احتفالية الثقافة رسالة حياة .. فعل حضاري .. يبعث على الطمأنينة بأننا ماضون في حماية ثقافتنا وصون تراثنا
كتب – عمار النعمة :
هنا على هذه الأرض وفي كلّ فترة من الزمن يستوقفك حدث ثقافي تبدو علائمه أن ثمة من يعمل ويثابر في سبيل الثقافة التي هي هوية الشعوب، والضمير الوثاب على دروب الرقي الإنساني .
هذه الأيام تشهد حدثاً ثقافياً جميلاً وممتعاً يحمل في طياته نشاطات لافتة للإبداع السوري، أفلام ومسرحيات ومعارض … إنها احتفالية “الثقافة رسالة حياة” التي أقيمت بمناسبة الذكرى الـ 66 لتأسيس الوزارة والتي احتفلنا بها منذ أيام في دار الأسد للثقافة والفنون.
هذا الفعل الثقافي الحضاري الذي تضمن نحو 240 نشاطاً ثقافياً، منها الموسيقية والمسرحية والتشكيلية والسينمائية والفكرية والأثرية والتراثية حيث أقيمت بمختلف المحافظات السورية يجعل من الثقافة نمطاً وسلوك حياة، لا بل إن الاهتمام والعناية بالتراث السوري ضرورة ملحة ،لاسيما أننا تعرضنا لحرب ظالمة أرادت طمس هويتنا وتراثنا الذي نعتز ونفخر به، الأمر الذي ضاعف من المبادرات والنشاطات للحفاظ على هذا الموروث وإبرازه للعالم .
كلّ هذه المبادرات وهذا الحراك الذي نراه في مختلف الجغرافيا السورية يبعث الطمأنينة على أننا ماضون في حماية ثقافتنا وصون تراثنا وتقديمه بما يعكس قيمته وترسيخه لقيم الأصالة والجمال، وبما يعزز دور الثقافة كحاضنة للإبداع، لكن علينا أن نتذكر بأننا لا يمكن أن ننشئ ثقافة مؤثّرة وصانعة لروح التغيير، دون النهوض بالقدرات المعرفية وترسيخ العمل الاجتماعي الجماعي، حتى لا يصبح الفعل الثقافي روتينيا ومحدود الأهداف، وبالتالي يفتقد القدرة على تحديد مساراته..
صحيفة الثورة – رؤية – 26 تشرين الثاني 2024م