جديد 4E

إن الذي ملأ اللغاتِ محاسنًا … جعل الجمال وسره في الضاد .. الأمير يتصدّر الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية ..

 

السلطة الرابعة – متابعات :

يحتفل العالم غداً في الثامن عشر من كانون الأول – كما في كل عام – باليوم العالمي للغة العربية، إذ كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أصدرت قرارها في هذا اليوم عام 1973، الذي تم بموجبه إدراج اللغة العربية في قائمة اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

وذكرت العديد من المنصات والوسائل الإعلامية أنّ اللغة العربية أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب والألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء.

وتعتبر اللغة العربية أحد أكثر اللغات انتشاراً في العالم، ومن أقدم اللغات الأفروآسيوية وأكثرها تحدثًا، ويتحدثها أكثر من 467 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في منطقة الوطن العربي، والعديد من دول العالم ولا سيما الإسلامية باعتبارها لغة القرآن الكريم.

وهي تسمى بلغة الضاد لأنها الوحيدة التي تحتوى على حرف الضاد ضمن حروفها، كما تعتبر اليوم من بين اللغات الأربع الأكثر

استخدامًا في الإنترنت.

كانت اللغة العربية تكتب في البداية من دون تنقيط أو حركات، وقد طور نظام الحركات في القرن السابع الميلادي، حيث تم اعتماد نظام التنقيط .

وفيما تمتلك الأبجدية العربية 28 حرفًا أساسيًا، فقد وصل عدد مفردات اللغة العربية دون تكرار إلى ما يزيد على 12 مليون كلمة، ويقال أن اللغة المالطية قد تم اشتقاقها من اللغة العربية، التي يصل عمرها اليوم إلى 1700 سنة على الأقل.

 

إن الذي ملأ اللغاتِ محاسنًا … جعل الجمال وسره في الضاد

 

هذا البيت لأمير الشعراء أحمد شوقي، نجده اليوم على صدر موقع منظمة الأمم المتحدة عندما استهلّت حديثها بمقال عن هذا اليوم العالمي .. وقالت :

تُعد اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية. وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة.

ويتوزع متحدثو العربية بين المنطقة العربية و عديد المناطق الأخرى المجاورة كتركيا وتشاد ومالي السنغال وإرتيريا، حيث أن للعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. كما أن العربية هي كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية في العصور الوسطى.

وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. وسادت العربية لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مثل: التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.

وفضلا عن ذلك، مثلت حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة.، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.

وأضافت المنظمة الدولية: في إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي — عُرفت سابقا باسم إدارة شؤون الإعلام — قرارا عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم بالاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. وبناء عليه، تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول/ ديسمبر كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190(د-28) المؤرخ 18 كانون الأول/ ديسمبر 1973 المعني بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

والغرض من هذا اليوم هو إذكاء الوعي بتاريخ اللغة وثقافتها وتطورها من خلال إعداد برنامج أنشطة وفعاليات خاصة.

احتفالية عام 2022

وتحدثت الأمم المتحدة على موقعها عن احتفالية منظمة اليونسكو/باريس بهذه المناسبة وأن موضوع الاحتفالية هو ”مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية“ حيث ستسلط اليونسكو الضوء على المساهمات الغزيرة للغة العربية في إثراء التنوع الثقافي واللغوي للإنسانية، فضلاً عن مساهمتها في إنتاج المعارف، وذلك من خلال موضوع الاحتفال لهذا العام. وتنظِّم اليونسكو بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لعام 2022 سلسلة من حلقات النقاش والفعاليات الثقافية .

مساهمة عظيمة بالحضارة الانسانية

من جهتها بيّنت اليونيسكو على موقعها هي الأخرى أنها احتفلت للمرة الأولى باليوم العالمي للغة العربية في 18 كانون الأول/ديسمبر 2012، وكرَّست هذا التاريخ السنوي لإبراز إرث اللغة العربية ومساهمتها العظيمة في الحضارة الإنسانية.

وأوضحت أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو أن المنظمة سوف تسلط هذا العام الضوء على المساهمات الغزيرة للغة العربية في إثراء التنوع الثقافي واللغوي للإنسانية، فضلاً عن مساهمتها في إنتاج المعارف، وذلك من خلال موضوع هذا العام المعنون “مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية”. وتجمع اللغة العربية أناساً من خلفيات ثقافية وإثنية ودينية واجتماعية متنوعة، بوصفها إحدى الركائز التي تقوم عليها القيم الإنسانية المشتركة. وتنظِّم اليونسكو بمناسبة الاحتفال الخاص لهذا العام سلسلة من حلقات النقاش والفعاليات الثقافية في مقرها في باريس، حيث يجتمع الأكاديميون والباحثون والخبراء والشباب لمناقشة المواضيع التالية:

التنوع الثقافي: تجربة اللغة العربية وتفاعلها مع اللغات الأخرى.

القيم الإنسانية المشتركة: الإمكانيات التي تتيحها التكنولوجيات الرقمية ووسائل الاتصال الحديثة.

وضع تصوُّر للتماسك والإدماج الاجتماعي من خلال التعددية اللغوية.

وستتضمن الفعاليات الثقافية التي تنظمها اليونسكو رسماً حياً لجدارية للخط العربي ومعرضاً للوحات شِعرية على مدار اليوم. وسيُختتم الاحتفال بإقامة حفل موسيقي يبدأ في الساعة 7 مساءً في القاعة رقم 1.

وأوضحت اليونسكو أن أيام الأمم المتحدة للغات يرمي إلى تعزيز التعددية اللغوية والتنوع الثقافي والاحتفال بهما، كما ترمي إلى المساواة بين جميع اللغات الرسمية لمنظومة الأمم المتحدة والوكالات المنضوية تحت لوائها: العربية (18 كانون الأول/ديسمبر) والصينية (12 تشرين الثاني/نوفمبر) والإنجليزية (23 نيسان/أبريل) والفرنسية (20 آذار/مارس) والروسية (6 حزيران/يونيو) والإسبانية (12 تشرين الأول/أكتوبر).

وتجدر الإشارة إلى أنَّ الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية ينسجم مع العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013-2022) الذي تتولى اليونسكو ريادته.

حفل موسيقي بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

تهدف هذه الفعالية – حسب ما نشرته أزولاي على موقع اليونسكو – إلى إذكاء الوعي بالطرق العديدة التي تسهم اللغة العربية من خلالها في التنوع الثقافي وفي نشر رسالة الأمل، إذ تؤمن اليونسكو بقدرة الثقافة على أن تكون قوة من أجل السلام والحوار والتفاهم المتبادل، وتُعدّ اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية. وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم.

تود اليونسكو، بمناسبة الاحتفال السنوي العاشر ﺑﺎليوم العالمي للغة العربية، الإعراب عن تقديرها وتحياﺗﻬا للناطقين ﺑﺎللغة العربية الذين يبلغ عددهم زهاء ٤٥٠ مليون نسمة من سكان العالم، والذين يحافظون على تراث لغوي وثقافي فريد ورمز للتنوع والإلهام الثقافي من خلال المحافظة على اللغة العربية.

إعــداد :