جديد 4E

التضخم بمنطقة اليورو يسجل أعلى مستوى على الإطلاق .. أسعار المستهلكين ترتفع 10.7% ومخاوف الركود تتصاعد

 

 

السلطة الرابعة – متابعات:

قفز التضخم بمنطقة اليورو إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، في الوقت الذي فقدَ اقتصاد المنطقة الزخم، الأمر الذي عزز المخاوف من أن الركود في الوقت الراهن أمر لا مفرّ منه.

إلى ذلك ارتفعت أسعار المستهلكين بـ10.7% في أكتوبر مقارنة بالعام الماضي، متجاوزة بكثير متوسط التقديرات البالغ 10.3% وفق استطلاع أجرته “بلومبرغ”.

وفي غضون ذلك، تباطأ إنتاج الربع الثالث إلى 0.2% مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، متفوقاً على توقعات المحللين، ولكنه أقل بكثير من مستوى 0.8% المُسجل خلال الفترة بين شهري أبريل ويونيو. ومع استمرار أزمة الطاقة في إلحاق الضرر بالشركات والأسر، فمن المتوقع على نطاق واسع أن يتحول التوسع إلى الاتجاه المعاكس خلال فصل الشتاء.

 

التضخم في منطقة اليورو يتجاوز بوضوح مستهدف “المركزي الأوروبي”

 

ظلت السندات الأوروبية منخفضة بعد البيانات، مع ارتفاع عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار أربع نقاط أساس عند 2.15%. وانخفض اليورو 0.3% ليصل إلى 0.9937 دولار.

وقالت بلومبرغ أنّ أخباراً سارة كانت قد انتشرت الأسبوع الماضي من ألمانيا، أكبر اقتصاد في المنطقة، مخالفة التوقعات بحدوث انكماش، من خلال تحقيق نمو كان أسرع من الأشهر الثلاثة السابقة. لكن لا يزال متوقع لها أن تقود أوروبا إلى انكماش في الأرباع القادمة، في ظل الزيادات الحادة بأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي والتي تزيد من حدة الرياح المعاكسة.

وقد برز تباطؤ دراماتيكي واضح خلال الربع الثالث بالفعل في إسبانيا وفرنسا مع تلاشي طفرة ما بعد الإغلاق في قطاعي السياحة والترفيه. جاءت هذه البيانات بعد يوم من مضاعفة البنك المركزي الأوروبي تكاليف الاقتراض إلى أعلى مستوى في أكثر من عقد من الزمان، مع دعم المسؤولين لاحقاً لمزيد من الزيادات الكبيرة لإعادة الأسعار نحو هدفهم البالغ 2%.

 

رأي خبراء “بلومبرغ إيكونوميكس”:

قال جيمي راش ومايفا كازين: “يؤكد الارتفاع الآخر في التضخم خلال أكتوبر / تشرين الأول أن الربع الرابع سيكون صعباً. أضف إلى ذلك ظروف التشدّد المالي بشكل متسارع، ولا يزال من المحتمل حدوث ركود خلال فصل الشتاء”.

أرقام التضخم ليوم الإثنين 31 تشرين الأول لم تظهر أي تحفيز يُذكر. ففي حين أن الرقم الرئيسي لا يزال مدفوعاً بتكاليف الطاقة والغذاء، فقد وصل المقياس الأساسي الذي يستبعد هذين العنصرين أيضاً إلى مستوى قياسي.

وكانت إيطاليا قد أعلنت يوم الجمعة 28 تشرين الأول عن أعلى مستوى للتضخم على الإطلاق والذي جاء أكثر بكثير مما توقعه أي اقتصادي ممن استطلعت “بلومبرغ” آراءهم.

لا تزال الآفاق غير مؤكدة بشكل غير عادي. فقد أدى الطقس المعتدل وإمدادات الغاز الطبيعي الأقوى من المتوقع إلى انخفاض كبير في بعض تكاليف الطاقة بالجملة، لكن مسار الإمدادات المستقبلية وحرب روسيا في أوكرانيا لا يزالان يشكّلان مخاطر.

الركود

يؤكد مسؤولو البنك المركزي الأوروبي أن الأولوية هي مكافحة التضخم. وفي اعتراف منه بأن الركود في منطقة اليورو “أصبح أكثر ترجيحاً”، صرّح كلاس نوت رئيس البنك المركزي الهولندي أمس الأول الأحد أنه يفضل رفع سعر الفائدة بمقدار 50 أو 75 نقطة أساس في اجتماع السياسة الأخير لهذا العام المقرر انعقاده في ديسمبر / كانون الأول.

لكن مسؤولين آخرين أبدوا قلقهم بشأن الانكماش، حيث حذّر بعضهم من دفع أسعار الفائدة بسرعة كبيرة للغاية. ربما تحدد طريقة هذا الجدل حجم الانكماش الاقتصادي الذي تواجهه المنطقة.

وقال محافظ البنك المركزي الإيطالي إغنازيو فيسكو يوم أمس الإثنين: “لا ينبغي الاستهانة بالخطر المتمثل في أن يتحوّل تدهور التوقعات الاقتصادية إلى أسوأ مما كان متوقعاً، مما يدفع إلى اتخاذ خطوة سريعة للغاية في تطبيع أسعار الفائدة بشكل غير متناسب”.