جديد 4E

تحت رايات الإنسانية

فؤاد الوادي :

تجثم الولايات المتحدة على صدر العالم كقوة مهيمنة تحكمها المصالح وتقودها الطموحات الاستعمارية التي دفعتها إلى تدمير ونهب ثروات كثير من الشعوب والدول تحت رايات الدفاع عن الحقوق والحريات والديمقراطيات وقضايا الإنسان.

في حقيقة الأمر، تجسد الأرقام الهائلة التي كشفتها الخارجية السورية بالأمس عن قيمة الخسائر المادية التي تسببت بها الولايات المتحدة نتيجة دعمها للإرهاب واحتلالها أجزاء من الأراضي السورية، تجسد حجم المعاناة والمأساة التي يعيشها السوريون اليوم وبأشكال تفوق الاحتمال والتصور والطاقة بسبب ذلك الاحتلال والإرهاب الذي أضحى أداة واشنطن لضرب حوامل ومقومات الأمم والشعوب.

فيما هو أبعد وأعمق من المعاناة والمأساة، اقتران الخسائر المادية للسوريين نتيجة الاحتلال والإرهاب الاميركي بخسائر معنوية أكثر فداحة وهولاً وإلى الحدود التي لا يمكن معها إحصاؤها أو حتى ملامسة حجمها، ولاسيما عندما تحاكي أوجاعنا وتضحياتنا ودماء شهدائنا الأبرار.

من هنا يبدو الحديث عن آثار وتداعيات الإرهاب والاحتلال والحصار الأميركي، ولاسيما في هذه الظروف العصيبة التي يعاني منها جميع السوريين بلا استثناء، والتي ألقت بظلالها السوداء على كامل تفاصيل حياتهم وسبل عيشهم، أمراً في منتهى الضرورة، بل في منتهى الأمانة والواجب الأخلاقي والوطني، ليس من قبيل التذكير فحسب، بل من قبيل رد المسببات إلى أسبابها وجذورها الحقيقية، ولكيلا تضيع الحقيقة بين أكوام الوجع، أو تحت ركامات الاستهداف والابتذال اللاأخلاقي واللاإنساني الذي تمارسه وباستشراس وتكالب مفرط أطراف الإرهاب وأدواتهم بأشكال وصور مختلفة كامتداد واستكمال لمحاولات الضغط والابتزاز التي تنتهجها تلك القوى لإخضاع وإرضاخ الدولة السورية وشعبها العظيم.

صحيفة الثورة – نبض الحدث – 15 / 12 / 2022م