جديد 4E

  • ...

آخر الأخبار

في رسالة مزدوجة للداخل والخارج .. الرئيس الشرع: الشعب السوري يرفض فكرة التقسيم رفضًا قاطعًا .. ووحدة سوريا خط أحمر

 

 

الرئيس الشرع: “سوريا من غير أن تخسر ذرة تراب واحدة والسلاح بيد الدولة”

الشرع : محاولات الاستقواء بالخارج وتحديدًا إسرائيل لا تتجاوز كونها “إزعاجًا سياسيًا” بلا تأثير جوهري على الأرض

 

السلطة الرابعة – 4e :

في وقت يشهد فيه المشهد السوري تقاطعات داخلية وإقليمية معقدة، جاء تأكيد الرئيس السوري أحمد الشرع على استحالة تقسيم البلاد بمثابة رسالة مزدوجة للداخل والخارج.

الشرع شدد على أن وحدة سوريا “خط أحمر” وأن محاولات بعض الأطراف الاستقواء بالخارج، وتحديدًا إسرائيل، لا تتجاوز كونها “إزعاجًا سياسيًا” بلا تأثير جوهري على الأرض.

الرئيس السوري أوضح أن العوامل التاريخية والسياسية والاجتماعية الراسخة تحول دون أي سيناريو للتقسيم، مشددًا على أن الشعب السوري يرفض فكرة التقسيم رفضًا قاطعًا، وأن الهوية الوطنية الجامعة تبقى الضمانة الأساسية لاستمرار الدولة.

وفي إشارة لملف الأكراد، كشف الشرع عن مفاوضات قائمة مع “قوات سوريا الديمقراطية” لتنفيذ اتفاق 10 مارس الماضي، متوقعًا أن يؤدي ذلك إلى حل ملف شمال شرق سوريا خلال بضعة أشهر.

كما تطرق الرئيس السوري إلى البعد الديني-الوطني، بلقائه في قصر الشعب بدمشق البطريرك يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.

اللقاء شدد على دور الكنيسة الوطني في ترسيخ الوحدة والمواطنة وحماية السلم الأهلي، في إشارة إلى أهمية التلاقي بين مكونات المجتمع السوري في مواجهة محاولات التفكيك.

الجغرافيا السياسية تقف ضد التقسيم

اعتبر محلل الشؤون السورية في “سكاي نيوز عربية” علي جمالو أن خطاب الشرع “أصاب كبد الحقيقة”، موضحًا أن القضية لا تتعلق فقط برغبة بعض القوى في التقسيم، بل بتركيبة جغرافية-طائفية-سياسية لا تسمح عمليًا بإنجاح هذا السيناريو.

جمالو استشهد بمثال السويداء، التي يُطرح أحيانًا خيار “الحكم الذاتي” أو “حق تقرير المصير” بشأنها، ليؤكد أن هذا الاحتمال غير واقعي:

السويداء لا تملك موارد اقتصادية تكفل استقلالها.

أقرب منفذ خارجي لها يقع باتجاه الجولان المحتل، ما يجعلها معزولة.

الأردن بدوره، كما نقل جمالو عن مصادر خاصة، لا يستطيع فتح ممر أو دعم مشروع تقسيمي لأسباب تتعلق بتركيبته السكانية والسياسية.

من زاوية أوسع، يرى جمالو أن البيئة الإقليمية والدولية لا تدعم سيناريو تقسيم سوريا، إذ ترفضه الولايات المتحدة، أوروبا، تركيا، دول الخليج، وحتى المملكة العربية السعودية، باستثناء إسرائيل التي تنظر إلى الملف من زاوية أطماعها التوسعية ورؤيتها اللاهوتية.

المعضلة الكردية.. بين الحكم الذاتي والاندماج

فيما يخص ملف الأكراد، يؤكد جمالو أن المفاوضات الجارية بين دمشق و”قسد” ليست تهديدًا للوحدة بل محاولة لإيجاد صيغة وسطية. السيناريو المرجح، بحسبه، هو منح نوع من الإدارة المحلية الموسعة مع الحفاظ على الحقوق الثقافية والسياسية، لكن من دون أن يصل الأمر إلى حد التقسيم.

الرئيس الشرع بدوره كان واضحًا بقوله: “سوريا من غير أن تخسر ذرة تراب واحدة، والسلاح بيد الدولة”.

 

 

وهو ما يعني أن أي اتفاق مع الأكراد لن يتجاوز سقف السيادة المركزية للدولة السورية.

وكان الرئيس الشرع قد استقبل في قصر الشعب بدمشق في 16 آب، غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.

وجرى خلال اللقاء التأكيد على الدور الوطني للكنيسة في ترسيخ وتعزيز أواصر المواطنة والوحدة الوطنية، بما يسهم في صون السلم الأهلي وإرساء دعائمه على أسس راسخة من التفاهم والتآخي بين أبناء الوطن الواحد.

يضع حداً لشبح النزاع.. الشرع يراهن على اتفاق مع أكراد سوريا

من جهته قال موقع دويتشه فيله الألماني ( DW ) : إن الرئيس السوري أحمد الشرع أوضح بأنه يسعى إلى تجنيب بلاده أي نوع من العنف والصراع مع قوات سوريا الديمقراطية، مؤكدا أن القادة الأكراد أبدوا استعدادا لوضع مناطقهم “تحت سلطة الدولة”.

وقال الشرع أن تركيا وواشنطن، القوتان الرئيسيتان الداعمتان لاتفاق دمج شمال شرق سوريا الغني بالنفط في الدولة، تريدان حل القضية سلميا، معبراً عن أمله في أن تتجنب بلاده الصراع العسكري مع  قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من  الولايات المتحدة، في حال انهيار جهود دمج إدارتهم الذاتية في شمال شرق سوريا ضمن هيكل الدولة.

وفي تصريحات أدلى بها السبت (16 أغسطس/ آب 2025) لشخصيات بارزة من إدلب، حيث حشد قوات موالية له، قال الشرع إن “القادة الأكراد أبدوا استعدادهم للمضي قدما في اتفاق تاريخي في مارس/ آذار لوضع مناطقهم الخاضعة لإدارة الأكراد تحت سلطة الدولة”.

فرق بين الوعود والواقع

وأضاف الرئيس السوري بالقول: “قسد يعبرون عن استعدادهم لتطبيق هذا الاتفاق، عندهم بعض التفاصيل، وأحيانا على الأرض تبدر منهم إشارات معاكسة لما يقولونه في المفاوضات وفي الإعلام”. إنه يرى أن أفعالهم على الأرض تشير إلى خلاف ذلك.

وقال “كل الأطراف الدولية الدافعة باتجاه حل موضوع الشمال شرق بطريقة سلمية، وأنا مستبشر في هذا الجانب، وبضعة أشهر يحل الملف بشكل سليم”.

وأدى انهيار محادثات المتابعة منذ اتفاق مارس/ آذار إلى تصعيد التوتر في المنطقة، مما أثار اشتباكات جديدة هذا الشهر بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية.

وقامت قوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر على أنحاء من شمال شرق سوريا حيث يشكل العرب أغلبية، في الآونة الأخيرة بتحصين شبكات أنفاق واسعة على امتداد خطوط المواجهة. ويتهم العديد من القبائل العربية قوات سوريا الديمقراطية باتباع سياسات تنطوي على تمييز، وهي مزاعم ينفيها المسؤولون الأكراد.

قلق من تصعيد كبير

من جانب آخر قال مسؤولون إن الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا عززت مواقعها وسط مخاوف من تصعيد محتمل واسع النطاق في الأعمال القتالية.

وهددت أنقرة بعمل عسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها منظمة إرهابية واستهدفتها في عمليات سابقة عبر الحدود. وتتوقع أنقرة من الحكومة السورية معالجة مخاوفها الأمنية، لكنها تقول إنها تحتفظ بحقها في شنّ هجوم إذا لزم الأمر.

وعبّر المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم برّاك، المؤيد لدولة سورية قوية وموحدة، عن قلقه الشهر الماضي إزاء تأخر الأكراد في تنفيذ اتفاق مارس آذار، وحثّ على تسريع التقدم.

وأضاف موقع ( DW ) أن السلطات في دمشق أعربت في وقت سابق من هذا الشهر عن غضبها إزاء مؤتمر عقدته قوات سوريا الديمقراطية في الآونة الأخيرة ودعا إلى مزيد من اللامركزية. وطالب بمراجعة إعلان دستوري قالت إنه ينم عن تمييز ضد الأقليات، في خطوة اعتبرها المسؤولون تهديدا لوحدة أراضي سوريا.

وقال مسؤولون سوريون إن أي هجوم عسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية سيعتمد على الفصائل المدعومة من تركيا العاملة في شمال سوريا، وأضافوا أن صبر أنقرة آخذ في النفاد مما تعتبره تقاعسا كرديا.

“سوريا لن تنقسم”

وقال الشرع إن من يسعون إلى التقسيم “حالمون.. وكثير من الأحيان الأفكار الحالمة تؤدي أصحابها إلى الانتحار”. وأضاف: “عوامل التقسيم غير متوفرة ومستحيلة في سوريا، والمجتمع السوري غير قابل للتقسيم”.

وأصر الشرع على أن البلاد لن تتنازل عن أي جزء من أراضيها. وانتقد كذلك الجماعات الدرزية التي تسعى للحصول على دعم من إسرائيل في مواجهتها مع دمشق.

وقد انضم الآلاف إلى احتجاج درزي كبير في السويداء  السبت الماضي. طالب المحتجون الذين كانوا يرفعون الأعلام الإسرائيلية بالحق في تقرير المصير، وأشادوا بإسرائيل لتدخلها العسكري الذي أجبر القوات السورية على التراجع بعد مقتل المئات الشهر الماضي.

وأقر الشرع بحدوث تجاوزات من قبل قوات الأمن وأفراد الجيش في السويداء. وقال “الأحداث الأخيرة حصل فيها الكثير من التجاوزات من كل الأطراف.. تجاوزات كلنا ندينها ولا نقر بها ولم نأمر بها على الإطلاق”.

وأضاف “التجاوزات لم تكن فقط من البدو تجاه الدروز، الدروز كانت لديهم أيضا تجاوزات كثيرة في وجه البدو وكل هذا الأمر موثق، وأيضا بعض أفراد الأمن والجيش في سوريا أيضا قام ببعض التجاوزات نذكرها للأمانة كشفافية”.

” توحيد سوريا دون دم”

أكد أحمد الشرع أن معركة توحيد بلاده بعد سنوات من الحرب “يجب ألا تكون بالدماء والقوة العسكرية”، رافضا أي تقسيم، ومتّهما إسرائيل بالتدخل في الجنوب.

وقال خلال جلسة حوارية مع عدد من وجهاء محافظة إدلب في حضور وزراء وسياسيين بثها التلفزيون الرسمي ليل السبت الأحد” “أسقطنا النظام في معركة تحرير سوريا ولا يزال أمامنا معركة أخرى لتوحيد سوريا، ويجب ألا تكون بالدماء والقوة عسكرية”. مؤكدا على ضرورة إيجاد آلية للتفاهم بعد سنوات منهكة من الحرب.

وقال الموقع: إن هذه الجلسة جاءت عقب تظاهرة تجمع فيها المئات وسط السويداء في جنوب سوريا صباح السبت تحت شعار “حق تقرير المصير” وتنديدا بأعمال العنف الدامية التي شهدتها المحافظة الشهر الماضي والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص، رفعت فيها الأعلام الإسرائيلية.

وأوضح الشرع “لا أرى أن سوريا فيها مخاطر تقسيم، هذا الأمر مستحيل”. وتابع: “بعض الأطراف يحاول أن يستقوي بقوة إقليمية، إسرائيل أو غيرها، هذا أمر صعب للغاية ولا يمكن تطبيقه” في إشارة إلى مطالب بعض الدروز في السويداء بالتدخل الإسرائيلي.

وذكرت مصادر من الجانبين لوكالة فرانس برس الثلاثاء الماضي أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى الاثنين مسؤولا رفيع المستوى في الإدارة الكردية في دمشق، بعد أيام من مقاطعة الحكومة لمحادثات كانت مقررة في فرنسا.

( السلطة الرابعة – سكاي نيوز – دويتشه فيله – سانا )

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.