جديد 4E

نريدُ شرحاً رشيقاً ..

علي محمود جديد

كنا نتمنى على وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي .. أو وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، أن تتفضّل إحداهما علينا بشرحٍ رشيق عن المبرّر المُلحّ الذي لم نستطع إدراكه بعد، والذي يقف وراء السماح باستيراد خمسة آلاف طن من البطاطا المصرية الشقيقة، في الوقت الذي نضجت فيه العروة الربيعية في أراضينا ( المُتبطبطة ) بالعديد من المحافظات، والتي من المُقدّر أن تكون حصيلتها ما لا يقل عن / 100 / ضعف من تلك الصفقة الشقيقة، حسب تقديراتٍ لمديرية الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة التي وصلت بآمالها إلى إنتاجٍ ربيعي يصل إلى نحو نصف مليون طن من البطاطا ..!

الصفقة على قلّتها أمام الإنتاج المتوقّع تُثير العديد من التساؤلات :

الأول : هل هي تستهدف كسر الأسعار ..؟ والجواب على ذلك حسب منظورنا بأنها لن تكون قادرة على كسر الأسعار، فكلها على بعضها / 5 / ملايين كيلو غرام أي أنها قد تُسوّق خلال بضعة أيام قليلة، ولن تكون ذات أثر كبير.. ما يعني أنه لم يكن هناك داعٍ لهذا الاستيراد في الوقت الذي لا نعاني – على ما نعتقد – من فوائض في القطع الأجنبي تجعلنا غير مكترثين لتبذيره ..!

الثاني : مهما يكن الأثر قليلاً لهذه الشحنة فلماذا تم اختيار اتخاذ قرار السماح باستيرادها قبل يومٍ واحدٍ فقط من بدء الفلاحين في سهل عكار في محافظة طرطوس بقلع العروة الربيعية وجني المحصول ..؟! وكأن قرار الاستيراد يستهزئ بالفلاحين وأتعابهم، ونسف آمالهم، فهم على الأقل تضرّروا نفسياً، وهم أصلاً متضررين سلفاً بدليل إحجامهم عن تنفيذ الخطة الزراعية للبطاطا، ففي حين وضعت وزارة الزراعة مخططاً لزراعة / 19 / ألف هكتار، فإن الوقائع تشير إلى أنه لم يُزرع سوى / 14 / ألف هكتار، أي بأقل بـ / 5 / آلاف هكتار عمّا هو مخطط، ولولا هذه الصفقة الصغيرة لكان يمكن للفلاحين أن يتحفزوا أكثر في تنفيذ الخطة القادمة، ولكننا هكذا قطعنا عليهم طرق التشجيع والتحفيز لنضعهم أمام طريق التراجع أكثر ..!

الثالث : كان من المُستغرب فعلاً أنه في اليوم الذي اتُّخذ فيه قرار الاستيراد، غزت البطاطا المصرية الأسواق، وكأنّ السيارات المحمّلة بها كانت تتلطّى بجانب أسواق الهال تنتظر القرار – المفاجئ للفلاحين والمُنتظر عند البعض ومنهم تلك السيارات – الذي صدر على الرغم من أن اللجنة الاقتصادية كانت قبل ذلك قد أبدت قناعتها من دفاع اتحاد الفلاحين حول ضرورة عدم استيراد البطاطا، ورفضت الاستيراد فعلاً .. ولكن ما الذي حصل بعد ذلك ..؟!

أسئلة ثلاثة لا نريد شيئاً منها بالفعل سوى شرحاً رشيقاً يضع الفلاحين بصورة ما حصل، ويريحُ ضمائرهم من سوء فهمٍ مُحتمل .. وإحجامٍ مُرتقب عند تنفيذ الخطط الزراعية القادمة..!

فوق الطاولة 11 نيسان/أبريل 2020الثورة أون لاين

http://thawra.sy/index.php/on-the-table/225444-2020-04-11-09-35-36