السلطة الرابعة – عبد الحليم سعود:
لا شك بأن عقارب الحرب اللعينة قد لدغت معظمنا من ألف جحر وجحر، بحيث لم يترك أوباش الحرب وامراؤها وتجارها فينا مكانا للدغةٍ إضافية.. وعلى رأي المتنبي الشاعر العظيم (تكسرت النصال على النصال)..
فقد تبعثرت وتبخرت الكثير من أمنياتنا وأحلامنا تحت ضغط الواقع المر ووطأة الظروف الصعبة، ولكن جرت العادة ألا نتخلى عن الحلم لكي لا نعلن نهاية الحياة.. وأن نشتري بطاقة اليانصيب لكي نحافظ على الحلم بالجائزة الكبرى رغم علمنا أن نسبة الربح متدنية جدا ولا تتجاوز الواحد من مليون …
ولكن اسمحوا لي ان أسجل بعض أحلامي وأمنياتي للعام الجديد ..
تمنيات عامة:
أحلم بولادة وطن جميل يشبه وجه الشهيد الذي لاقى الموت بابتسامة رضى ومضى..
أحلم بمؤسسات حقيقية يُعزّ الشرفاء فيها وتحفظ كرامتهم لا بمؤسسات مفصلة على مقياس المتاجرين بدماء الشهداء ودموع الأمهات…
أحلم بوطن عادل طيب حنون على الفقراء والبسطاء الطيبين في لحظات الجوع والبرد والمرض.. لا شركة استثمارية أو مزرعة تبلدت مشاعر ملاكها..
أحلم بوطن الكلمة فيه للصادقين الأوفياء المغيبين حاليا عن ساحات الفعل لا للمنافقين المدعين الذين يحتلون أغلب المنابر والصفحات والشاشات ..
احلم بمسؤول يستقيل عندما يقصر أو يعجز عن أداء واجبه أو يحنث بيمينه.. مسؤول يقول الحقيقة ولا يقدم مبررات مضحكة للأزمات التي نعانيها..
احلام خاصة:
أحلم بخمسين ليتر مازوت تأتيني رسالتها قبل انتهاء الشتاء..
أحلم بساعة دفء في هذا البرد وساعة كهرباء تمكنني من تسخين ماء للاستحمام وشحن جوالي وبطارية المنزل.
أحلم بالحصول على اسطوانة غاز قبل ان تفرغ الاسطوانة الحالية.
أحلم بفواتير لا تلتهم كل راتبي وتتركني متسولا مهموما بقية الشهر.
احلم بإنترنت لا ينقطع او يخذلني وقت الحاجة أو الضرورة.
أحلم بمقعد مريح في حافلة نقل داخلي وسائق لا يعطي دروسا للركاب.
أحلم بصحن فول مشبع بزيت زيتون اصلي.
أحلم ان اظل أحلم دون منغصات وكوابيس وأزمات مصنعة (محليا) لمصادرة احلامي.
أحلم برغيف نظيف وماء نظيف وهواء نظيف..
وقلوب نظيفة …وكل عام وأنتم بألف خير…