لجان ومحاضر
السلطة الرابعة – حسن العجيلي:
طبيعة العمل في المؤسسات الحكومية تستدعي بحسب القوانين والأنظمة النافذة فيها بما بتعلق بالمشاريع والعقود أن تشكل لجان وكلنا يعرف عدد اللجان التي يتم تشكيلها فمنها لتحديد الاحتياجات وسبر الأسعار ومنها لمتابعة إجراءات التعاقد ومنها للإشراف على التنفيذ – بما يتعلق بالمشاريع الإنشائية خاصة – وأخرى للاستلام الأولي ومن ثم النهائي إضافة للجان التتبع ، ولسنا بصدد الحديث عن آلية تشكيل اللجان وتعديلها بأوقات ولأسباب مختلفة ، لكن جميع هذه اللجان تشترك في أغلب الأوقات بإجراء موحد وهو كتابة محضر اجتماع نهائي أو متسلسل بحسب آلية سير العمل وطبيعة عمل اللجنة .
اللافت في بعض المؤسسات هو اعتبار المحضر الصادر عن اللجان بأنه ” تحصيل حاصل ” يقوم به رئيس اللجنة سواء بمفرده أو يساعده واحد أو اثنين من أعضاء اللجنة ويتم دعوة باقي الأعضاء للتوقيع وبحسب التعبير الدارج – ع الثقة – أو – مافي شي محرز كله تمام وروتيني – ، وهنا تكمن المشكلة والتي تظهر بعدة صور منها هذه الطريقة السلبية في التعاطي مع شأن يهم كل المواطنين باعتبار أن المؤسسات حكومية وهي ملك عام وبالتالي مشاريعها كذلك والشواهد كثيرة بتاريخ العمل الحكومي بأخطاء حصلت بعمل العديد من اللجان منها ما هو مقصود ومنها ما هو غير مقصود بحسن نية أو جهل قانوني إداري ومالي ، الصورة الأخرى من عمل اللجان عندما يُطالب باقي أعضاء اللجنة أو أحدهم التدقيق بطبيعة المعلومات ودرجة توافقها مع الأنظمة والقوانين خاصة إن لم يكن من أهل الاختصاص بمجال عمل اللجنة التقني عندها تثور عليه ثائرة رئيس اللجنة والأعضاء الذين شاركوا بإعداد المحضر وربما تتم شكايته للمدير الذي في أغلب الأحيان تخاف اللجان سطوته الإدارية بحكم مهمته وربما يُتهم عضو اللجنة بعرقلة العمل وتأخير إنجازه أو بعدم رغبته بالعمل وسلبيته العملية وفي غالب الأحيان يكتشف الأعضاء طالبي التدقيق بالمحضر بعض الأخطاء والهفوات في مضمون تلك المحاضر .
صور كثيرة من عمل اللجان تستدعي إعادة النظر بطبيعة تشكيلها وتحديد مهمتها وآلية عملها واستقلالية قرارها وهذه مهمة الجهات الرقابية والإدارية العليا بدءاً بتحديد أسس وضوابط لطريقة تشكيل اللجان وأساليب عملها وحماية أعضائها والأهم ربما أن تكون هناك شفافية في مجمل تلك المراحل ، وإلا سنبقى في دوامة اللجان الروتينية والمحاضر الشكلية والتي تأتي بالرغم من كل ذلك متأخرة عن وقتها المحدد .
