جديد 4E

الدكتور ميّالة : العالم في حالة ركود .. والخوف من الوصول إلى الكساد

الوضع العام مكهرب عالمياً .. والوضع في سورية يختلف عن كل الدول ..

العمل في المركزي يكون ضمن فريق متكامل .. الكل يساهم بإعداد القرارات والحاكم لا يعمل لوحده

علي محمود جديد

الدكتور أديب ميالة بعد أن انتهت مهامه كحاكم لمصرف سورية المركزي، ومن ثم كوزير للاقتصاد في سورية، بيّن أنه يتفرّغ حالياً لأعمال البحث العلمي، فهو يدرس ويجتهد وعاد كأنه طالب سنة أولى في الجامعة.

وقال – في لقاء إذاعي مع راديو ( نينار fm ) ضمن برنامج الناظر – أنه سيضع بذلك عمله وخلاصة خبرته أمام الجمهور ليستفيد من يريد .. هذا إن كانت مفيدة مثلما قال.

وفي رده على سؤال حول عمل المصرف المركزي أوضح ميالة أنّ حاكم مصرف سورية المركزي لا يعمل لوحده، فهناك فريق عمل متكامل، وكل واحد في المركزي يساهم بإعداد القرارات من أصغر موظف إلى أكبر موظف، كما أن هناك مجلس النقد والتسليف الذي يرأسه الحاكم والذي يقوم بإعداد السياسات النقدية في البلد.

وقال الدكتور أديب في هذا اللقاء : إن ما يحصل اليوم ليس في سورية وحدها، وإنما في مختلف دول العالم جراء أزمة الكورونا، فهي أزمة صحية .. وباء أصاب كل دول العالم الغنية والفقيرة، ويمكن أن يصيب كل الأشخاص الصغار والكبار، وهذا ما أحدث إرباكاً حقيقياً في كل جوانب الحياة، وأثّر على الناس ككل، وعلى الاقتصاد ككل.

كريستيينا جورجاييفا – المديرة العامة لصندوق النقد الدولي

وقبل هذا الوباء رأى ميالة أن العالم كان يترقّب أزمة عالمية وركود اقتصادي منذ بداية 2019 / واصفاً الجو العام في تلك الأثناء بأنه كان مكهرباً عالمياً، فالأزمات تتوالى، ومن منتصف 2019 وبعد ذلك رأينا أن الرئيس الأمريكي ترامب شنّ حرباً تجارية على الصين، وكان العالم يتفرّج خائفاً من أن هذه الحرب الصينية الأمريكية التجارية ستؤدي إلى كارثة حقيقية، وترافق ذلك مع تباطؤ معدلات النمو .. أي دخلنا بحالة الركود، وقد أشارت مؤخراً رئيسة صندوق النقد الدولي إلى أن العالم قد دخل في مرحلة الركود، أي تراجع معدلات النمو لفترة معينة، ستة أشهر تقريباً، وبعد هذه الفترة إذا استمرّ التراجع في النمو فسوف ندخل – لا سمح الله – بمرحلة كساد.

من مظاهر الكساد

والكساد وطأته ثقيلة جداً على العالم، ونحن تقريباً من منتصف القرن التاسع عشر وإلى تاريخ اليوم حصل بحدود / 33 / دورة ركود، في حين لم تحصل سوى دورة كساد واحدة في عام / 1929 / وهي التي تُسمى اقتصادياً ( دورة الكساد العظيم ) ووقتها حصل شلل لكل الاقتصاد في العالم، نقود – مصارف – سياسات نقدية ومصرفية – وشح في السيولة – وارتفاع كبير في التضخم – كل هذا أدّى إلى أزمة كساد، نتمنى أن لا نصل إلى هذه المرحلة، وتُقضى بركود بسيط وتراجع معدلات نمو بسيطة لنخرج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة، ولهذا نرى كيف أن كل الدول تسعى لإيجاد علاج لهذا المرض إجمالاً.

ورأى الدكتور ميالة أن موضوع تراجع معدلات النمو من الضروري أن يتم تلافيه اليوم كي نجابه الأزمة ولا ندخل إلى مرحلة الكساد، لأنها أثقل بكثير، ولها أثر كبير، وللخروج من دورة الكساد سنحتاج إلى دورة اقتصادية لا تقل عن أربع إلى خمس سنوات، أما الخروج من مرحلة الركود فيتم في فترة بسيطة، فالعالم كله نراه يتكاتف لإيجاد دواء للفيروس، والدول تحاول بذلك تدارك الركود بالعديد من الإجراءات، كما في سورية هناك محاولة بين الشؤون الاجتماعية والعمل، والإدارة المحلية لسد احتياجات ذوي الإمكانيات الضعيفة، وفي الوقت نفسه نرى كيف أن أمريكا تزيد المجابهة من طرفها حيث تضخ مبلغ في الاقتصاد عن طريق الأفراد بحدود / 2 / تريليون و / 300 / مليار دولار، وقالوا كل واحد متضرر نحن نرسل له مبلغ معين، حتى من تكلّف مصاريف زائدة على الأدوية والمعقمات أو أي شيء يعطينا إشارة ونعطيه بدلاً من ذلك أموالاً.

هذا الشيء الذي فعلته أمريكا والعديد من دول العالم غايته إعادة الحركة للاقتصاد وتلافي الركود، لأن هذه الإجراءات تدفع الناس لصرف الأموال لشراء احتياجاتهم التي تنتجها المعامل كي لا تتوقف العجلة، ولكن هناك انتقادات لهذا الأمر، حيث تُمنع الناس من الخروج .. ويُمنع العمال من الذهاب إلى المعامل .. فكيف سيقوم الناس بالشراء ..؟ وماذا سيشترون ..؟ فالعالم هكذا يدخل بحلقة مفرغة لذلك يحتاج الأمر إلى شيء من التوازن بين خروج الناس إلى الشارع وبين الوقاية من الفيروس.

نكتفي اليوم بهذا القدر من الحديث الطويل للدكتور أديب ميالة، لنتابع حديثه غداً والذي بدأه كيف أن الوضع في سورية يختلف كثيراً عن كل دول العالم .

سيرياستيبس

http://www.syriasteps.com/?d=126&id=181898