جديد 4E

الإعلام شريك .. فهل نشهد خريف الفساد ..؟

جمال حمامة:

يضطلع الإعلام بدور مهم وإيجابي في مكافحة الفساد بل هو برأيي أكثر من ذلك لأنه شريك ومسؤول في المساهمة الفعالة بمكافحة الفساد والمفسدين والتصدي لحيتانه والمرتهنين له..

وتالياً دوره حاسم في المواجهة بين الحكومة ومؤسساتها وبين الفساد والمفسدين الذين يستنزفون المال العام ويعبثون بالمصلحة العامة.

في اللغة لا يوجد تعريف محدد للفساد وإنما هو جملة من الممارسات تتجسد في الخروج عن القانون وتغليب مصلحة الفرد على المصلحة العامة أو إساءة استخدام الوظيفة لمآرب شخصية، وتالياً فإن مكافحة الفاسدين والمفسدين تحتاج إلى أدوات أياً كانوا وأينما كانت مواقعهم… وهذه الأدوات يجب أن تكون صارمة وأبرزها التشريعات المتعلقة بمكافحة الفساد والقوانين الأخرى، إضافة إلى تفعيل دور أجهزة الرقابة والمحاسبة وحماية المال العام وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب.

ومن هذا المنطلق نرى ضرورة الإسراع في إحداث هيئة مكافحة الفساد وإصدار مشروع قانون الكسب غير المشروع وإيجاد آلية جديدة تتيح مراجعة شاملة للقوانين المتعلقة بمكافحة الفساد بكل أشكاله وبما يتناسب مع المرحلة القادمة باعتبار أن الفساد أبرز وأهم المشكلات التي يعانيها الوطن والمواطن، ويؤثر على المجتمع اقتصادياً واجتماعياً تأثيراً كبيراً ويتسبب في تراجعه.. ويعطل حركة تطور المجتمع ويقيد حوافز التقدم.

في الحقيقة إن الآثار المدمرة والنتائج السلبية لتفشي ظاهرة الفساد المقيتة تطول كل مقومات الحياة، فتهدر الأموال والثروات والوقت والطاقات وتعرقل العمل، وتالياً يشكل الفساد عقبة كأداء تكون سبباً لمزيد من التأخر في عملية البناء والتنمية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ناهيك عن الآثار الاجتماعية المباشرة واليومية على حياة الناس.. لذلك المطلوب استئصاله من نسيج المجتمع وسلوكيات الأفراد، من خلال التركيز على تعميق القيم وتطوير الآليات والتشريعات اللازمة لسد الثغرات التي ينفذ منها الفساد والمفسدون، وتفعيل جهاز الرقابة والمحاسبة وتعزيز مبدأ الشفافية في كشف مظاهر الفساد والكسب غير المشروع.

وفي هذا المضمار تتحمل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية مسؤولية مهنية وأخلاقية في مكافحة الفساد بكل أشكاله على اعتبار أنها تمثل السلطة الرابعة في المجتمع بعد السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وتالياً فهي تعبر عن ضمير المجتمع وتحافظ على مصالحه الوطنية، وما ينشر في وسائل الإعلام هو مصدر مهم في الكشف عن الفساد.

خاص للسلطة الرابعة