جديد 4E

ليس لأي أحدٍ .. ولا اتحاد .. الخروج عن إطار الدولة .. النقد شيء .. والتجييش شيء آخر

السلطة الرابعة – 4e :

من بديهيات عمل اتحادات اصحاب المهن هو حشد طاقات المنتسبين للوقوف مع الدولة في اوقات الصعوبات والمحن اضافة لمهامها النقابية العادية، وعندما يعطي المشرع مهام للاتحادات النوعية وتشريعات ناظمة لها كي تكون ذراع وظل للوزارة التابعة لها وتشاركها في القرار وسندها في التطبيق وأن تشكل مجالسها جسر ثقة وتفاهم مع افراد وفعاليات مناسبة لذلك الاتحاد او ذاك، وتقوم هذه المجالس بترجمة قرارات وتوجهات الحكومة من خلال مشاركاتها في الاجتماعات واللجان وتعمل على ضبط ايقاع القطاعات مع ايقاع التوجه الحكومي وخاصة في الحروب والازمات.

لكن ما نراه و نسمعه من رئيس احد الاتحادات ذهب عكس العمل المناط به اليه والذي كلفه به المشرع .. حيث يندرج مانقرأه تحت بند تنمية الوهن والاحباط وتدمير الحس بالصمود عند القطاعات التابعة لاتحاده

وذلك من خلال تجييش الرأي العام ضد الدولة بأنها مقصرة بشكل عام وباتجاه مناطق  بعينها  وانها لا تتجاوب  مع عمله ومطالبه الدائمة التي لم نعلم عنها طوال فترة الازمة سوى الاطلالات الفيسبوكية ..

علماً ان الوقت الذي يقضيه على مواقع التواصل الاجتماعي يثير علامات الاستفهام عن مدى تفرغه لأداء مهامه وشؤون اتحاده وعمله المفترض في اعادة اعمار منطقته.

إن أي متابع لحالة التجييش التي يمارسها القيّمون على هذا الاتحاد يتوقع وينتظر  من المشرع محاسبتهم على ارتكابهم جرم الافتراء واساءة استعمال المنصب، ووهن الامة وتدمير الاستثمار.. ومساعدة التنظيمات الارهابية اعلامياً بما يقومون به من تهويل اجتماعي اقتصادي على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك لأجندات خاصة باتت معروفة.

لسنا ضد النقد طبعاً ونحن نمارسه من أجل الإصلاح والوصول إلى الأفضل، غير أن النقد شيء والتجييش ضد الدولة شيء آخر، ولاسيما في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمرّ بها البلاد .. علينا أن نكون دقيقين جيداً بالتمييز بين النقد والتجييش.