جديد 4E

بين الدرهم والقنطار..!

 عبد الحليم سعود :

ثمة مثل عربي يقول ( درهم وقاية خير من قنطار علاج ) لا شك أن معظمنا سمع به ولكنه ظل بعيدا عنه وعن مضامينه ومعانيه في حياته اليومية، ففي كثير من الأحيان يجد البعض منا نفسه تائها بين الدرهم والقنطار (كحالنا هذه الأيام) فلا هو يملك الأول من أجل الوقاية ولا باستطاعته تأمين الثاني من أجل العلاج، فيما قلة قليلة من تجار الأزمة والحرب تكدس الدراهم والقناطير على حسابنا، ولا تهتم لأمر الوقاية ولا العلاج ولا يعنيها من كل الأمثال العربية سوى (حلال عالشاطر)…!

بعد أيام قليلة يودعنا شهر رمضان المبارك بكل ما انطوى عليه من أسرار وحكم، ويا ليت هؤلاء تمثلوا حكمة واحدة من حكم الشهر الفضيل، فإذا كان من أبسط أسراره وأوضح حكمه تربية الانفس وقمع الشهوات، فقد تجاوز الكثير من التجار (الصائمين عن الحلال) حدود العقل والمنطق في رفع أسعار سلعهم وكأنهم اعتبروا الشهر كله ( ليلة قدر ) لتحقيق مآربهم مستغلين معاناتنا مع العقوبات والحصار الخارجي، أما إذا كان من حكم رمضان هجر اللذائذ والطيبات والامتناع عن الطعام والشراب لبعض الوقت من أجل تحسس مشاعر الفقراء والجياع (وما أكثرهم اليوم) فإن المطلع على أسرار الولائم وما يستهلكه البعض من الطعام والشراب واللذائذ خلال الشهر سيصاب بالإحباط وربما بالفاجعة، لأن الاستهلاك تجاوز ضعف نظيره في الأشهر العادية، أما إذا كانت أهم حكمة للشهر الكريم هي (صوموا تصحوا) فعلينا مراجعة سجلات المشافي لمعرفة أعداد الذين راجعوها بسبب عسر الهضم وباقي الامراض ذات الصلة بكثرة الطعام ..!

أما وإننا بتنا قريبين من العيد، وقد اعتادت الناس إعداد وشراء الحلويات في العيد، فعلى السوريين تغيير هذه العادة، حيث لم يعد باستطاعة سوى قلة قليلة جدا شراء حلويات العيد (الكيلو الواحد من بعض الاصناف وصل الى ثمانين ألف ليرة ) وحسنا فعلت وزارة الصحة عندما دعتنا منذ مدة للإقلاع عن تناول السكر ونبهت لأضراره على الصحة العامة، وحبذا لو تساعدنا وزارة الداخلية  في التخلص من بعض العادات السيئة في العيد كالألعاب النارية والمفرقعات، حيث اعتاد على ممارستها الأطفال والمراهقون، وان تفعل شيئا  تجاه ركوب الاطفال للدراجات النارية، وبهذه المناسبة نرجو من وزارة حماية المستهلك أن تمنع بيع الاطعمة المكشوفة للأطفال، حيث  يكفينا ما خلفته الحرب وحوادث السير ووباء كورونا من ضحايا، ولا مبرر للمزيد من الحزن والفقد بحجة الاحتفال بالعيد.. حمى الله الجميع وكل عام وأنتم بألف خير.