جديد 4E

على ريقِ الوجع

وصـال ســلوم :

مساء، تشعر بالقصف تتلمس ضجيجه وأذاه، وتعلم من (سانا) رقم ضحايانا، أما صباحا فالأرقام تصبح صوراً مألوفة، إما أنها تجمعك بصلة قربى و معرفة أو أنك ستلحظها موثقة على صفحات الفيسبوك..

على ريق الوجع، نزلت متأخرة على موعد الطبيب (أخصائي طب بدليل) لمعالجة النسيان وتداعياته، والطبيعي جداً تأخري ونسيان توقيت الموعد، فأنا أحفظ في ذاكرتي صورتين من أصل ١٥ لضحايا القصف الصهيوني.. ليلة أمس.

وجهتي بعد العيادة كانت، لدوار كفرسوسة (مؤسسة الوحدة) والطبيعي أيضا، قيامي بتجوال بين حاراتها المنكوبة، للاحتفاظ بذاكرة بصرية ووجدانية وتوثيق الألم..

مذياع سيارتي يغني:

“يا عمي خدني معك ع الشام لا تفرّج.. وانزل ع سوق الطويل واشتري المدرج”

بالجهة المقابلة لطريقي تمر سيارة متشحة بالسواد وخلفها جنازة “بتابوتين” ومكبر صوت يرتل ماتيسر من قرآن وبحة قلب تطلب الترحم لسيدة وابنتها…

لا تحتاج لفطنة لتدرك سبب الوفاة وصور الخراب مازالت شاهدة في ناصية الحي خلفك.

تختلط المفردات في حلقي أترحم.. أسب وألعن.. أستغفر …

تتابع سيارتي الطريق نحو الأمام، وذاكرتي تعود للوراء عشر سنوات تماما، للعام ٢٠١٣ نفس الوجع والقهر والخوف، نفس ضيقة الصدر، ونفس الرائحة……(الموت).