قرار استيراد البطاطا .. يغتالُ الأمل عند منتجي عكار الذين يباشرون الجني اليوم صباحاً..!

السلطة الرابعة – سلمان عيسى

لسنا في حلم .. إنه الواقع الذي لا يكاد يُصدّق، والذي تمثّل بإلغاء قرار اللجنة الاقتصادية باستيراد 5000 طن من البطاطا المصرية بعد تدخل اتحاد الفلاحين، لان موعد جني المحصول في هذه الايام في سهل عكار .. اليوم تقرر الحكومة أن تفاجئ منتجي البطاطا باستيراد هذه الكمية، واليوم في هذا الصباح الباكر سيتم قلع أول حقل بطاطا عكارية ناضجة ..!

 وليست هنا المشكلة .. بل هي تكمن في ان البطاطا المصرية تغزو الاسواق السورية الآن ومن موسم هذا العام .. أي أنها عملياً موجودة على الأراضي السورية قبل إصدار قرار السماح باستيرادها .. ! ماذا يعني هذا ..؟؟! هل هناك من المعنيين من يعمل في الظلام ..؟! ام ان هذه الكميات دخلت تهريبا ..؟! وهنا مكمن الخوف .. تهريبا يعني من لبنان ..! واستيراداً يعني ان مُتخذي القرار لم يكونوا صريحين مع الفلاحين ولا مع اتحادهم ولا حتى مع جميع المستهلكين السوريين الذين هم عامة الشعب .. وهم بالتالي الذين يثقون بحكومتهم .. او هكذا يفترض ..

 نريد اجابات واضحة وصريحة .. ان كانت استيراداً .. فمن هو المستورد .. ؟ ولماذا هذا النكول بتعهد عدم الاستيراد ..؟! وبالتالي – ربما يكون لا سمح الله – هناك مصلحة شخصية لمتنفذ قوي قادر على صياغة القرارات، وتغيير منحى حتى الإرادة الحكومية  ! .. أما إذا كانت الصفقة تهريبا، فهذا إخبار للقضاء اولاً .. وللحكومة ثانياً لتقاعس الجمارك ودورياتها التي تغطي الحدود .. او هكذا يفترض .. وهناك سابقة من ايام قليلة ( شاحنة الليمون المهربة التي وصلت اسواق اللاذقية ) واكتفت دوريات الحماية بتعهد المهربين بعدم اصابتهم بالكورونا وتركت الجمارك التي تورطت في هذه التهريبة بدون ادنى مسؤولية ..!!

السيد رئيس الحكومة نرجو التقصي عن كيفية وصول البطاطا المصرية من موسم 2020 قبل اسابيع من موافقتكم .. بل من بعد رفض اللجنة الاقتصادية لاستيراد البطاطا .. نرجوكم الجواب الكافي والشفاف – كما عهدناكم – حتى لا نقتنع ان بلدنا ( وكالة بدون بواب ) !

نعلم أن الحكومة ربطت هذا الاستيراد بالتكفّل بشراء كامل المحصول من الفلاحين، ولكنها لم تحدد السعر الذي سيتم التسويق على أساسه .. فإن كان السعر مجزياً فلا بأس .. أما إن كان متدنياً فالكل يتطلّع إلى تفاصيل الخديعة ..!