جديد 4E

طوفان الأقصى يدخل يومه الرابع .. تخطيط ونجاح باهر للمقاومة .. وفشل ذريع للكيان الصهيوني يعكسه بغارات وحشية على قطاع غزة

 

مئات الغارات بالمدافع والطيران تستهدف منازل سكنية ومكاتب طبية وإعلامية والاعلان عن استشهاد صحفيين

 

السلطة الرابعة – متابعات :

دخلت عملية ( طوفان الأقصى ) يومها الرابع على التوالي صباح هذا اليوم الثلاثاء وسط أنباء عن ارتفاع أعداد القتلى الإسرائيليين إلى أكثر من ألف قتيل، في حين يشكك إعلام العدو الإسرائيلي بهذه الأرقام ويؤكد أنّ عدد القتلى المعلن بعيد جداً عن الأعداد الحقيقية لما جرى في المستوطنات المحيطة بقطاع غزّة، خلال عملية “طوفان الأقصى”.

وفي الوقت الذي تزعم فيه أجهزة الكيان الصهيوني أن عدد الأسرى الإسرائيليين في قبضة المقاومة الفلسطينية يتراوح بين 100 إلى 150 أسيراً، أكد يوم أمس الناطق العسكري باسم كتائب القسام ( أبو عبيدة ) بأن عدد الإسرائيليين الذين صاروا أسرى لدى المقاومة بات كبيراً، مؤكداً أن قضية الأسرى ملفّ استراتيجي له أثمانه”، وأن “على العدو أن يستعدّ لدفع الثمن”.

وأضاف “أبو عبيدة” أنّ عملية “طوفان الأقصى” جاءت رداً على عدوانٍ إسرائيلي بدأه الاحتلال على الشعب الفلسطيني ومقدساته.

أسباب ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين

وقد دفع ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين خلال هذه الفترة الوجيزة من عملية طوفان الأقصى التي مضى عليها ثلاثة أيام فقط، إلى تساؤل الكثيرين عن أسباب ومؤشرات هذا الارتفاع غير المسبوق، على الصعيدين السياسي والعسكري، وقد رأى بعض الخبراء أن هذا الأمر يعود إلى عدة أسباب، منها عنصر المفاجأة، حيث تمكنت الفصائل الفلسطينية من اختيار ساعة صفر مباغتة (لإسرائيل) في يوم عطلة دينية وأسبوعية تسوده عادة حالة من الاسترخاء في مختلف المواقع العبرية، كما أن تكتيك حرب العصابات الذي اتبعته فصائل المقاومة الفلسطينية هذه المرة أتاح عمليات كر وفر، وضربات مباغتة، ونقل المعركة إلى العمق (الإسرائيلي) وداخل المستوطنات، مما ساهم في زيادة عدد القتلى من الجانب العدو الإسرائيلي.

واعتبر العديد من الخبراء أن ارتفاع عدد قتلى (إسرائيل) بهذا الشكل يحمل في طيّاته الكثير من الدلالات، كتطور مهارات وآليات المواجهة لدى الفصائل الفلسطينية، إذ أن عملية بهذا الحجم والجرأة والقدرة القتالية استغرقت شهوراً طويلة في التدريب، والتخطيط الدقيق.

كما ينال هذا الارتفاع لعدد القتلى الصهاينة من حالة الغرور والغطرسة التي سيطرت على أجهزة الاستخبارات وأجهزة المعلومات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، لينعكس الأمر على شكل فشلٍ استخباراتي فاقع، كما شكلت عملية (طوفان الأقصى) ضربة قاصمة لنظرية الأمن الإسرائيلية الجوفاء.

كما يشير ارتفاع عدد القتلى في صفوف العدو .. ومجمل الأحداث المتدحرجة إلى أن المقاومة لديها إمكانيات كبيرة، سواء بشرية، أو عسكرية، وقدرة على التخطيط الاستراتيجي، وإدارة حرب شوارع بمهارة فائقة، وتعكس ثقة المقاومة في نفسها وقدراتها العسكرية، كما ستزيد فرص توحد الفصائل الفلسطينية المختلفة سواء عبر العمل معاً في عمليات مستقبلية، أو التنسيق خلال المواجهات مع الكيان الصهيوني مع الإشارة إلى أن العديد من فصائل المقاومة تشارك اليوم فعلياً وبتنسيق كامل في طوفان الأقصى بأوقات ومواقع محسوبة بشكل تكتيكي واستراتيجي دقيق.

اليوم الأسوأ في تاريخ (إسرائيل)

وسائل الإعلام الإسرائيلية وصفت غير مرة عملية «طوفان الأقصى» المباغتة بـ«الكارثية»، وأن يوم السبت الموافق 7 أكتوبر بأنه «الأسوأ في تاريخ إسرائيل»، بسبب عدد القتلى الكبير، وانهيار الوحدات العسكرية الإسرائيلية في محيط غزة.

ونشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً كتبه الدبلوماسي والكاتب الإسرائيلي ألون بينكاس، بعنوان «7 أكتوبر 2023: تاريخ سيبقى عاراً على إسرائيل».

واعتبر الكاتب أن هجوم المقاومة الفلسطينية بمثابة كارثة إسرائيلية مروعة، إذ فشلت (الدولة) بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجيشه بشكل مذهل في حماية مواطنيها، على حد تعبيره.

 عدوان عنيف ووحشي على المدنيين في غزة

في هذه الأثناء يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي بعد بدء عملية “طوفان الأقصى”، حيث يتعرض القطاع لغارات جوية عنيفة من الطائرات الحربية “الإسرائيلية” بشكل همجي غير مسبوق، دُمرت جراءها أبراج سكنية ومنازل مدنية إلى جانب المقرات الحكومية والمؤسساتية التعليمية.

وأفادت وزارة الصحة في غزة أمس الاثنين، بأن العدوان “الإسرائيلي” أسفر عن ارتقاء 704 شهداء، بينهم 143 طفلا و 105 سيدات ونحو 4 آلاف جريح، وأعداد الضحايا من الشهداء والمصابين مرشحة للزيادة بسبب القصف المتواصل.

محاولات إسرائيلية يائسة للتغطية على الفشل

وكانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قد شنّت مساء الاثنين، سلسلة غارات على جنوب القطاع، استهدفت منزلين وسط خان يونس لعائلتي الأسطل والمجايدة، وبركسًا في حي السلطان برفح ومنزلًا لعائلة “أبو لبدة”، فيما قصف الطيران منزل عائلة القيادي في حركة “حماس” الشهيد إسماعيل أبو شنب بالقرب من مقبرة الشيخ رضوان، بغزة.

واستهدفت مدفعية الاحتلال عدة مناطق في وسط مدينة غزة، تزامنًا مع قصف الطيران الحربي “بشكل مكثف” لمناطق عدة في خان يونس لا سيما منطقة بلدية خانيونس القديمة، وشرق مدينة رفح وفي المحافظة الوسطى من القطاع.

كما تجدد القصف الإسرائيلي مساء الاثنين على مناطق مختلفة في القطاع وعلى مدينة غزة تحديدًا في حي الرمال وسط المدينة، سُمع على إثرها أصوات انفجارات ضخمة، وغطت سحب الدخان السماء؛ عدا عن الأضرار الهائلة التي تُخلّفها الغارات في الأماكن المقصوفة.

وقالت مصادر محلية، أنّ حيّ الرمال وسط مدينة غزة، تعرض مع وقت الغروب لغارات شديدة، فيما يتواصل القصف في شمال وجنوب ووسط وغرب قطاع غزة بواسطة الطيران، والمدافع والزوارق.

وشنت طائرات الاحتلال الصهيوني الحربية، مساء الاثنين، مئات الغارات على مؤسسات ومبان ومقار مختلفة في أرجاء مختلفة من قطاع غزة، مخلفة دمارا كبيرًا، لمحاولة التغطية على الفشل والهزيمة التي مني بها جيش الاحتلال.

تدمير شركة الاتصالات وعمارات سكنية كاملة ومناطق عديدة

وأفادت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال شنت مئات الغارات المتتالية من الطيران الحربي استهدفت مؤسسات ومقار ومباني بينها مقر شركة الاتصالات الفلسطينية بحي الرمال غرب مدينة غزة، وسوتها بالأرض، ما تسبب بانقطاع الإنترنت عن أجزاء واسعة من القطاع، كما ألحقت دمارا كبيرا بمنازل المواطنين المجاورة.

وذكرت المصادر أن الطائرات الحربية دمرت مباني وعمارات سكنية كاملة وسوتها بالأرض بفعل غاراتها العنيفة. كما تسبب القصف في تضرر قسم الحضانة بمجمع الشفاء الطبي إثر استهداف العدو لمحيط المجمع.

وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر الاثنين، مجزرة كبيرة في مخيمي الشاطئ وجباليا، بعد قصف مسجد السوسي بمخيم الشاطئ، بالإضافة إلى قصف منطقة الترنس المكتظة بالمواطنين في جباليا شمال قطاع غزة.

وقال شهود عيان إنه تم انتشال عدد كبير من الشهداء والمصابين نتيجة القصف الإسرائيلي في منطقة الترنس.

وكان قد استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، في سلسلة غارات عنيفة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على حي الرمال غرب المدينة، عقب ارتكاب آلة الحرب الإسرائيلية مجزرتين في مخيم جباليا ومخيم الشاطئ راح ضحيتهما عشرات الشهداء والجرحى ودمار كبير في المنازل والممتلكات.

وأشارت وزارة الصحة، في وقت لاحق، إلى أن جيش الاحتلال استهدف 9 سيارات إسعاف منذ بدء العدوان، محذرة من استمرار قوات الاحتلال في الاستهداف المباشر والممنهج لسيارات الإسعاف.

كما قام جنود الاحتلال بقطع المياه عن قطاع غزة بعد أوامر من وزير البنية التحتية الإسرائيلي.

 إصابة واستشهاد صحفيين

إلى ذلك استشهد الصحفي رزق محمد صبح إثر قصف طائرات الاحتلال الحربية الاسرائيلية لبرج غرب مدينة غزة، فجر اليوم الثلاثاء.

وفي وقت سابق أعلن عن استشهاد الزميل الصحفي سعيد الطويل في استهداف طائرات الاحتلال لمبنى غرب مدينة غزة، فجر الثلاثاء، وفق ما أفادت مصادر صحافية.

وكانت قوات الاحتلال استهدفت عدة مبان في قطاع غزة تضم مكاتب إعلامية وأخرى مراكز طبية، في الغارات العنيفة التي تشنها على القطاع.، كما قصفت مبنى يضم مكتب قناة “رؤيا” في قطاع غزة، بالإضافة إلى مركز طبي، بأربعة صواريخ.

هذا وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد نعى الزميلين الصحفيين محمد صبح وسعيد الطويل اللذين ارتقيا جراء استهدافهم من قبل طائرات الاحتلال أثناء تغطيتهم إخلاء إحدى البنايات المهددة بالقصف غرب غزة.

وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، عدة أهداف في قطاع غزة بينها برج سكني ومسجدين ومنزلين ومقبرة.

وأفادت مصادر صحافية بأن طائرات الاحتلال قصفت برج البدرساوي بالقرب من مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة بعد قصفه بصاروح تحذير من طائرة استطلاع، كما قصفت الطائرات منزلين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة مما أدى إلى تدميرهم بشكل كامل.

( وكالات )