بعد أن حظرت الهند تصدير معظم إنتاجها من الأرز .. الأسعار ترتفع إلى أعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات

السلطة الرابعة – متابعات :

سجّل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة ( الفاو ) لأسعار الأرزّ على أنواعه زيادة بنسبة 2.8 في المائة من شهر إلى آخر وبنسبة 19.7 في المائة من سنة إلى أخرى، ليبلغ أعلى مستوى اسمي له منذ سبتمبر/أيلول 2011 .

وقالت المنظمة الدولية في تقرير لها يوم الجمعة 4 آب عن مؤشر أسعار الأغذية في العالم أنه في ظلّ الحظر الذي فرضته الهند في 20 يوليو/ تموز على صادرات الأرزّ غير المسلوق من نوع إنديكا الذي عزّز التوقعات بزيادة المبيعات من مصادر أخرى، الأمر الذي زاد من الضغوط نحو ارتفاع الأسعار التي كانت تشهدها بالفعل هذه الأخيرة بسبب انحسار الإمدادات الموسمية والمشتريات الآسيوية. وحذّرت المنظمة من أنّ هذه الضغوط نحو ارتفاع أسعار الأرزّ “تطرح مخاوف كبيرة بالنسبة إلى الأمن الغذائي لعدد كبير من سكان العالم، خاصة أولئك الأشدّ فقرًا والذين يكرّسون حصة أكبر من دخلهم لشراء الأغذية”، مضيفةً أنّه يمكن للقيود المفروضة على التصدير أن تنطوي على عواقب سلبية على الإنتاج والاستهلاك والأسعار تستمر إلى ما بعد مدة تنفيذها وتمثل خطرًا بتفاقم التضخم المحلي المرتفع لأسعار الأغذية في الكثير من البلدان.

الهند تحظر تصدير الأرز الأبيض غير البسمتي للحد من ارتفاع الأسعار المحلية

وفي العشرين من تموز الماضي حظرت الهند تصدير الأرز الأبيض غير البسمتي في مسعى يهدف إلى الحد من ارتفاع الأسعار المحلية.

وكانت الأمطار الغزيرة قد تسببت في حدوث أضرار طالت محاصيل في البلاد، كما ارتفعت أسعار الأرز بما يزيد على 11 في المائة خلال الإثني عشر شهرا الماضية.

وقالت وزارة شؤون المستهلك، خلال إعلانها عن تغيير السياسة المتبعة، إن الأرز الأبيض غير البسمتي يمثل حاليا نحو ربع صادرات الهند من الأرز.

وحذر خبراء من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية.

وتعد الهند أكبر مصدر للأرز في العالم، حيث تسهم بما يزيد على 40 في المائة من الشحنات العالمية، كما يجري تصدير الأرز غير البسمتي بشكل رئيسي إلى دول في آسيا وأفريقيا.

وقالت الحكومة الهندية إن المزارعين سيكون بمقدورهم تصدير أنواع أخرى من الأرز، بما في ذلك البسمتي طويل الحبة، مما يضمن لهم “الاستفادة من الأسعار المجزية في السوق العالمية”.

ونسبت وكالات إلى المديرية العامة للتجارة الخارجية الهندية قولها: إن الدولة ستدرس أيضا طلبات السماح بالتصدير إلى دول أخرى بناء على احتياجات الأمن الغذائي.

يُشار إلى أنّ سوء الأحوال الجوية في الهند أدى إلى تلف محاصيل في العديد من الولايات الشمالية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكلفة العديد من المحاصيل.

وقال ديفيندر شارما، خبير السياسة الزراعية في الهند، إن الحكومة تسعى إلى التغلب على النقص المتوقع في الإنتاج، في الوقت الذي تتعرض فيه مناطق زراعة الأرز في الجنوب أيضا لمخاطر هطول أمطار مع حدوث ظاهرة النينو المناخية في وقت لاحق العام الجاري.

وأضاف: “الحكومة تتخذ نهجا احترازيا للغاية”.

من جانب آخر قالت بلومبرغ : إن أسعار الأرز في آسيا قفزت إلى أعلى مستوياتها في أكثر من 3 أعوام بعدما حظرت الهند، أكبر دولة مُصدرة للأرز، تصدير معظم إنتاجها من المحصول، فأثارت مخاوف تتعلق بمعروض هذه السلعة الغذائية الأساسية للناس في مختلف أرجاء العالم.

كما ارتفع سعر الأرز التايلندي (كسر 5%)، الذي يعتبر سعر الأرز المرجعي في آسيا، إلى 572 دولاراً للطن، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل 2020، وفقاً للبيانات الصادرة عن “اتحاد مُصدري الأرز التايلندي”. ويمثل الارتفاع الأخير زيادة بمقدار 7% عن السعر قبل أسبوعين.

يُعد الأرز عنصراً حيوياً في النظم الغذائية للمليارات في آسيا وأفريقيا، وارتفاع أسعاره سيفاقم الضغوط التضخمية، ويرفع قيمة الواردات للدول المشترية.

بلومبرغ أضافت بأن القيود التي فرضتها الهند، المُطبقة على شحنات الأرز الأبيض غير البسمتي، تهدف إلى السيطرة على الأسعار المحلية، وتوقعت الوكالة بأن الوضع قد يتدهور. إذ تواجه تايلندا، ثاني أكبر دولة مُصدّرة للأرز، حالات جفاف منتشرة، وطلبت من المزارعين حصاد محصول واحد فقط في العام الجاري، كما تقيّم الدولة مستويات احتياطياتها.