جديد 4E

ترامب.. يستهتر بحياة البشرية و يحارب المنظمات الصحية

احمد تكروني:

احمد تكروني

البداية كانت فوز ترامب في الانتخابات وطرحه شعار امريكا اولا، هذا الطرح الذي يعني فيما يعنيه انه لا وزن لأي معاهدة، او اتفاق، أياً كانت صيغته القانونية ومساره التفاوضي والدولي.

 لقد اصبح معلوما لدول العالم أجمع أن جلّ اهتمام هذا الرجل بالصفقات والتجارة والربح والخسارة، فالمسائل الانسانية لا تهمه من قريب او بعيد، ومن هذا المنطلق كانت نظرته لاتفاقية باريس للمناخ بأنها قاتلة للأعمال، وخطوة مخادعة، وخانقة للاقتصاد، وتضعف السيادة الوطنية الامريكية وتضعها في موقف سيئ دائما مقارنة بباقي دول العالم، و تحقق الفائدة لدول عديدة على حسابها.

الولايات  المتحدة  من اكثر دول العالم المسببة للاحتباس الحراري الناتج عن الوقود الاحفوري، الذي ينحي عليه العلماء  باللائمة في ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

ومع ذلك ينسحب من هذه الاتفاقية رغم تنديد العالم بهذه الخطوة، واستهجانه لهذا التصرف الذي كشف الولايات المتحدة بانها دولة شاذة وعدوانية.

 امريكا التي تسعى دائما لرفع الجدران على حدودها حتى لا ينفذ منها المهاجرون الذين تُمارس عليهم ابشع انواع العنصرية خاصة اذا كانوا عربا، أو مسلمين، خدمة للكيان الصهيوني المدلل عند معظم الزعماء الامريكيين، ولكن ليس بالدرجة التي وصلها ترامب الذي اعترف بالقدس العربية عاصمة لهذا الكيان، ونقل سفارته اليها، وضغط على الكثير من دول العالم لتفعل ذلك، وأوقف مساعداته عن منظمة الاونروا لأنها تقدم المعونات للفلسطينيين وتعنى بشؤونهم كمهاجرين شردوا من ارضهم ومنازلهم. وحارب منظمة اليونسكو حربا شعواء لوقوفها موقفا معتدلا تجاه القضايا العربية والعالمية التي يجري طرحها في الامم المتحدة.

اخيراً وليس أخراً أوقف مساعداته المالية البالغة اربعمائة مليون دولار سنويا لمنظمة الصحة العالمية، متهماً إياها بسوء الادارة الشديد، والتعتيم على تفشي فيروس كورونا المستجد.

يجري ذلك في وقت يجب ان تزيد الدول كلها وفي مقدمتها امريكا مساعداتها للتصدي لهذا الوباء القاتل، ولكن حقيقة يصعب ذلك على شخص يستهتر بحياة البشرية بما فيها حياة ابناء شعبه، الذي بلغ عدد المحرومين فيه من العناية الصحية ما يزيد على  ثمانية وسبعين مليون انسان، وهذا يفسر سبب  تفشي المرض فيه، وتصبح دولته أول دولة في العالم من ناحية عدد الاصابات والوفيات.

ترامب الذي حارب مسائل التأمين الصحي في بلده،  و لم يهتم بالمعلومات التي وردته حول فيروس كورونا منذ بداية هذا العام، و خالف رأي العلماء والخبراء وتسبب بقتل الالاف من شعبه، يسعى الان لفك الحظر عن الولايات التي اجتاحها الوباء لتعاود نشاطها الاقتصادي، الامر الذي قد يؤدي لموت الاف جديدة من البشر، ويفضل ان يكونوا من اصول افريقية أو من المتقاعدين الذين يتقاضون الرواتب ولا ينتجون.

 خطط جديدة قد تكون في حقيبة ترامب مادامت الدول الغربية تابعة ودول كثيرة في الشرق خانعة.