جديد 4E

خرزةُ سياحة اللاذقية .. الزرقاء .. !

خاص -علي محمود جديد

هَجَمَ الصيف .. وهذا يعني أنّ الهمّة هجمت على مديرية السياحة في اللاذقية، من أجلِ ( العمل على تنمية الريف الفقير )، ولذلك فهي في هذه الأيام تكون منشغلة إلى حدٍّ كبير، في العمل على التعاطي مع تلك التنمية، ولولا أن تتيقّظ هذه المديرية، وتستنتج بأنّ ريف اللاذقية فقير، لكان هذا الريف قد صار في خبر كان ..!

لذلك – ولله الحمد – تيقّظت مديرية سياحة اللاذقية، هذه اليقظة ( العظيمة ) وثبَّتَتْ في خطتها السياحيّة ( الرائعة ) التي أدهشت العالم، عبر ابتكارها لفنٍّ غير مسبوق، في طرائق الصناعة السياحية، وطبعاً من خلال قيامها بوضع بندٍ مستقلٍّ في تلك الخطة، يقول بأنها تخطط للعمل على تنمية الريف الفقير.. !

يا لهُ من إبداعٍ يجعلُ الإنسان يقفُ هكذا مشدوهاً لروعته .. ويحتارُ المرء كيف يمكن لتلك العقول ( الذهبيّة ) أن تتفتّق عن مثل تلك الأفكار والمفاهيم، حتى صار كل سيّاح العالم، يتوقون من أجل زيارة هذا الريف، والمشكلة أننا – نحنُ أبناء ذلك الريف الفقير – لم نعدْ نعرف كيف يمكننا تنظيم الدّور، وحجز الأماكن، من أجل تأمين  الرَّاغبين في زيارته ..!!

ريفنا الجميل المعطاء، الذي يتغلّب في روعته، وسحر طبيعته، الغنيّة بالأنهار والينابيع والعيون، وأجمل الغابات، والوديان، وجبالٌ خضراء، وإطلالاتٍ ساحرة، تُشرفُ على البحر غرباً، وتُلاطم عنان السماء شرقاً وشمالاً وجنوباً، هذا الريف الغني الرائع، يتغلّبُ كثيراً على تلك العقول الفقيرة البشعة، التي تُصنّفه بضحالتها السياحية مُجرّد ريفٍ فقير، يحتاجُ إلى العملِ على التنمية، وكان عليهم القول : إنّ هذا الريف الغني، علينا أن نرقى بعملنا إلى مستوى غناه، ويخططون على هذا الأساس، ويعملون عليه فعلياً، ولكن لم يخطر على بالهم – حتى الآن – كم هم فقراء بالتفكير في المنحى السياحي، وفي عدم إدراك أبجدية السياحة، من ألفها إلى يائها ..؟!!

إنّ مثل هذا الريف الغني الرائع، كان يجب أن يكون فرصة ذهبية طبيعية، أرسلتها الأقدار، كي تستطيع السياحة أن تُبدع فيها إبداعاتٍ تشدُّ العالم إليه، ولكن كيف ذلك، ونحن أمام هذه المهزلة، بأن تعتبره مديرية السياحة مجرّد ريف فقير ..؟!

إنه ليس فقيراً إلاّ منكم .. وبسببكم ..وبفقر إدراككم وحيلتكم، فأنتم حقاً لا علاقة لكم بالسياحة، التي تختصرون نجاحها بملء الكروش.. !!