جديد 4E

“الشامي” الشاب الذي انتصر على الذئب والصياد

 

زياد علي درويش :

من منّا لا يعرف “الشامي”؟ أو على الأقل لنقل من منّا لم يسمع أغنية كًتبت بأسلوب مختلف أو لُحنت بطريقة جديدة؟

إنه “الشامي” الشاعر والملحن والمغني الذي صعد المسرح للمرة الأولى لينال التكريم لا ليغني كما فعل الكثيرون من قبله.

ابن سورية

هو ابن سورية الذي قال للعالم أن الإبداع يولد من رحم المعاناة، وأن أي مجد أوله دمشق… هو عبد الرحمن فواز من مواليد دمشق عام 2003، وعُرف بالشامي نتيجة إطلاق عليه هذا الاسم في المدينة التي تقع شرق تركيا، والتي عاش فيها لعدة سنوات بعد مغادرته سورية مع عائلته خلال سنوات الحرب العجاف.

الغموض الذكي

الغموض الذي أحاط بالشامي منذ انطلاقته في أبريل / نيسان 2021 كان سبباً إضافياً لشهرته ومحبة الناس لأغانيه والموسيقى التي يقدمها والتي اجتاحت منصات البث على الإنترنت، وحجزت لنفسها مكاناً مرموقاً في قائمة الترند في العالم العربي، إلا أن الشامي لم يستخدم الغموض ليكون سجادة حمراء يمر عليها إلى طريق الشهرة والنجومية، بل كان يعرف نفسه وقدراته جيداً، وأنه غير جاهز لاعتلاء المسارح والجلوس أمام كاميرات الإعلاميين كنجم تلاحقه الكاميرات ووسائل الإعلام وحتى المعجبين، ففضل الابتعاد عن كل هذا مبدئياً وأن يستثمر في نفسه ويكتسب ويعمل المزيد ليكون قادراً ومتمكناً قبل الخوض في عالم الحفلات واللقاءات الإعلامية.

الذكاء أو البساطة أو العفوية

لعل من أهم نجاح الشامي بالإضافة إلى نوعية الأغاني التي يُقدمها هو الذكاء الذي يتمتع به، فاعتذار الشامي عن عدم وضع كريم الشعر وحديثه عن ماضيه وعمله في تنظيف أطباق الطعام في صغره، في حفل Joy Awards الذي حصل خلاله على جائزة أغنية العام، كل هذا ليس صدفه ولا بساطة ولا عفوية فحسب، بل هو ذكاء، فالذكاء يدفع الإنسان لاستعمال البساطة والعفوية في الوقت والزمان المناسبين وإلا لن يحظى بما حظي الشامي به خلال الحفل وبعده.

الذكاء أيضاً

الظهور عبر وسائل الإعلام بحاجة إلى ذكاء أكبر، خاصة عندما تكون في وجه ذئب إعلامي اسمه هشام حداد بخبرته الكبيرة وأسلوبه الكوميدي والتهكمي، وبحضور جاد أو كرم صياد الكلمات، وفي برنامج يحظى بمتابعة كبيرة في لبنان والدول العربية وخاصة عبر منصات السوشال ميديا التي تعتبر ملعباً للجميع في الوقت الراهن، وذكاء الشامي مكنه من دخول الملعب والتغلب على الإعلامي الصياد والمتكلم الجهبذ من خلال السيطرة على الملعب بشكل كامل بحماية من جمهور لا يقبل المس بالشامي أو حتى الاقتراب منه.

فبقي الإعلامي الصياد عاجزاً عن اصطياد كلمة أو موقف من الشامي سواء كان على الصعيد الفني أو المهني أو الإنساني ولا حتى السياسي، كما بقي صياد الكلمات صامتاً حتى كدنا ننسى وجوده لولا تدخله بكلمات بسيطة مرة أو مرتين، ليكون الشامي الأول في البرنامج، ونجماً للشاشة في تلك الليلة، بل ويسخرها ليقول كل ما يجول في خاطره من أفكار وكل ما يكتنز في أعماقه من مشاعر، ويظهر عضلاته الفنية من خلال تقديم أغاني لعمالقة الغناء العربي بأسلوبه وطريقته، ولعل الأهم ظهور الشامي على شاشة لبنانية في وقت نقرأ ونرى الكثير من الممارسات التي يقوم بها قلة حمقى من اللبنانيين ضد السوريين المقيمين في لبنان، ليقول الشامي للجميع بدون كلمات أنا السوري الذي أنتم بحاجته ولست أنا بحاجتكم، وأن تصرفات الحمقى وظلمهم لا يعبر عن لبنان العراقة والتاريخ والفن.