنت أننا نحن السوريين فعلاً لدينا كفاءات بحاجة إلى تحريض لإثباتها، وهنا شعرتُ أن انتمائي السوري قد تعزّز بداخلي.. وتأكدت بأن لديّ الكثير من الإمكانات والمواهب، وفعلاً كان لديّ القدرة الحقيقية للتفوّق، فهذا يعني أنني أستطيع الصعود لأبعد من ذلك، وكان الأمر فعلاً، فذهبتُ إلى فرنسا وعملتُ هناك، وبدأتُ أُجري تدريبات في أوروبا، وبعدها إلى إيطاليا وبدأت بتصميم المفروشات للشركات الإيطالية، واستفدت من جميع تلك التجارب والخبرات، واستطعت أن أكون موجودة بأكثر من مكان.

عندما كنت أشارك بمسابقات محلية وعالمية كان ذلك يعطيني دفعاً وقوة في المجال العملي والمهني، ولكن عندما اتجهت نحو السياسة، وأنا أحمل هذا الرصيد شعرتُ بأنني أتكلّم من باب القوة، لأنني استطعت التفوّق على الآخر الذي لا أعرفه، وفهمتُ تماماً كيف يفكر …؟ فشعرتُ أنه بإمكاني أن أنجح في السياسة أيضاً، وذلك الشعور كان سبباً مهماً في نجاحي بالعمل البرلماني على الصعيد الدولي.

وعندما كنت أخرج لأدافع عن سورية، فكنت أعرف وأفهم تاريخها، وهذا من باب الاختصاص، كما أني كمعمارية استطعتُ أن أثبت نفسي بمناطق خارج سورية سواء بلبنان وأوروبا، فمعنى هذا بأنني قادرة على أن أتحدث من باب القوة، ومن باب حضارتي السورية التي استُهدفت، وأنا والآخرون نعرف ذلك جيداً..

أنا قادرة أن أكلّمهم من باب الموضوعية لأنني أستطيع أن أفهم العقل الأوروبي، نعم كنت أدافع عن بلدي بكل المقاييس، وهذا هو الرصيد الذي حملته، وبالتالي أستطيع أن أخوض وأكسر الحواجز بسهولة لأنني بنيت هذا الشيء من قبل.

إذاً جائزة لندن هي من أكثر الجوائز التي أثّرت بك، فبقدر ما غمرتك بالفخر والسعادة بقدر ما آلمتك؟!!

تعلمت في لندن الكثير من الدروس، بالرغم من ألمي الذي عُدت به، شعرت بنفسي هناك بأنني سفيرة لسورية وقادرة على تمثيلها، وحصلت على الجائزة في بداية الحرب في عام 2011 وكنت أقاتل وبدفاع مستميت عن حقيقة ما يجري في سورية، وخاصة بأنّ معرفتهم وفهمهم كانت قائمة على الإعلام الغربي الذي كان يشوّه الحقائق في الداخل السوري، فكنت قادرة أن أتكلّم وأصف كل ما يجري، في وقت كانت فيه جميع النوافذ موصدة!! استطعت كسر الصورة الكاذبة التي بنوها في الخارج، وأنا أعتقد بأن هذا الجانب كان مهماً وساعدني للدخول في الميدان السياسي وبعده إلى البرلمان، الذي دخلت إليه لأتحدث عن وجعنا، وكيف يفكرون بنا في الخارج، وماهي الصورة التي كانت تنتقل عن سورية والسوريين في الداخل، وكيف سأكون حاضرة على هذه الطاولة وكان أحد أهدافي من الدخول إلى البرلمان أن أدافع عن سورية على الطاولة الدولية.

ونصل مع السيدة ماريا إلى جوارِ مشروع ٍ مميّز قامت به هو مشروع (عبّر لتؤثّر) فقد أسرنا هذا العنوان بجاذبيته، لاسيما وأنه يُلامس الرسالة الصحفية.. رسالة السلطة الرابعة.. التي لا تكفُّ عن التعبير علّها تؤثّر هنا أو هناك، فسألنا السيدة ماريا:

خرجتِ بمشروع اسمه “عبّر لتؤثر”، عن ماذا عبرت من خلاله وكيف؟

جاء هذا المشروع بعد عودتي من لندن، فعندما كنت هناك، دُعيت لأحد المعارض بأحد المتاحف، وعلى كل حائط كان هناك شيء ما، مثلاً ساعة مكتوب تحتها عبارة “كيف أستطيع أن أغيّر العالم بساعة …؟” كان هناك الكثير من الأشياء التي ساعدتني لأفكر “خارج الصندوق” وهذا من جانب، ومن جانب آخر وجدتُ أنّه في البيئة المفتوحة يستطيع أن يعبّر كل شخص بطريقته بعيداً عن أي “تابو”، ومن هنا فكرت بأننا بحاجة لنعبّر “ونحكي كلشي جواتنا ونفكّر خارج الإطار وين المشكلة؟” لما لا نستبدل مفهوم “الثورة” ونستفيد من هؤلاء الشباب ونعبّر بطريقة الفن!! لنطرح السؤال الذي نريد جواباً عنه أو حتى إن لم نعرف الجواب عليه.. فلنطرحه كسؤال، بدلاً من التكسير وممارسة أعمال العنف والشغب.

مشروع “عبّر لتؤثر” 2011

نحنا بحاجة لأن نعبّر بطريقة صحيحة ونحن بحاجة لمن يسمعنا أيضاً، فعدت إلى سورية بمشروع أطلقت عليه “عبّر لتؤثر” والتعبير إذا كان مؤثراً فسوف نتعلّم منه، قد يمتلك غيري قدرة على التأثير بشكل أكبر، وغيري أكبر وأكبر، فعندئذ أنا أقوم بعمل تراكمي كي أصل لتغيير معين من خلال التأثير.

عندما نتحدث عن أهمية التعبير فبرأيك كم هي مهمة حالة التعبير بشكل عام في المجتمعات!! نحن في كثير من الأحيان نضطر أن نبتلع ألسنتنا عندما نريد أن نعبّر عن قصة تؤلمنا أو عندما نريد أن نطالب بحقوقنا مثلاً، ما هو الحل برأيك؟

بمقارنة بسيطة بين 2010 و2020 ألا يمكن أن نرى بأنه خلال العشر سنوات الماضية كنا غير قادرين على التعبير كما يجب، أما اليوم فنحن قادرين عن التعبير عن كل شيء …؟ فعملياً مشروعي الذي عبّرت عنه بالـ 2011 هو “مشروع السوشل ميديا” وهو مُتاح اليوم فيما كان غير متاح بشكل رسمي قبل 2010، وكل فرد منا حرّ ويعبّر عن الشيء الذي يريده في صفحته، وبطريقته. أحياناً هناك طريقة منفّرة فعلياً، ولكن أحياناً أخرى نرى طريقة فلسفية، وطريقة مهضومة، فكل واحد يعبّر عن الوجع بالطريقة الخاصة به. قد تختلف آليات التعبير، ولكن المهم أن لا نكون حاقدين، ونتمنى السوء لبلدنا وأهلنا، أو لمن يختلف معنا،  فهذه لم تعُد طريقة تعبير، بل هي طريقة انتقام وهنا تكمن المشكلة، لأننا بالانتقام وردود الأفعال لا نستطيع أن نفعل شيئاً، وأملنا دائماً بالتحسين أو التغيير أو بالخطوة التالية، لذلك طريقة تعبيرنا هي المدخل لنكون قادرين على مساعدة غيرنا، وهذه حالة يُبنى فوقها، من تعبير أو تغيير أو عمل أو مبادرة، فعندما نرى حاجة الناس عندما تتكلم عن شيء يصير الحديث مبادرة وبعد قليل يتحول إلى عمل، ومن ثم إلى ورشة عمل وهكذا حتى تتحوّل المسألة إلى قانون!! نعم بعد عشر سنوات وصلنا لخطوة مهمة وجديدة، ومن الممكن بعد عشر سنوات أخرى أن نكون قد تمكنّا من تغيير أشياء كثيرة أخرى..

هناك من يمكن أن يعبّر عن رأي آخر مختلف، غير الذي نفكر به.. ولكن بطريقة حضارية، وبعيدة عن الأذى والتجريح والتحريض، فهل نحن مهيؤون ومستعدون لأن نتقبّلهم ونسمعهم…؟

إن اختلفوا معنا بالتوجّه فلا مانع.. فكم نحن قادرون وكم هم قادرون على أن نبدأ بفهم اختلاف بعضنا واحترام الآخر، ويجب أن نتحاور بدون عملية الإقناع …؟  اليوم من الضروري جداً أن نوحدّ الأهداف، وأبدأ بتقبّل فكرة وجود الآخر كي أحاوره؟ بشرط أن تكون الثوابت مشتركة، أنا اليوم إنسانة مع الكل من أجل سورية، ومن أجل بناء سورية، فيجب عليّ أن احترم الجميع، قد أختلف معك بالدين أو بالنظرة أو بالآلية ولكن ليس لنا أن نختلف مع بعضنا بقضايا أخرى مشتركة، نحن نريد أن نبني سورية بطريقة مشرّفة للجميع وأن نحافظ على ما تبقى، وبالحقيقة لا يزال لدينا الكثير.

أما إذا كان هناك اختلاف على الثوابت، فمن الأفضل أن أتجاهل ذلك الشخص، لأن النقاش معه سيكون نقاشاً عقيماً، ولا يمكن الوصول معه إلى شيء وهذا بالحقيقة إضاعة للوقت، وهذا الصراع سيكون فاشلاً، ولا داعي للخوض في تلك المصارعة، هنا علينا أن نتطلّع إلى هدفنا ونتابع المسير.