جديد 4E

فاجعة وطن..!

السلطة الرابعة – عبد الحليم سعود:

ربما لا أجد ما أقوله إزاء فاجعة الأمس التي هزت الضمير الإنساني لهول فظاعتها وحقد مرتكبيها سوى ما قاله الشاعر العظيم المتنبي :

الحزن يقلق والتجمل يردع .. والدمع بينهما عصيٌ طيّع…

لا شك أن الكلمات تقف حائرة وعاجزة عن التعبير عما في النفوس من ألم وحزن وحرقة وتفجع وهي تحاول مجاراة المشهد الدموي الرهيب الذي اقتحم صرح الكلية الحربية بحمص في أوج فرحة الأهالي بتخرج ابنائهم لينضموا إلى حماة الأرض والعرض والشرف،  وهم كوكبة من شباب الوطن اقسموا أن يحموا بلادهم ويزودوا عن حياضها حتى آخر قطرة من دمائهم، وإذا بهم يبرون بقسمهم بعد دقائق قليلة من تخرجهم، وكأنهم كانوا على موعد مسبق مع الموت في ساحات الشرف والكبرياء..!

كم هم قساة وأبالسة وأنجاس أولئك الذين خططوا لهذا الجريمة النكراء القذرة  ..وكم هو دنيء وسافل ذلك الذي قام بتنفيذ هذا العمل الحقير من أجل حفنة دولارات..!

فبأي منطق يا دعاة الانسانية والحريات وحقوق الانسان تقتلون بني البشر من شباب واطفال ونساء بدم بارد دون ان يرف لكم جفن او تهتز فيكم شعرة.. لعمري انكم ارتكبتم اعظم الموبقات والجرائم.. كيف طاوعتكم ضمائركم الميتة (أصلا) ان تقتلوا الفرحة في عيون الاطفال وتريقوا دماء بريئة لا ذنب لأصحابها سوى أنهم جاؤوا ليعيشوا لحظة فرح مع أبنائهم..؟!

اليوم سورية في حداد وغدا ستخرج من حدادها وتلبس ثوب الفرح من جديد لأنه يليق بها وبأبنائها الذين سيكملون معا رحلة الانتصار مهما كانت التحديات، ومهما طال حقدكم أيها المجرمون القتلة فلن تطفئوا نور الحرية والاصرار في قلوب السوريين.. ولن تستطيعوا مصادرة الفرح في وطن الشمس..!