جديد 4E

هل تنفذ إسرائيل عمليتها البرية في قطاع غزة؟

احمد ضوا * :

يحشد كيان الاحتلال الإسرائيلي المزيد من قواته في محيط قطاع غزة تحضيراً لعملية برية حسب تصريحات مسؤولية، ولكن اللافت هو تراجع حماسة هذه التصريحات قياساً بالتي أصدرها هؤلاء المسؤولون خلال الأسبوع الأول من العدوان الهمجي والدموي المتعدد على القطاع.

يدرس قادة الكيان وخاصة العسكريين منهم كل الخيارات المتاحة لتنفيذ العدوان البري على القطاع وقرارهم باتخاذ القرار من عدمه لا صلة له على الإطلاق بنتائجه على الشعب الفلسطيني، بل بالقدرة على تحقيق الأهداف المحددة والخسائر التي قد تلحقها المقاومة الفلسطينية بالقوات الإسرائيلية.

من الواضح أن أجهزة استخبارات العدو تفتقد إلى المعلومات عن قدرات وإمكانات المقاومة واعتراف قادتها بالفشل الاستخباراتي أحدث خللاً وارتباكاً في أداء قواتها البرية، حيث كشفت وسائل إعلام العدو عن وجود خلافات كبيرة بين المخططين العسكريين الذين يؤيدون العملية البرية وبين من يرفضونها ويحذرون من فشلها وآثارها السياسية والوجودية.

هناك بعض المعطيات الداخلية والخارجية التي قد تدفع إسرائيل إلى تأجيل أو إلغاء العملية البرية والاكتفاء بالعدوان الجوي والبحري والقصف البعيد ومن هذه المعطيات تقديم جيش الاحتلال الإسرائيلي تقريراً للحكومة بأن القوات الإسرائيلية غير جاهزة وغير مدربة لشن عملية برية في قطاع غزة ومجاراة قتال المقاومة الفلسطينية، أما المعطى الثاني فيتمثل بنقل وكالة بلومبيرغ عن مصادر مقربة من إدارة بايدن خشية البيت الأبيض من إقدام إسرائيل على هذه الخطوة وعدم وجود خطة حول ما سيحدث لقطاع غزة بعد الغزو، ومطالبتها المسؤولين الإسرائيليين الأخذ بكل الحسابات والاعتبارات قبل شن هذه العملية.

إن تراجع الرئيس الأميركي عن دعوته إسرائيل تأجيل عمليتها العسكرية البرية في قطاع غزة لا يلغي على الإطلاق المحاذير الأميركية من هذه العملية وتبعاتها السياسية والأمنية وتداعياتها في المنطقة عموماً وخاصة في ظل احتمال فتح جبهات جديدة.

يتصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أبرز المستعجلين لغزو قطاع غزة وإطالة أمد العدوان خلافاً لرأي بعض القوى السياسية الأخرى التي تتخوف من توريط قوات الاحتلال الإسرائيلية في معركة تزيد من خسائره وتفقده المزيد من ثقة الإسرائيليين بقدراته على حمايتهم وخاصة في حال توسعت الأعمال الحربية على عدة جبهات.

يعيد العديد من المحللين السياسيين إصرار نتنياهو على العملية البرية في قطاع غزة إلى سعيه لإطالة وجوده في السلطة من دون الأخذ بأي اعتبار المخاطر التي يتحدث عنها القادة العسكريون الذين تتعالى الأصوات في الأحزاب السياسية الداعية نتنياهو إلى الاستقالة والإحالة إلى المحاكمة جراء فشل حكومته على جميع الصعد.

من الملاحظ أن الدول الغربية وخاصة التي أعلنت تأييدها المطلق للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني تنأى بنفسها عن الضغط على إسرائيل، ولكنها في الوقت نفسه تدعوها للحذر وهذا مؤشر على قلقها من تعرض القوات الإسرائيلية لمصيدة جديدة واتساع ساحات الحرب.

إن زج الحكومة الإسرائيلية خيرة ألوية جيشها على تخوم قطاع غزة يعني أنها ماضية في تنفيذ غزوها البري في القطاع وتأخير هذا الغزو متوقف على جاهزية هذه القوات وانتهاء عمليات التدريب الجارية لبعض الوحدات على قتال الشوارع ونصب الكمائن والمجموعات المنفردة التي تتبعها المقاومة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه كلما تأخر شن هذا الغزو يعني تراجع عدد المؤيدين له داخل الكيان وخارجه.

صحيفة الثورة – معاً على الطريق – بقلم : *معاون وزير الإعلام – 21 تشرين الأول 2023م