جديد 4E

أسعار فوق الخيال .. هل يكفي العيش بالكفاف على الفلافل فقط ..؟! إننا لم نعد قادرين حتى على هذا الكفاف

 

تحتاج أسرة من ثلاثة أشخاص إلى 360 ألف ليرة شهرياً لتتمكن من تغطية نفقات 3 وجبات فلافل يومياً

 

المواطن بات في حيرة .. فساد ينتشر وجرائم تزداد وأخبار السرقات لا تهدأ .. والحكومة أذن من طين وأخرى من عجين

 

السلطة الرابعة – حسين صقر :

نتيجة الارتفاع المتسارع لأسعار السلع، أضحت معظم العائلات السورية مضطرة للاستغناء حتى عن بعض الحاجات الضرورية للصحة والغذاء، بعد أن بدت الفواكه واللحوم والحلويات من المنسيات عند البعض، وأولاً بأول سوف تنسى المواد الأخرى التي كانت مسماة على الفقراء.

وخلال جولة على بعض الأسواق ترى وجوه الناس شاحبة يبدو عليها الإرهاق والحيرة ، تمشي في السوق وتقول اين كنا واين اصبحنا ، لأنه بحسبة بسيطة لعائلة مؤلفة من ثلاثة أشخاص، لن نقول: أربعة أو خمسة، نرى أن سندويشة فلافل لكل شخص، بمعدل ثلاث وجبات تساوي اثنا عشر ألف ليرة في اليوم، إذا كان سعر السندويشة يساوي فقط ألف وثلاثمئة، علماً بأنه أكثر من ذلك، أي تحتاج تلك الأسرة إلى ثلاثمئة وستين ألف ليرة شهرياً، هذا إذا نسينا الحاجات الأخرى جميعها من دواء و معاينات وفواتير ومناسبات وطوارئ، وما إلى هنالك من حاجات أخرى.

السيدة تماضر حسن قالت:

يتجه سعر كيلو البطاطا اليوم بالمفرق نحو الألفي ليرة ( وقد وصل إلى أكثر من 3000 ليرة ) لأن شراءه بالجملة بات مستحيلاً، حيث لا يمكن أن أشتري كيساً بأربعين ألفاً وأقضي باقي الشهر مستغنية عن الحاجات الأخرى التي باتت بالنسبة لنا من المنسيات، وأضافت: استغرب أن طبخة بطاطا وبندورة لعائلة مؤلفة من خمسة أشخاص كأسرتي بحاجة لخمسة آلاف ليرة، بمعنى إذا قضيناها بوجبة واحدة من هذا النوع نحتاج لمئة وخمسين ألفاً شهرياً، وذلك دون أجور نقل للأولاد ولنا كموظفين، في وقت ممنوع عليهم أن يمرضوا أو يكتسوا أو يمارسوا أي شيء من حياتهم كبشر.

أبو شادي

أب لأربعة أولاد، وزوجته ربة منزل يضطر للعمل طوال اليوم، حيث يخرج من منزله في السابعة صباحاً ويعود ظهراً ليتناول الغداء، ثم يغادر إلى عمله الثاني، ويعود في الحادية عشرة ليلاً، علماً أنه لا يعطل حتى يوم الجمعة، يقول أثناء تجوله في السوق بين الدوامين: إنني حائر في أمري ماذا أشتري، وكما ترى اشتربت الباذنجان الأسود

لأنه أرخص أنواع الخضار اليوم، كي نشويه ونضع له الزيت معتبرين إياه وجبة ” متبل” ، وتساءل إلى متى سوف يستمر هذا الحال، وهل هناك أفق ليعيش المواطن بأقل ما يمكن .. ؟ وأوضح أنه استغنى عن الزيت في منزله وأصبح يعتمد على السلق والشوي مستغلاً وقت التغذية من الكهرباء.. لكن طفرت الدموع من عينيه، ولم يستطع إتمام الكلام.

وقالت حنان السالم:

بقلاوة – مبرومة – بللورية .. أهرامات للفرجة فقط

مع أنني وزوجي موظفان، لكن الحلويات والفواكه لا تدخل منزلنا منذ زمن، ونكتفي بالأشياء الضرورية، ومعلوم لدى الجميع أن الطفل يشتهي ويغار ويطلب، ولاسيما إذا رأى زميله في المدرسة يشتري أو يبذخ نتيجة ظروف أهله، ونوهت بأنها قصدت السوق لشراء التين مثلاً أكثر من مرة أو نوعاً آخر من الفواكه، وفي كل مرة تحجم عن ذلك، أولاً لارتفاع الأسعار، وثانياً لحاجتها لسلع ومواد أخرى أكثر من الفاكهة، وتساءلت أيضاً عن أي حال وصلنا إليه، وإلى متى يمكننا العيش بالكفاف.

وقال حمدو الراوي:

ليس لي أحد في الغربة، وإذا كان المسؤولون عن ضبط الأسعار والمعيشة والاقتصاديون يظنون، وبعض الظن إثم أن الأسر السورية لديها من المغتربين الذين يرسلون لها عملات صعبة لينفقوا، فهي خاطئة، لأنه ليس كل الأسر لديها مغتربين، وبالتالي من الضروري عدم وضع الناس ضمن تصنيف واحد، فبعض الأسر بالفعل سوف ينعدم لديها الأمن الغذائي، وباتت في خطر حقيقي، وقد تكون مقبلة على جوع.

وتحدث المواطن حسن التلي

عن الآثار النفسية والمعنوية نتيجة الفقر والعوز، وقال: لن أتحدث عن ارتفاع الأسعار و حاجة الأسر من المواد الضرورية، لأن كل من ينزل إلى الأسواق يعلم ذلك، وبجرة قلم يعرف حاجة الأسرة من الدخل، والحكومة أمام ذلك، أذن من طين والأخرى من عجين، لكن سوف أتحدث عن انتشار السرقات، وارتفاع معدل الجريمة وميل البعض القليل من العاملين والموظفين نحو الفساد، لأن ذلك سوف يدفعهم لذلك، وذكّر بأنه لا يبرر لأولئك تلك الأفعال، لكنه يحذر منها، ونوه بأن المواطن بات في حيرة من أمره، كيف يتدبر أمره، فهل يعيش بالكفاف؟ ويكتفي بالفلافل فقط؟! وهي ليست أمراً سهلا أيضاً.