جديد 4E

سيف هيرودوس الصهيوني وأطفال المغارة في غزة

عزة شتيوي :

هي غزة تصرخ في وجه حراس الصمت عن آلاف الشهداء فيها وتلد المزيد من المقاومين وتقدم الطفل شهيداً قبل أن يقطع حبله السري لتكون صرخته الأولى هي الأخيرة ولكنها تعادل مسيرة حياة بأكملها يوم يحمل الوليد في مزوده قضيته وينتظر مذبحته فداء لخارطة وطنه ليروي المشهد القصة ذاتها حين ولد المسيح فقتل هيرودس كل أطفال بيت لحم بحثاً عن طفل المغارة الذي يبشر بالفداء والقيامة.

هيرودس الصهيوني يستفيق في نتنياهو من جديد فيعلن القتل والاجرام معركة وسياسة والصمت الأممي عادة وإن كان المشهد في غزة لا يشبه في وحشية ما تفعله “إسرائيل” سوى وحشيتها المعتادة لكن اللافت هذا الخرس الدولي والشلل الذي أصاب العالم والعجز حتى عن إيصال سيارة إسعاف في قطاع غزة لانتشال الصرخات من تحت ركام القصف الإسرائيلي الوحشي الذي أطفأ الأضواء عن القطاع وراح يتسلل في عملية برية استعصت على نتنياهو رغم كل القصف التمهيدي لها ولكنه لم يدرك أنها أي غزة ما قدمت كل هؤلاء الشهداء إلا لتكون مقبرة جنوده.

هيرودس الصهيوني يتصرف وكأنه بمفرده في العالم ورائه أميركا والغرب وأمامه غزة فيقصف ويقتل ويحاصر ويمنع الماء والدواء والأضواء ليكشف المشهد أكثر ما كان قبله من مشاهد للمعارك في المنطقة فكيف تشجع واشنطن والغرب على قتل الأطفال والنساء في غزة وهم ذاتهم استنفروا كل أدواتهم العسكرية والسياسية حماية لداعش والنصرة في سورية فيدين الغرب قتل من حمل سيف وقطع رقبة ويخلق المساحة والعذر لإسرائيل بل يدججها بالأسلحة وهي تذبح الأطفال لأنهم فقط أولاد هذه الأرض المحتلة.

لا صوت تسمعه غزة إلا صوت الشارع العربي أينما وجد في وطنه وفي المغترب حين علا بصيحات تنديده للإبادة فأرعبت الدول الغربية وقررت الأخيرة ترحيل كل من ينادي مناصرة للقضية الفلسطينية التي ظهر أن مكانها ليس على الطاولات الدولية بل على مساحة الجغرافية والوجدان في قلب الشعوب العربية وكل أحرار العالم هذا الصوت الذي يتطابق تماماً مع صوت وسياسة سورية شعباً وقيادة.. لذلك واكثر لايزال العدوان الإسرائيلي يستهدف سورية فنتنياهو يدرك أن دمشق قلب العروبة النابض بقضية فلسطين.

هيرودس الصهيوني يحلم أن يدخل جنوده الى غزة بحثاً عن أطفال المقاومة وسعيا لوأد البشارة .. بشارة النصر لمسح إسرائيل من خرائط الذل فتراه يصرخ بأعلى صوته لدخول القطاع وإذا به ينادي كبائع متجول من يشتري التوغل البري بهدنة أو أسرى فتتكدس بضاعته السياسية في سقوطه العسكري وسقوط الغرب بأكمله في حفرة حقوق الإنسان الذي كان يحفرها من سنوات وأزمان ليقع بها هذه المرة دون حجة إرهاب أو حتى سراب الأسلحة الكيماوية كما كان في أفغانستان والعراق وسورية..

صحيفة الثورة – نبض الحدث – 29 تشرين الأول 2023م