جديد 4E

تمييزٌ ظالم يُشتّتُ كوادر تمريض المشافي الحكومية.. في ظل نقابتهم المجمّدة .. !

حسين صقر – خاص للسلطة الرابعة

من المعروف أن مهنة التمريض لا تقل أهمية عن باقي المهن التابعة للقطاع الصحي، حيث أثبت الممرضون جدارتهم وكفاءاتهم واندفاعهم وحماسهم بتأدية عملهم الإنساني هذا، و برهن السواد الأعظم منهم أنهم عند توصيفهم بملائكة الرحمة، ولاسيما في تلك الفترة التي نعاني فيها من جائحة كورونا، في وقت لم يقتصر فيه قيامهم بواجبهم على هذه الظروف الاستثنائية وحسب، بل كانوا في ميادين العمل عندما تعرض المواطن للإرهاب، فكانوا يقظين حذرين مستنفرين على الدوام.

وقد يقول قائل: إن واجبهم وطبيعة عملهم تتطلب ذلك، وهنا نقول: لو أنّ كل واحد منّا قام بواجبه لكنّا بألف خير، والقيام بالواجب فضيلة .. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى بما أن طبيعة ذلك العمل تحتاج لتلك الجهود، فمن الضروري إنصافهم كي يستمروا باندفاعهم وحماسهم وحبهم للعمل.

 لسان حال الكادر التمريضي في المشافي العامة والذين يعتبرون أن ظلماً وقع عليهم بسبب التمييز بينهم وبين أقرانهم من المخدرين والمعالجين الفيزيائيين وأطباء التخدير والمعالجة والطوارئ والصيادلة، وذلك بعد أن تم منح هؤلاء جميعاً حوافز وطبيعة عمل تترواح بين75%-100%شهرياً دون الممرضين، ليتساءل هذا الكادر لماذا تم استثناؤه، فهل الممرض من الدرجة العاشرة، ولماذا التمييز بين مكونات العمل الواحد، وعدم تفعيل نقابة التمريض؟

ما لاقاه هؤلاء دفعهم لقرارات لا يريدونها فمنهم من ترك العمل بعد تقديم استقالته، ومنهم من بدأ البحث عن أعمال أخرى أو السفر، وهو ما يؤدي بالنتيجة إلى نقص في هذا الكادر المهم.

الكادر المذكور يتساءل أيضاً عن سبب عدم تفعيل دور نقابة التمريض على الرغم من صدور مرسوم رئاسي بهذا الشأن والمرسوم رقمه /38/ لعام 2012 القاضي بإحداث نقابة التمريض وإلى الآن لم يتم انتخاب نقيب للنقابة، كما لم يتم إقرار النظامين المالي والداخلي حيث المجلس المؤقت أكد في نهاية الشهر السادس أن النظام الداخلي سيكون جاهزاً، وهو ما جاء على لسان أحد فروعه المؤقتة!! والسؤال هل يحتاج مرسوم رئاسي صدر منذ ثماني سنوات كل هذا الوقت كي يطبق؟!

ويقول الكادر: إن الشيء الآخر أيضاً صدور قانون الأعمال المجهدة والذي يقول الممرضون إنه تم إيقافه ولا يطبق على الجميع…!! بل تم حصره بأقسام العمليات والعناية والإسعاف…!! حيث تم إيقاف تطبيق المرسوم في وزارة الصحة بينما وزارة التعليم العالي ما زال مطبقاً، كما يسأل هؤلاء لماذا يطبق قانون صادر عن مقام الرئاسة حسب الأمزجة العامة؟

وكذلك المكافأة الصادرة عن مجلس الوزراء لم تشمل كل الممرضين المناوبين أثناء أزمة الكورونا وحتى الذين شلمهم القرار تم التمييز بينهم حسب الواسطة ورغبة كل مدير لماذا لا يكون القرار واضحاً وشفافاً ؟؟

وهل مسابقة وزارة الصحة التي أعلن عنها لا تشمل خريجي كليات التمريض ومدارس التمريض غير الملزمة ..؟ لماذا لم تشملهم المسابقة سؤال نطرحه على وزارة الصحة؟؟

وكذلك لا يوجد توصيف وظيفي واضح لمهنة التمريض ولماذا لا تعطى الشهادات بعد انتهاء مدة الالتزام ؟؟؟

إذاً هي حالة شاذة مربكة وغير سليمة لا توحي بأي حس بالمسؤولية لجهة تنفيذ القرارات والمراسيم التي ساوت بين الجميع إلاّ أن التطبيق أحدث ذلك التمييز غير المفهوم ما أوصل الكادر التمريضي إلى فقدان الأمل بالحصول على حقوقهم المشروعة…؟!

فهل تقوم وزارتا الصحة والمالية باستدراك الأخطاء وتطبيق القوانين بشكل يساوي بين الجميع دون استثناء؟!..سؤال يريد معرفته هؤلاء.

تلك التساؤلات طرحها مجموعة من الممرضين والفنيين والمعالجين والقبالة يبلغ عددهم نحو ١٠٠ ألف عضو كانت أبرز مطالبهم توظيف جميع الخريجين وخاصة من الفروع غير الملتزمة وهم من خريجي كليات التمريض والعلوم الصحية والمعاهد الصحية والطبية ومدارس التمريض غير الملتزمة لأن بعض الخريجين ينتظر منذ أكثر من15سنة المسابقة والوظيفة، وينتظر البعض الآخر رفع طبيعة العمل وإعطاء الحوافز والمكافآت إلى 75%أسوة بالمخدرين والمعالجين وأطباء الطوارئ والتخدير وأطباء المعالجة والصيادلة ، ووضع مهنة التمريض ضمن المهن الخطرة وتفعيل هذا الموضوع وتطبيق قانون الأعمال المجهدة لعام ٢٠٠٦والشامل لكل ممرضي المشافي والذي أوقف العمل به، وكذلك فتح مجال التقاعد على 25  سنة خدمة.

بالإضافة لتفعيل البطاقة الصحية للمتقاعدين منهم و نقل الزملاء والزميلات إلى محافظاتهم ضمن الإمكانات المتوافرة، والتوصيف الوظيفي، وتحديد مهام وواجبات  الممرض ضمن أطر وجداول كل في قسمه وعمله، وتعديل الوضع للزملاء والزميلات الدارسين بعد التوظيف بتعديل فئتهم وعملهم، وإيجاد  نقابة فاعلة تقوم بواجباتها على أكمل وجه وتفعيل نقابة التمريض المرسوم رقم ٣٨ لعام ٢٠١٢ وإقرار الأنظمة الداخلية والمالية وتحفظ للزملاء والزميلات كرامتهم وحقوقهم، ووجود نقيب للتمريض بعد انتخابه على أن يكون كفوء يعمل على الأرض ويجوب المشافي بحثاً عن مشاكل التمريض وحلها وليس مجرد نقيب يبحث عن البروظة والشكليات.