جديد 4E

المشكلة في الإعلام وليست في الرياضة..!

يونس خلف * :

شخصياً لست من المهتمين بالرياضة ولا أخبارها.. حتى التمارين السويدية أثناء المدرسة كنت أتهرب منها.. وإلى الآن لم أكتب شيئاً عن الرياضة ولا أحضر مباريات إلا عندما تكون للمنتخب الوطني مع فرق أخرى في مباريات خارجية.

هاجسي وعشقي والهواء الذي أتنفس منه الصحافة فقط.. لذلك أرى أن أصل الحكاية في كل ما حصل ويحصل في برنامج رياضي على قناة محلية وطنية هو تسلل على الإعلام. ويعكس التخبط والارتجال في الملعب الإعلامي، وأكثر من ذلك غياب المراقبين والحكام عن اللعب الذي يحصل علناً خارج خطوط التماس والمحددات الإعلامية. ومهما كان سقف الحوار مرتفعاً وجريئاً كما نريد ونشتهي دائماً لكن له ضوابط وأهداف، وأن يتوافر فيه الحد الأدنى من ثقافة الحوار الإيجابي بعيداً عن الشخصنة. ويستند إلى معلومات ودلائل وعلى قاعدة المصلحة العامة وليس وفقا للمزاجية والولاء الشخصي.

المشكلة أولا في الإعلام قبل أن تكون في الرياضة. والمشكلة ليس هناك صافرة لحكم أو بطاقة حمراء.. وليس هناك حكم يوقف مباريات إعلامية من هذا النوع.

والأمر بكل آسف لا يقتصر على الرياضة فالجسم الإعلامي اليوم في العناية المشددة وبحاجة إلى إنعاش، فالتراخيص متوقفة لوسائل ومواقع إعلامية ورأس الهرم في الجسم الإعلامي لا يعرف أنها متوقفة، والتخبط والمخالفات والتجاوزات المستمرة حتى في المواقع المرخصة وليس هناك من يتابع ويراقب للتصويب والمحاسبة، ودورات التدريب الإعلامي صارت مصدراً للتجارة وكل من هب ودب صار مدرباً، ويقدم نفسه علناً أنه الخبير المحترف والإعلامي الكبير وليس هناك حتى من يطلب بطاقته الصحفية أو يسأل عن مؤهلاته، ولذلك فإن الملعب الإعلامي لم يعد يصلح حتى لفريق من الأطفال في حي شعبي وآن الأوان أن تتدخل الفيفا لوضع الفريق الإعلامي على السكة أو شطبه من الدوري وإن كان في الوقت الضائع.

*أمين السر العام لاتحاد الصحفيين

( فينكس – 31 أيار 2023م )