جديد 4E

30 ليرة يا ظالمين…جمّعوها جمّعوها !

خاص -علي محمود جديد

يحق لنا الاستغراب من جلافة الأخوة العمال في ( شركة جبلة للغزل ) وعدم سعة صدرهم، تجاه قضايا بسيطة وسخيفة لا معنى لها، كفقاعة الوجبة الغذائية، التي عملوا منها قضية القضايا، حتى أنهم نسوا أو تناسوا القضايا العربية الكبرى، والمبادئ القومية المُلحّة، التي تسعى قوى البغي والعدوان من أجل أن تُنسينا إياها، ونلتفت إلى هذه القضايا الصغيرة، المثيرة للقرف ..! فمنذ أيام تجرّأ عمال هذه الشركة، وتجمّعوا أمام مبنى الإدارة، ولولا لطف الله لكانوا قد فعلوها وقاموا بمظاهرة طويلة عريضة، ولكنهم اكتفوا بالتجمّع، غير مقدّرين لمتاعب الإدارة وجهودها المبذولة والعظيمة، من أجل إنجاح العملية الإنتاجية والتسويقيّة، وربما بعض الصفقات الضرورية جداً جداً، من أجل تحسين بعض الأوضاع.
والأنكى من ذلك أن المسألة التي أثارت حفيظة العمّال الظالمين لإدارتهم، لا تستحق الاهتمام ولا الذكر، هي مجرّد قيمة وجبة غذائية يومية تصل إلى / 30 / ليرة، عدّاً ونقداً، تأخّرت الإدارة قليلاً في صرفها.
بالفعل شيء غريب، فالإدارة أين ..؟! وأنتم أيها العمال اللامبالين .. أين ..؟! فمن أجل / 30 / ليرة باليوم تزعزعون أركان الشركة أيها العمال ..؟! يا للأسف، هذا ما يندى له الجبين ..! يا زعماء ديكتاتورية البروليتاريا التي لا تستحقونها ..! ثم تعالوا وقولوا لنا : ماذا ستشترون بكل هذه المبالغ الضخمة ..؟! وقولوا لنا الصدق : أين ستسهرون بها ..؟! وإلى أين ستسوحون ..؟! نحن لا نختلف معكم بأنّ الصيف يُثير دوافع السياحة، ولاسيما البحرية، وأنتم إلى جوار البحر، لقد خلقكم الله سوّاحاً دائمين، فلماذا هذا الجلف كله، ولماذا كل هذا الطمع ..؟!! .
لقد خيّبتم آمالنا، فما كنّا نتوقع منكم انعدام المسؤولية عندكم إلى هذا الحد، والشيء المُعيب بحقكم هو أنّ جبلة واللاذقية في الجبال وعلى البحر، مليئة بالمطاعم التي تقدّم أفخر المأكولات، الأسماك والمشاوي والسلطات، وأصناف الكؤوس، وأصناف المقبلات، كلها موجودة ومتوفرة ( والله العظيم ) فاذهبوا إلى هناك، وكلوا ما تشاؤون من الوجبات الغذائية، بدلاً من أن تفعلوا ما تفعلوه من أجل الوجبة المخصصة لكم من الشركة، أمركم غريب فعلاً، ولا أكاد أُصدّق .. / 30 / ليرة يا ظالمين ..؟! جمّعوها جمّعوها .. لنرى ماذا ستفيدكم هذه الأموال كلها ..!