السلطة الرابعة – متابعات
ما يزال الصاروخ الصيني التائه في الفضاء الرحب، يُشغل الناس في أماكن كثيرة من العالم، ويختلف هذا الانشغال بين من يتتبّع ويراقب، وبين قلقٍ وخائف ومذعور، فيما ذهب آخرون باتجاه التندّر حول هذا الصاروخ وماذا سيحصل عند سقوطه، وكان من أبلغ ما قيل بهذا الشأن على مواقع التواصل الاجتماعي منشور يقول :
( كن مثل الصاروخ الصيني .. لا تُخبر أحداً بوجهتك القادمة .. ولا بهدفك المستقبلي .. واجعلهم يخشونك حتى في سقوطك )
وفي الواقع فإن المشكلة هي أن هذا الصاروخ الشارد الذي فقدت الصين الاتصال معه، لا أحد يعلم أين سيسقط ..؟ ولا كيف ..؟ ولا متى .. على وجهٍ دقيق، فهو ما يزال خارج الغلاف الجوي غير أنه يقترب من هذا الغلاف، وما أن يخترقه حتى يصير سقوطه المدوّي سريعاً بحكم الجاذبية الأرضية.
هو يتحرك الآن مابين خطي العرض / 41 / شمال خط الاستواء، و / 41 / جنوب خط الاستواء، أي بين نيويورك وبكين شمالاً، وتشيلي ونيوزيلندا جنوباً، ما يعني أن الدول العربية بالكامل ضمن هذا النطاق، وهو حالياً يدور حول الأرض كل / 90 / دقيقة دورة واحدة، إذ تصل سرعته إلى / 28000 / كم في الساعة، وسيكون من أكبر القطع الفضائية التي ستسقط على الأرض ولكن من دون تحكّم.
اليوم الجمعة تحدثت الخارجية الصينية بشأن هذا “الصاروخ التائه”، وصرح وانغ ون بين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، بأن معظم حطام الصاروخ الصيني، الذي خرج عن نطاق السيطرة ويُتوقع سقوطه في مكان غير معلوم على الأرض، سيحترق عند دخول الغلاف الجوي.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الصينية، أنه “من المستبعد بشدة أن يسبب أي ضرر”، وفقا لما نشرته وكالة “رويترز”.
وأشار وانغ ون بين إلى أن الصين تتابع عن كثب عودة الصاروخ إلى الغلاف الجوي وأن معظم مكوناته ستحترق حينها.
وأوضح أن “احتمال أن تسبب هذه العملية ضررا على الأرض ضعيف جدا”.
ووفقاً لبعض الوكالات فإن القوات الجوية الأمريكية نشرت على موقع”سبيس تريك” في وقت سابق من اليوم الجمعة، توقعاتها بشأن الصاروخ، مشيرة إلى أنه سيدخل الغلاف الجوي للأرض يوم 9 مايو/أيار فوق تركمانستان.
ووفقا للجيش الأمريكي، سيدخل الصاروخ الغلاف الجوي يوم 9 مايو/أيار الجاري في الساعة 2.13 بتوقيت موسكو، فوق تركمانستان عند إحداثيات 38.1 درجة شمالا وخط طول 62.5 درجة شرقا.
وكان الجيش الأمريكي قد توقع سابقا سقوط الصاروخ فوق الجزء الجنوبي للمحيط الهادئ بمنطقة ليست بعيدة عن نيوزيلندا.
وكانت الصين قد أطلقت الأسبوع الماضي أولى المراحل الثلاثة لمحطتها الفضائية، وبعد انفصال الوحدة الفضائية للمحطة بدأ الصاروخ يدور حول الأرض في مسار غير منتظم مع انخفاضه تدريجيا، ما يجعل من شبه المستحيل توقع النقطة التي سيدخل منها إلى الغلاف الجوي، وبالتالي المكان الذي سيسقط فيه.
وقد يتفكك الصاروخ عند دخوله الغلاف الجوي لتتبقى منه قطع حطام فقط تسقط على الأرض، لكن إذا بقي الصاروخ كاملا فالاحتمال الأكبر هو أن يسقط في أحد المحيطات أو البحار.
وكانت شبكة ( CNN ) الأمريكية قد ذكرت اليوم الجمعة أنه وسط حالة من الترقب يشهدها العالم وجهود مبذولة في محاولة معرفة الموقع الذي سيسقط فيه الصاروخ الصيني التائه، التقط تلسكوب في منطقة سيكانو وسط إيطاليا صورة له خلال عبوره فوق المنطقة.
وقال البروفيسور الفلكي جينالوكا ماسي، مؤسس مشروع التلسكوب الافتراضي، أنه التقط هذه الصورة للصاروخ الصيني التائه عبر هويته التي وفرتها قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية أو ما يُعرف بـ”NORAD” عندما مر فوق منطقة سيكانو، الخميس.
ولم تعلق إدارة الفضاء الوطنية في الصين على هذه الصورة.
ويذكر أن الصين أكدت في بيان على أن الصاروخ مثل صواريخ الدول الأخرى حتى الآن، آمنة على الأرض.
وأشارت سي إن إن إلى أن مركز الفلك الدولي قال في بيان: “لا يمكن لأي جهة في العالم معرفة المكان والموعد الذي سيسقط فيه هذا الحطام، إذ أن عملية التنبؤ هذه يشوبها العديد من عوامل عدم الدقة لأسباب مختلفة منها معرفة الهيئة التي سيدخل فيها الحطام إلى الغلاف الجوي، ومعرفة كثافة الغلاف الجوي العلوي بدقة لحظة الدخول إذ انها تتغير بتغير النشاط الشمسي. وعلى الرغم من ذلك تكون هناك توقعات مبدئية ويذكر معها هامش الخطأ. ومن أشهر الجهات التي تصدر توقعاتها هي وحدة المراقبة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ومنها أيضا برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي”.
قناة يوتيوب تبث بشكل مباشر مسار الصاروخ لحظة بلحظة
تقرير شيّق لمحطة بي بي سي عن حالة الصاروخ الصيني التائه :
إعداد :