جديد 4E

كورونا في مخابر العلاج .. آمالٌ تُبعثرها التجارب .. وأخرى تنتظر

السلطة الرابعة – سماح المحمود:

يخوض العلماء و الباحثون سباقا” مع الزمن لإيجاد علاج لفيروس كورونا، و استخدام علاجات قديمة لأمراض مثل الملاريا, أو بلازما الدم للمرضى المتعافين من كورونا, او تقوية الجهاز المناعي عبر جرعات زائدة من فيتامين سي و … الخ, إلا أن هذه المحاولات تدخل  جميعها في إطار التجارب السريرية لإيقاف هذا الفيروس القاتل سريع الانتشار، دون الوصول إلى علاج ناجع يضع حدا له.

ولاختصار الوقت و الحد من الكوارث الانسانية والاجتماعية و الاقتصادية التي تعصف بهذا العالم وجدت منظمة الصحة العالمية الحل في إجراء دراسة في العديد من البلدان لمقارنة بعض العلاجات التي لم تخضع للاختبار بعد، حيث تهدف هذه  الدراسة الدولية التي جاءت تحت عنوان ” اختبار التضامن” إلى تجميع المعطيات و تحديد العلاجات لفيروس كورونا، و انضمت على آثرها الكثير من الدول منها الأرجنتين، و كندا، و فرنسا، و البحرين، و إيران، و النرويج، و جنوب إفريقيا، و سويسرا، و تايلاند، و أسبانيا .

التجربة الكورية في التصدي لكورونا

من التجارب التي تم الحديث عنها في علاج كورونا وتطويقه هي التجربة الكورية والتي انخفض فيها عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا من 800 إلى 90 حالة في اليوم، ولذلك استشهد  مدير عام منظمة الصحة العالمية بهذه التجربة قائلا: واجهت كوريا انتشارا كبيرا لكنها لم تستسلم , و قامت بتثقيف و تمكين المجتمعات و إدماجها و طورت استراتيجية مبتكرة للاختبارات و قامت بتوسيع القدرة المخبرية و تقنين استخدام الأقنعة, و أجرت عمليات تتبع كبيرة و اختبارات في عدد من المناطق المنتقاة ” كما عملت على عزل الحالات المشتبه بإصابتها في مراكز مخصصة أو في المنازل بدلا من المستشفيات.

 هل الكلوروكين هو الدواء ..؟

ليس من المستغرب إن يكون الكلوروكين جزءا من الأبحاث لتحسين وضع المرضى فالدواء معروف و منتشر نظرا لاستعماله في تخفيف الحمى و الالتهاب لدى مرضى الملاريا .

وطرحت العديد من الدراسات المخبرية التي تقول عن هذا العلاج أنه يحجب فيروس كورونا المستجد , و هناك أدلة من بعض الحالات المرضية التي وجد فيها الأطباء أن الكلوروكين كان مساعدا على ما يبدو.

 و لكن في الواقع إلى تاريخه لم تحدث بشكل حاسم  تجارب سريرية كاملة , والتي تعتبر أمرا هاما للتعرف على كيفية تأثير الدواء على المرضى الفعليين , و إن كانت التجارب مستمرة في الصين و امريكا و اسبانيا , و تؤكد ذلك منظمة الصحة العالمية بقولها : لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على فعالية الكلوروكين لكنه جزء من التجارب المستمرة لإيجاد العلاج لفيروس كورونا المستجد.

في حينأثارت أنباء عن دراسة أجريت شهر شباط الماضي في الصين حول استخدام الكلوروكين كعلاج لفيروس كورونا اهتماما في لاغوس , و بدأ الناس في شرائه و تخزينه , و أصبح الدواء ينفذ بسرعة كبيرة من المتاجر و الصيدليات . لكن مراكز مكافحة الأمراض السارية في نيجيريا طلبت من الناس التوقف عن تناول الكلوروكين و ذكرت تقارير أن الأطقم الطبية في لاغوس أصبحت تتعامل في المدة الأخيرة مع عدد من حالات التسمم نتيجة جرعات زائدة من هذا العلاج .

الكلوروكين بين النفي و التأكيد

تحدث الرئيس الاميركي ترامب في  ان الكلوروكين حصل على الموافقة كعلاج للفيروس من قبل إدارة الغذاء و الدواء الاميريكية  , و أضاف : سنكون قادرين على إتاحة هذا الدواء على الفور. لقد كانت إدارة الغذاء و الدواء الأمريكية رائعة , لقد تمت الموافقة عليه.

و لكن إدارة الأغذية و الأدوية كانت واضحة في بياناتها الصحفية أنه تمت الموافقة على الكلوروكين كعلاج للملاريا و التهاب المفاصل، و هذا لا ينطبق على علاج الأشخاص المصابين بفيروس كورونا  قائلة ” لا توجد علاجات أو أدوية معتمدة من إدارة الغذاء و الدواء الأمريكية لعلاج كوفيد 19″

بلازما المتعافين

وافقت إدارة الغذاء و الدواء الأمريكية( الهيئة المسؤولة عن ترخيص الأدوية في امريكا )على أول علاج في امريكا باستخدام بلازما المتعافين لأنها تحتوي على أجسام مضادة للفيروس , حيث قالت قناة ” ان بي سي ” الأميركية ان علاجا تجريبيا لفيروس كورونا باستخدام مضاد للفيروسات اظهر علامات تحسن واضحة على مريضين على الأقل في الولايات المتحدة خلال 24 ساعة.

كما أكدت مصادر طبية أن الدواء الذي تنتجه شركة أميركية قد دخل رسميا مرحلة التجارب السريرية على نحو ألف مريض في البلاد , و ستظهر النتائج في نهاية نيسان الحالي, في المقابل أعلنت الشركة المصنعة للدواء انه حتى اللحظة لم يثبت انه آمن للعلاج من كورونا , ولم تصدر موافقة من أي جهة على استخدامه.

اعلان عن لقاح مرشح قريبا

أعلنت شركة ” جونسون آند جونسون ” العملاقة ان واحدا من لقاحاتها المرشحة للنجاح بمواجهة كورونا قد برز بشكل ايجابي، و سوف تمضي قدما في إجراء المزيد من الدراسات عليه , و التي بدأت منذ يناير الماضي، و من المتوقع ان تبدأ التجارب السريرية بحلول سبتمبر المقبل بعدما حصلت الشركة على دعم من قبل الرئيس ترامب.

و لابد من الاشارة أن هذه الشركة  عملت على لقاحات لفيروسات ايبولا , و زيكا  , الايدز المكتسب , مما يعني أنها تمتلك الخبرة في ذلك المجال.

الانترفيرون في الصين

الصورة من الانترنت

قررت الصين استخدام الانترفيرون لعلاج كورونا لاعتقادهم بأنه قادر على علاج الفيروس التاجي و قد استخدم من قبل لعلاج حمى الضنك في الثمانينيات و الايدز و فيروس الورم الحليمي البشري و التهاب الكبد Bو C , كما قاموا بإعطاء المصابين جرعات يومية من فيتامين C عن طريق الوريد .

و بحسب سجل التجارب السريرية في الصين بتاريخ 17  آذار فقد بدأت الجهود الصينية لإنتاج لقاح, و صرح موظف مشارك في المشروع الذي تموله الحكومة لوكالة الأنباء الفرنسية ” بدأ المتطوعون للمرحلة الأولى من التجارب في تلقي اللقاح ” و أضاف انه سيتم اختبار المشاركين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 60 عاما , في ثلاث مجموعات , اذ سيتم إعطاؤهم جرعات مختلفة

تحفظ فرنسي على علاج للفيروس..!!

أظهرت دراسات فرنسية كشف عنها البروفيسور ديدييه راؤول , شفاء جميع المصابين بكورونا بعد علاجهم على مدى ستة أيام متواصلة بعقار هيدروكسي كلوروكوين و المضاد الحيوي أزيثروميسين معا .

و قالت الدراسة ان علاج هيدروكسي كلوروكوين يمنع تكاثر الفيروس في جسم الإنسان , ويعمل على خفض و اختفاء العدوى الفيروسية لدى مرضى كوفيد 19 , و أضافت أن تأثير هذا العقار يعززه أزيثروميسين الذي يسرع شفاء المرضى .

و دعا البروفسور راؤول إلى مزيد من التجارب على هذا العقار الذي قال انه يساهم في التحكم في انتشار كورونا .

و نقل عن المتحدثة بإسم الحكومة الفرنسية قولها ان فرنسا ترحب بجميع الدراسات و لكنها كانت تبدو متحفظة حين قالت انه لا يوجد حتى الآن معلومات علمية لكي نعتمد مثل هذا البرتوكول. و هناك اطباء و باحثين آخرين تحفظوا أيضا على الدراسة و أكدوا انه لا بد من معرفة التداعيات التي قد يخلفها استخدام المصابين للعقار, وخاصة اذا اضطر المريض لأخذ جرعات كثيرة .

ستة  لقاحات في روسيا

أعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين أن علماء بلده يختبرون حاليا 6 لقاحات مضادة لفيروس كورونا , وقال ” نأمل أن يتم تأكيد فعاليتها “.

 و كانت الهيئة الاتحادية لمراقبة حقوق المستهلك في روسيا قد بينت ان العلماء الروس بدؤوا تجربة نماذج أولية للقاحات محتملة لفيروس كورونا على حيوانات بالمختبرات في سيبيريا , مضيفة أن العلماء يتوقعون البدء بلقاح في الأشهر الثلاث الأخيرة من عام 2020 .

 أما مدير المعهد الروسي لأبحاث الانفلونزا التابع لوزارة الصحة الروسية دميتري لبوزنوف فقال إن إنتاج لقاح لكورونا قد يستغرق من سنة و نصف السنة إلى 3 سنوات .

في حين أعلن مؤخرا وزير الصحة الروسي أن شركة روسية ابتكرت دواء لعلاج المصابين بفيروس كورونا واختبار الدواء سيبدأ قريباً

التطعيم الألماني سيكون الأمثل للعلاج

إن عشرات الآلاف من المصابين بكورونا من الممكن أن يحصلوا على لقاح ” Haas ” للفيروس الخريف  القادم , هذا ما قاله رئيس شركة كورفاك الألمانية بالإنابة فرانتس فارنر هاس.

 و أضاف أنه بعد التقدم الذي أحرزه علماء الشركة فإن التجارب السريرية للقاح ستنطلق الصيف القادم , و أكد هاس أنه إذا وافقت السلطات الألمانية فسنبدأ في الإنتاج , مضيفا” أن لدى شركته قدرة إنتاجية تتراوح بين  200 و 400 مليون جرعة لقاح لفيروس كورونا في العام الواحد مؤكدا أن التطعيم الألماني للفيروس سيكون هو الأمثل في العالم .

 مكافحة الفيروس في شرب بول البقر…!!

يبلغ تعداد الهنود نحو مليار و ثلاثمائة مليون نسمة أغلبيتهم يدينون الهندوسية , و يعتقد الكثير منهم أن البقر مقدس , و ذهب البعض في السنوات الأخيرة إلى أن بول البقر علاج ناجع للأمراض , لذا و في طقوس دينية أوقد أعضاء و أنصار منظمة “هندوماهسابها ” الهندوسية النار و شربوا بول البقر في أقداح خزفية لمكافحة فيروس كورونا .

أما في سورية..؟

نقلت وسائل اعلام سورية خبرا مفاده تمكن مخترع سوري في محافظة اللاذقية يدعى قحطان غانم من صناعة علاج يقضي على فيروس كورونا مكون من مواد  طبيعية و هي عبارة عن قشور الحمضيات , حيث قال شارحا عنه” الدواء المضاد للفيروس يتألّف بتركيبته من زيوت عطرية مستخلصة من قشور ثمار الحمضيات، تحمل درجة من السُّمْيَّة يحتملها الإنسان بشكل جيد، ويُعَدّل سميتها بعد حوالي ٧ دقائق”، منوهًا إلى أن طريقة إعطاء العلاج تكون من خلال الرذاذ. مؤكدا انه اختبر الدواء على فيروس الرشح العادي و كانت النتائج ممتازة و مبشرة بالخير .

أما الصيدلاني شيفان قاووق فقد أعلن في وقت سابق عن اكتشاف علاج يساعد على رفع كريات الدم البيضاء و تثبيط حالات سرطان الكلية و تحفيز الخلايا على قتل الفيروسات و استخدامه لعلاج كورونا , و كشف عن مادة تسمى السكوالين موجودة ضمن كبسولات ( كبد القرش )  تعمل على تحفيز الخلايا لقتل الفيروس داخل جسم الإنسان .

و النتيجة كانت؟

الواقع انه لا يوجد حتى الآن لقاح للفيروس لكن الفريق الاستشاري في وزارة الصحة السورية اعتمد بروتوكول علاجي يتضمن ثلاث آليات للعلاج الدوائي وهي الكلوروكين و أزيثرومايسين و دواء معتمد آخر هو  الإنتروفيرون إضافة إلى دواء الايدز و هذه الأدوية قدمت للحالات المصابة بسورية و شفيت منها 5 حالات حتى الان، من اصل مجموع 25 مصابا.

في أمل…!!

لا يسعنا إلا أن ننتظر جميعا ما ستؤول إليه تلك التجارب و اللقاحات التي طرحتها تلك الدول سابقة الذكر أو ربما غيرها، فهل يا ترى ستنجح إحدى هذه التجارب في القضاء على الفيروس أم انه سينتهي كالطاعون دون أي لقاح..؟ و يسجل تحت تصنيف ( لا يعرف كيف انتهى ) .

نأمل أن يكون الخلاص قريبا، و نرى العلاج قد ظهر إلى الملأ، وبدأ توزيعه على دول العالم اجمع، أما حاليا من الأفضل أن تقوم الدول ومنها سورية، بتطويق هذا الفيروس القاتل، والحد من انتشاره، عبر الاستمرار في الإجراءات الاحترازية التي تبقى أقل ضررا من عداد الموت.