تدفع عجلة تنمية قطاع الدواجن للدوران بالاتجاه المعاكس صعوبات متداخلة…. مطلوب حلها للحد من خروج المربين من حلقات الانتاج

السلطة الرابعة – 4e :

لطالما شكلت لحوم الدجاج وبيض المائدة بديلاً مقبولاً للمستهلكين ، بعد أن دفعت تداعيات الأزمة  أسعار مصادر البروتين الحيواني من لحوم الأغنام والأبقار ، والحليب ومشتقاته ، حدوداً تجاوزت قدرة معظم الأسر السورية على توفيرها على موائدهم ، وشكل تراجع حجم  المطروح من منتجات الدجاج بالأسواق ، وتواصل ارتفاع أسعارها ، صدمة قوية لشريحة واسعة من المواطنين وسط تدهور قدرتهم الشرائية ، ودوامة بحثهم عن الغذاء الأرخص سعراً ، في ظل حمى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج المستوردة التي حطمت أيضا طموح مربي الدواجن في سعيهم لتوفير منتجاتهم بالأسواق وبأسعار تحقق لهم هامش ربح بسيط يضمن استمراريتهم بتشغيل منشآتهم الإنتاجية والعاملين فيها ، فقد شهدت أسعار المواد العلفية ، وأجور نقلها ، وأسعار الأدوية واللقاحات البيطرية ، والمعقمات الضرورية لسير العمليات الإنتاجية ، وأسعار الوقود ، ارتفاعا متواصلاً منذ بداية العام الجاري وبنسب زيادة تجاوزت نسبة زيادة أسعار منتجات الدجاج من لحم فروج وبيض مائدة .

رحلة الارقام المحزنة :

يوضح المهندس الزراعي والخبير في الإنتاج الحيواني عبد الرحمن قرنفلة أن بيانات المربين تشير الى ان نسبة الزيادة في ارتفاع اسعار حبوب الذرة الصفراء بين شهري كانون الثاني 2021 وايلول 2021 بلغت 109% بينما بلغت نسبة الزيادة في ارتفاع اسعار كسبة فول الصويا 69% لنفس الفترة الزمنية حيث ارتفع متوسط سعر الطن من الذرة الصفراء من 705000 ليرة سورية خلال شهر كانون الثاني الى 1480000 ليرة سورية خلال ايلول . كما ارتفع متوسط سعر الطن من كسبة فول الصويا من 1383000 ليرة سورية الى 2339000 ليرة سورية خلال نفس الفترة وهذا ادى الى رفع نسبة مساهمة الاعلاف من اجمالي قيمة تكاليف الانتاج حتى 95% . بينما حققت نسبة الزيادة بأسعار بيض المائدة  خلال الفترة المشار اليها 45% فقط .

هذا يشير الى وقوع المربين تحت ايقاع خسارات مستمرة من بداية العام وحتى تاريخه ،  وذلك في ظل تضخم ارقام قيمة الاعلاف حيث يصل سعر حمولة شاحنة من الذرة الصفراء 74000000 ليرة سورية بينما يصل سعر حمولة شاحنة من كسبة فول الصويا مبلغ  116000000 ليرة سورية .  وهي مبالغ عملاقة بالنسبة لمربي الدواجن لاسيما وان 90% منهم من ذوي الحيازات الصغيرة ومتناهية الصغر والذين تتراوح طاقاتهم الانتاجية بين 2500 الى 10000 طائر ومعظمهم لا يمتلك رأس مال عامل كاف لتغطية نفقات المدجنة هذا في ظل غياب مكاتب التمويل الخاصة التي كانت تغطي حاجة المربي من راس المال العامل (بالاجل  لقاء نسبة من الارباح ) والتي توقفت عن العمل بفعل ايقاعات الازمة واصبح مطلوب من المربي تسديد قيمة مشترياته من مستلزمات الانتاج نقداً. هذا الواقع دفع بعض المربين الى بيع بعض الاصول من بيوت وممتلكات لتوفير قيمة الاعلاف كما دفع البعض الاخر للاستدانة لقاء نسب فائدة مرتفعة .

صعوبات بالجملة :

• انعدام التناسب بين نسب ارتفاع أسعار (بيض الدجاج ولحم الفروج )، ونسب ارتفاع أسعار الأعلاف حيث بلغ متوسط نسبة الزيادة بسعر الذرة الصفراء بين شهري كانون الثاني 2021 وشهر ايلول 109% ، – حسب ما أوضح المهندس قرنفلة – وبلغ متوسط نسبة الزيادة بأسعار كسبة فول الصويا للفترة نفسها 69% ، بينما لم يتجاوز متوسط  نسبة الزيادة بأسعار بيض المائدة الـ   45% للفترة ذاتها ، علماً أن ارتفاع أسعار المواد العلفية أدى إلى رفع نسبة مساهمة قيمة الأعلاف إلى  95% من إجمالي تكاليف الإنتاج  .
• تتحكم قوى العرض والطلب بتحديد اسعار مبيع منتجات الدجاج بالأسواق ويضطر منتج  بيض المائدة ولحم الفروج الى بيع منتجاته غالبا دون قيمة التكلفة نظراً لأن هذه المنتجات غير تخزينية  من جهة ولعدم وجود غرف تبريد في المداجن من جهة ثانية حيث لا تسمح  أجهزة الإدارة المحلية ببناء غرف تبريد في المداجن لحفظ البيض .
• ضعف القوة الشرائية للمستهلكين مما يدفع حجم الطلب على منتجات الدجاج للانحدار ، وبالتالي تراجع أسعار مبيع المنتجات ما دون التكلفة .
• إن الأسعار التي تفرضها أجهزة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ، يعوزها المرونة وسرعة التكيف مع تغيرات السوق ، ومراعاة التكلفة الحقيقية للمنتجين .
• بلغ متوسط تكلفة انتاج طبق البيض ( 30 بيضة ) خلال شهر ايلول 2021 مبلغ ( 9513) ليرة سورية ، ارض المدجنة دون اي ارباح .

• إن الحد من وقف خروج المزيد من المربين من حلقات الإنتاج وتراجع المطروح بالأسواق من منتجات الدجاج يتطلب من الحكومة – كما يرى المهندس قرنفلة – اتخاذ إجراءات إسعافية سريعة تتمثل في :
• توسيع دور المؤسسة العامة للأعلاف في توفير حاجة القطاع من الأعلاف وبأسعار التكلفة خلال المرحلة الراهنة.
• منح قروض دون فوائد للمربين المتوقفة مداجنهم عن العمل والتي تحتاج إلى ترميم أو تجهيز لإعادتهم إلى حلقات الإنتاج وتبسيط عمليات الحصول على القروض .
• تفعيل دور صندوق تداول الأعلاف لمنح قروض لتغطية قيمة الأعلاف لمربي الدواجن وبضمان قيمة المدجنة .
• تسهيل الحصول على المازوت والفحم الحجري لمربي الدواجن خاصة مع اقتراب حلول فصل الشتاء.
• المرونة في تسعير منتجات الدواجن ومتابعة التغيرات اليومية في حركة السوق والاستجابة السريعة لتلك التغيرات للحد من الجدل بين أجهزة حماية المستهلك وبائعي الجملة والمفرق .
• توسيع دور السورية للتجارة في إحداث توازن بسوق منتجات الدجاج من خلال شراء جزء من الإنتاج وتخزينه لفترات انخفاض العرض بالأسواق
• نسبة الزيادة الشهرية بسعر صندوق نسبة الى سعر كانون الثاني 2021