عمر أبو ريشة :
يا عروس المجد تيهي واسحبي
في مغانينا ذيول الشهب
***
لن تري حفنة رمل فوقها
لم تعطر بدما حر أبيّ
***
درج البغي عليها حقبة
وهوى دون بلوغ الأرب
***
وارتمى كبر الليالي دونها
لين الناب كليل المخلب
***
لا يموت الحق مهما لطمت
عارضيه قبضة المغتصب
***
من هنا شق الهدى أكمامه
وتهادى موكبا في موكب
***
وأتى الدنيا فرقت طربا
وانتشت من عبقه المنسكب
***
وتغنت بالمروءات التي
عرفتها في فتاها العربي
***
أصيد ضاقت به صحراؤه
فأعدّته لأفق أرحب
***
هب للفتح فأدمى تحته
حافرُ المهر جبينَ الكوكب
***
وأمانيه انتفاض الأرض من
غيهب الذل وذل الغيهب
***
وانطلاق النور حتى يرتوي
كل جفن بالثرى مختضب
***
حلم ولى ولم يُجرح به
شرفُ المسعى ونبلُ المطلب
***
يا عروس المجد طال الملتقى
بعدما طال جوى المغترب
***
سكرت أجيالنا في زهوها
وغفت عن كيد دهر قلّب
***
وصحونا فإذا أعناقنا
مثقلات بقيود الأجنبي
***
فدعوناكِ فلم نسمع سوى
زفرة من صدرك المكتئب
***
قد عرفنا مهرك الغالي فلم
نرخص المهر ولم نحتسب
***
فحملنا كل إكليل الوفا
ومشينا فوق هام النوب
***
وأرقناها دماء حرة
فاغرفي ما شئت منها واشربي
***
وامسحي دمع اليتامى وابسمي
والمسي جرح الحزانى واطربي
***
نحن من ضعف بنينا قوة
لم تلن للمارد الملتهب
***
كم لنا من ميسلون نفضت
عن جناحيها غبار التعب
***
كم نبت أسيافنا في ملعب
وكبت أفراسنا في ملعب
***
من نضال عاثر مصطخب
لنضال عاثر مصطخب
***
شرف الوثبة أن ترضي العلى
غلب الواثبُ أم لم يغلب
***