جديد 4E

مناحل قرنفلة … بصمة عميقة وواسعة في عالم انتاج منتجات خلية النحل

 

السلطة الرابعة – 4e :

ربما القليل منا من يحيط بعالم النحل واكثر ما يثير اهتمامنا ويسيل لعابنا هو العسل وقد يكون لدى البعض الاخر شيئا من المعارف حول الفوائد الصحية والعلاجية لعسل النحل او العكبر.. ولكن عندما تقابل قامة علمية كبيرة تقود برامج ابحاث علمية  محلية وعربية دولية في عالم النحل تجد نفسك امام كم هائل من المعارف وتراكم كبير  لخبرات فنية تخصصية تدهشك بحقائق علمية يقينية تدرك ان النحل هو ضمانة استمرار الحياة على كوكب الارض …

المهندس عبد الرحمن قرنفلة عرفناه رجلا مثابرا متميزا من عقود عدة سواء من خلال عمله في القطاع الحكومي وقيادته البحث العلمي في مجال الثروة الحيوانية / ابل ..ابقار..اغنام..ماعز..دواحن..اسماك ../ او من خلال قيادته فرق بحث علمية تحت مظلة منظمات دولية او من خلال بصماته في تنفيذ مشاريع عملاقة في مجال الانتاج الحيواني في عدد من الدول العربية وفي قطرنا بطبيعة الحال…وكنا شهود عيان على الكثير منها.

صادفنا المهندس قرنفلة خلال  زيارتنا لمعرض الصناعات الغذائية والتعبئة والتغليف  (فوود اكسبو ) المنعقد على ارض مدينة المعارض بدمشق …ولكن هذه المرة بلون عمل مختلف …حيث شارك بجناح يعرض فيه ابتكارات وابداعات مشروعه الخاص في تربية نحل العسل …ولعله من الممتع جدا ان يحملك حديثه الرشيق والشيق في رحلة تمتزج فيها تفاصيل المعرفة العلمية الدقيقة مع الواقع الميداني والخبرة العملية الواسعة في عالم النحل.. لتخرج بنتيجة تثبت لك أن بلدنا يزخر بكنوز طبيعية هائلة ومهدورة احيانا لاشك اننا حكومة وشعبا مقصرون في استثمارها وحسن التعامل معها.

النحل ضمان استمرار الحياة :

يقول المهندس قرنفلة يعتبر النحل مسؤول بشكل مباشر عن اخصاب حوالي ٨٠% من النباتات التي تشكل مصدراً غذائياً للإنسان اضافة الى تحسين نوعيتها ومواصفاتها  كما انه مسؤول عن اخصاب نسبة كبيرة من نبتات المراعي الطبيعية والاعلاف المزروعة التي تشكل علفا للحيوانات  وتقدر القيمة النقدية لمساهمة النحل في اخصاب النباتات بما يفوق ال٣٥٠٠ مليار دولار سنوياً.

سورية جبهة الشمس : 

وكما يوضح المهندس قرنفلة فإن سوريا حباها الله بتنوع بيئي وحيوي يسمح بتوفر مراعي للنحل على مدار العام فمن بيئة الجبال الساحلية وما تضمه من أشجار رحيقية ونباتات طبية وعطرية الى حقول الحمضيات الى السهول الداخلية وتنوع اشجار اللوزيات والكينا وغيرها ومحاصيل اليانسون وحبة البركة والكزبرة الى النباتات الشوكية المتنوعة ومحاصيل عباد الشمس والقطن والجبال الداخلية ونباتات الزلوع التي تكتنز طاقة الشمس الى نباتات البادية ومحيطها من قبار وغيره .. وهذا التنوع الفريد يمنح العسل السوري نكهات فريدة متميزة لا مثيل لها في العالم ..ومن جانب آخر يقوم النحل بجمع غبار الطلع وهو الغذاء المعجزة للجنس البشري بما يحتوي من مكونات غذائية لا حصر لها الى العكبر او البروبوليس اقوى صاد حيوي بالعالم مضاد للبكتريا والجراثيم والفطور ومضاد اكسدة ويدخل في عدد كبير من الاستخدامات الطبية والصيدلانية  الى شمع النحل الذي يدخل في ما يقارب ١٥٠ نوعاً من الصناعات مرورا بالغذاء الملكي الذي يعتبر سر من اسرار مكافحة الشيخوخة وحتى سم النحل الذي يستخدم اليوم في علاج عدد من امراض البدن البشري…

التقصير والحاجة للإبداع:

 

قطاع منتجات خلية النحل كنز حقيقي في الحفاظ على التنوع الحيوي ومؤشر على سلامة البيئة ودعم النظام الايكولوجي وفرصة استثمارية منخفضة التكاليف تصلح لمكافحة الفقر ومجال واسع لعدد كبير جدا من الصناعات الدوائية والغذائية  اضافة الى كونه مصدرا للقطع الاجنبي ..الا ان العاملين في القطاع يواجهون حزمة معقدة من المعيقات تحبط آمالهم في تطوير عملهم والتوسع به ولعل في واجهة هذه الصعوبات يبرز بعض تجار العسل ومستلزمات النحل الذين يسرقون جهد وعمل النحال واستغلال حاجته للسيولة النقدية ليقتنصوا انتاجه بأدنى سعر ممكن ويبيعونه بأضعاف كثيرة اضافة الى توريدهم مستلزمات ومواد بنوعيات سيئة وبيعها للنحالين بأسعار كبيرة لجني اكبر قدر من الارباح…ومن جهة ثانية فأن مفاهيم  العلاقة والمنفعة المتبادلة بين النحال والمزارع يشوبها كثير من التشويه ومطلوب من وزارة الزراعة تصويبها.. إضافة الى ارتفاع تكاليف الانتاج وغياب اي شكل من أشكال الدعم الحكومي وفقدان التجديد في مستلزمات التعبئة والتغليف وضعف وسائل الترويج الخارجي للعسل السوري والتعريف به عربيا ودوليا والمساعدة في تصديره.