جديد 4E

كرّمتها رئاسة الجمهورية .. آية قحف الأولى على سورية في الثانوية والأولى في كلية الاعلام .. فكيف ترسب في جولة نكاية أو ابتزاز .. ؟!

 

السلطة الرابعة – علي محمود جديد :

ليس معقولاً – من حيث المبدأ – أن يتراجع الطلاب المتفوقون والمتميزون، ويستسهلون الدخول في أنفاق ومتاهات الفشل والرسوب، إلاّ إن كان ثمة خلل ما – ومن الدرجة المذهلة – قد باغت مثل هؤلاء الطلبة النجباء.

( آية قحف ) الطالبة النجيبة المتميزة .. والآية في النجاح والتفوق، وابنة الزميل العزيز المتألق ( أيمن قحف ) استطاعت في عام 2017 أن تكون الأولى على سورية بالشهادة الثانوية – الفرع الأدبي – وحينها عاش الزميل أيمن فرحة غامرة، ولاسيما بعد أن بادر مكتب السيد رئيس الجمهورية بتقديم التهاني له ولآية بهذا النجاح الباهر، وكتب الزميل أيمن يومها في الثاني من تموز 2017 على صفحته يقول :

( كانت الساعة قاربت منتصف النهار، عرفنا المجموع وكل المؤشرات توصلنا إلى الفرح، لكن عندما جاءنا الاتصال السامي جاء معه الفرح والفخر واليقين؟!!

مكتب السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد يتصل بآية وبي مهنئاً باسم السيد الرئيس والسيدة اسماء الأسد بتفوق آية وحصولها على المرتبة الأولى على مستوى القطر!!!

هي فرحتي الكبرى في حياتي، وهي أعظم تهنئة أحصل عليها..

تعودت في الحياة أن يتكنى المحيط بي.. ابن ،أخ ،أب ،قريب، صديق، زميل في المؤسسة.. شعور جميل أن تكون عنوان محيطك..

اليوم تغيرت الحكاية.. كل اسمي وتاريخي وانجازاتي تم اختصارها باسم: آية ايمن قحف؟!!

أنا اليوم وصلت لقمة لا قمة بعدها.. أنا والد آية أيمن قحف المتفوقة الأولى على الجمهورية العربية السورية في الشهادة الثانوية الفرع الأدبي..

هي بطلة بكل معنى الكلمة، عملاقة تفخر بها سورية، شجرة سنديان تتشبث بالجذور لتسمق في الأعالي..

آية.. لا شعور يشبه شعوري اليوم، ولا انجاز يشبه التفوق..

أيمن قحف – والد آية )

بهذه الكلمات الصادقة المؤثرة تحدث الزميل أيمن، وكان من الواضح أن الفرح يفيض عن ذلك الحديث، غير أن الشيء الأهم من ذلك هو أن آية لم تتوقف عند هذا التفوق والتميز، ولم تجد أنها أكملت الرسالة التي ستجعل من أبيها يبحث في المعاجم عن كلمات أخرى تليق بجمال الحدث.

اختارت آية أن تدخل كلية الإعلام في جامعة دمشق لتحذو حذو والدها، وتنثر عليه الكثير من الحبور والسعادة، وكأني بها قد راهنته على ذلك، ففي السنة الأولى استطاعت فعلاً أن تحافظ على هذه الرفعة المدهشة فكانت الأولى على الجامعة باختصاص الصحافة والنشر، وفي المعدل العام أيضاً، فحصلت بمنتهى الجدارة والكفاءة على جائزة الباسل للتفوق والابداع، وفي السنة الثانية حققت النتائج ذاتها، وكذلك في السنة الثالثة والرابعة، تفوق وإبداع وتميز متزاحم في عالم آية .. وصداه الذي يزداد ضياءً في عالم قلب أيمن.

بعد أن تخرّجت آية استطاعت ببساطة أن تُسجل للحصول على شهادة الماجستير، وأن تكون معيدة في الكلية .. ويومها كتب أيمن في الثالث من نيسان 2023م يقول :

( صدر برنامج الفصل الثاني في كلية الاعلام بجامعة دمشق ..

فرحتي لا حدود لها وأنا أرى اسم ابنتي المعيدة آية قحف يظهر للمرة الأولى كمحاضر في كليتها التي تخرجت منها بالمرتبة الأولى – كالعادة –

هذه الكلية بيتنا الثاني بحق .. درستُ فيها وتخرجتُ منذ 32 عاماً، ودرّستُ فيها كمحاضر منذ  2014 ..

وفقك الله با ابنتي وبعون الله ستحرقين المراحل وتحصلين على الماجستير والدكتوراه لتحققي ثنائية نادرة في المجال الاعلامي وهي الجمع بين النجاح المهني والأكاديمي )

تخيلوا كم هي جميلة أزاهير الفرح هذه..؟ وكم هي جميلة هذه الآية وهي تكدس هذا الابداع وهذا العطاء كله .. وهذا التميز والنجاح الفريد، وصارت كقارورة عطر بين أخاديد قلب أيمن ومن حوله ..؟

وكم كان من المفترض أن تبدو كلية الإعلام في جامعة دمشق جميلة هي أيضاً عندما تؤكد تقديرها وعنايتها وفخرها بآية، لأنها استطاعت أن تُنتج هذا الابداع كله .. وهذا الرقي بالتعاطي مع الحياة عبر الإصرار على النجاح والفوز والتميز ..؟

إن كان البعض في كلية الاعلام يُقدر ذلك، فإن البعض الآخر – على ما يبدو وبكل أسف – لا يقدر .. لا بل ويقف حجر عثرة وعائقاً غير معقول ولا يكاد يُصدق في وجه آية .. وكأنه ينتقم من ( اقترافها ) لهذا التفوق المبدع .. !! لقد رسبت آية في أحد المقررات بمواد الماجستير .. ما يعني أنها هكذا ببساطة قد خسرت سنة كاملة – حتى الآن – من عمرها رغم تألقها وتفوقها الإبداعي.

السؤال العريض هنا :

كيف فشلت آية قحف وهي بهذا المستوى الإبداعي الرائع ..؟!

لا شك بأن هناك خللاً من الدرجة المذهلة قد باغتها، إما أن يكون منها .. وإما أن يكون من غيرها، أمّا أن يكون منها فهذا مُحال لعدة اعتبارات :

1 – كانت الأولى على سورية في البكالوريا

2 – والأولى على كلية الاعلام في السنة الأولى

3 – وفي السنة الثانية والثالثة والرابعة

4 – حصلت على جائزة الباسل طوال هذه السنوات الأربع

5 – صارت معيدة في الجامعة التي تخرّجت منها .. تقف على منابر الكلية وتعطي دروساً في الصحافة والاعلام لمئات الطلاب الذين تميزوا بفضل مجهودها الكبير وتعبها على حالها ودراستها يومياً لمدة لا تقل عن عشر ساعات متواصلة.. حسبما أكدت شقيقتها ( هند ) المتألقة أيضاً.

6 – تفوقها في دراستها لمواد الماجستير

معادلة شاذة وطرفٌ مجهول :

فكيف يمكن لهكذا طالبة نجيبة أن يَصِمَها أي أحد بالفشل والرسوب ..؟! إنها معادلة شاذة حقاً، وثمة مجهول في أطرافها لا بد من العمل على كشفه .. وثمة من يقول بأن بعض الأساتذة في الجامعة – في كلية الاعلام وغيرها – يتقصد ترسيب بعض الطلاب لأسباب عديدة تتراوح بين النكاية والإهمال والابتزاز، وثمة من يقول أيضاً بأن من يقوم بتدريس هذه المادة التي رسبت فيها آية يمتاز بأنه قد قام بترسيب دفعة طلاب كاملة باستثناء أربعة حالفهم النجاح .. !! وهذه حالة شاذة جداً لا تستقيم مع منطق الأمور الطبيعي.

افعلوا شيئاً ضد أساتذة الافتراء

أما آنَ لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن تبحث جديّاً هنا، وتضع حداً لمثل هؤلاء ( الأساتذة ) بالفساد والافتراء والنكاية والابتزاز ..؟!

أما آن لرؤساء الجامعات وعمداء الكليات أن يفعلوا شيئاً ملموساً لإنهاء مثل هذه المهازل التي تسيء للجامعات وكلياتها وللأساتذة الشرفاء الذين يُقدّرون جهد الطلاب حق التقدير ..؟

آية قحف ستبقى نبراساً مضيئاً في رحاب كلية الاعلام.. وجامعة دمشق .. بل وفي سماء سورية، ولولم يكن كذلك ما كان لها أن تحظى بذلك الاهتمام  اللائق من رئاسة الجمهورية