أصحاب الأعمال السوريين لا تنقصهم رؤوس الأموال التي بلا أموال لخلق قيم مضافة وعوائد كبيرة تدعم العمل الاقتصادي
(رأس و مال)
كتبه: د. عامر خربوطلي :
هل هناك رأس مال بدون مال؟ وهل تأسيس الأعمال والشركات يحتاج دوماً للمال أولاً ..؟ أم أن المال قد يأتي لاحقاً ..؟ وهل الفكرة تسبق المال ؟ أم أن المال هو أساس الفكرة ؟!!!
في حديث سابق تم التطرّق إلى الأنواع المختلفة من رأس المال والمؤلف من رأس المال المالي أو المادي و رأس المال البشري ورأس المال المعرفي وجميعها تشكل اليوم ما أصبح يُعرف عالمياً بقيمة الشركة أو المؤسسة التي تتجمع فيها الأموال والموارد البشرية من الموظفين ومقدار المعارف والابتكارات والابداعات الموظفة في العمل.
هل انتهى حديث رأس المال بالطبع لا.
فهناك رؤوس أموال لا تحتاج إلى أموال نقدية وهي بمثابة قيم مضافة بذاتها .. ولنبدأ بالعمل فهو رأس مال بدون مال ولا يحتاجه وبخاصة إذا كان العمل ابتكارياً أو ابداعياً و يحرص على توليد قيم مضافة مهمة وهناك العلم والفكر فهو رأس مال بحد ذاته ولا يحتاج إلى مال وهو قادر على توليد الأموال بدون رأسمال أولي كما هو متعارف عليه في عالم الأعمال وتطول القائمة لتشمل الخبرة والدراية والحنكة وهي من أصول رأس المال المجردة وهناك أخيراً الشكل الأخطر والأهم وهي (السمعة ) فهي رأس مال أيضاً بدون مال وقديماً قالوا (السمعة الطيبة كسبٌ عظيم ) أي إنها قيمة بذاتها ولا يمكن تعويضها إن أصابها الخدش أو الانكسار.
الأعمال الناجحة تحتاج لجميع رؤوس الأموال تلك، وبمقدار تجمعها في مؤسسة أو شخص سيكون النجاح لتلك الأعمال وقديماً قالوا (المال يجر المال ) وهو كلام مبدئياً صحيح عامي وأصبح مثلاً متداولاً بين الناس إلا أن القاعدة الشرعية تقول أن المال لا يولد مالاً وهذا ما يشكل أساس تحريم الفائدة وهو يدل على رأس المال الأولي المجازف المطلوب لبناء الخطوة الأولى والتي قد تجر لاحقاً المزيد من المال ولكن المال وحده لا يكفي للاستمرار فلا بد أن يتشارك مع العلم والفكر والخبرة والسمعة وعندها يكون النجاح مصير هذه المشروعات .
وأصحاب الأعمال في سورية لا تنقصهم تلك الصفات أبداً وإنما هم بحاجة لشراكات تجمع الأنواع المختلفة من رؤوس الأموال التي لا تحتاج إلى أموال لخلق قيم مضافة وعوائد كبيرة تدعم العمل الاقتصادي وتحقق النمو الاقتصادي .
العيادة الاقتصادية السورية – حديث الأربعاء الاقتصادي رقم (151)
دمشق في 19/1/2022.