جديد 4E

إلا الخبز

 

 أحمد تكروني :

نقول بكل تأكيد إن البطاقة الذكية خطوة ناجحة رغم كل ما يقال عنها من تقولات.

ولكن نجاح البطاقة في مكان أو أكثر لا يعني نجاحها في كل الأمكنة، وذلك له علاقة بالمادة وضرورة وجودها كل وقت، أو إمكانية الاستغناء عنها.

فالمازوت والغاز والسكر والزيت والشاي يمكن تأخيرهم أو تقديمهم ليوم أو يومين أو أكثر وقد فعلت الجهات المعنية ذلك تارة في السكر وأخرى في الشاي، وتفعلها حسب ظروفها بالنسبة للغاز وأحيانا تمنعها كلها كما حدث الشهر الماضي.

لكن هل يمكن أن نتعامل بمادة الخبز كما نتعامل مع تلك المواد؟

هل يمكن الاستغناء عنها ولو لساعات؟

فالسكر يختلف من نوع لآخر، ولكن تلك الاختلافات تكون بسيطة وغالباً نادرة ولذلك لا يتوقف الناس عند الفرق بين سكر وآخر سيما أنهم يعرفون حال بلدهم معرفة جيدة ويقدرون ذلك جيداً.

المواطن السوري مواطن شريف ضحى بالغالي والرخيص ويمكن أن يضحي في سبيل أن يبقى وطنه عزيزاً كريماً, لكن يصعب عليه أن يضحي من اجل أن يتيح الفرصة للص أو مهمل أو.. وعلى حساب لقمة عيشه.

قد يقتنع المواطن أن القمح الذي يطحن ليس دائماً بسوية واحدة، لكن الخبز المنتج بسورية يجب أن يكون بسوية واحدة، جيداً أو رديئاً لان الطحين هو نفسه وذات النوعية ووزع على الأفران. فلماذا هذا الفرن ينتج خبزاً جيداً أو قريباً من الجودة والفرن الآخر ينتج خبزاً رديئاً؟

هل ربطة الخبز لها وزن واحد؟ نجد أن وزن الربطة يختلف من فرن لآخر، فعلى حساب من النقص؟ ومن هو الرابح؟ أو من هو الفاسد؟

وما هو دور الرقابة التموينية؟ وهل يعطينا الخبز الجيد أو الفاسد إشارة إلى المراقب الجيد أو الفاسد، مع الأخذ بالاعتبار حجم الضبوط التموينية بحق المخالف وعددها؟

وبالتالي ما هو حجم العقوبات للموظف الذي يتواطئ مع الفران ويقدم للناس خبزاً سيئاً يسيء للدولة، ويجعل الناس يتذمرون ويشكون؟ ألا يعتبر ذلك أيضاً مؤشراً على فساد المسؤول عن المراقب أو عدمه؟

ما يمكن أن يقال عن هذه المسألة الشيء الكثير، ولكن ما يجب أن يعرفه الجميع، وهم يعرفون ذلك ويطنشون كما يقال وهو التالي:

إن الكادح والذي يتعب بعمله أكثر يتناول كمية اكبر من الخبز؟

وان الفقير الذي لا يستطيع شراء الفواكه والحلويات يعوضها بالخبز ويتناول كمية اكبر من غيره هو وعائلته.

وان من صميم عاداتنا وتقاليدنا وجود كمية كافية من الخبز والاحتياط لليوم التالي , فقد يأتي ضيفاً ولا يمكن الاعتذار عن تقديم الخبز، ولا يستطيع أحد إن يتناول الطعام دون خبز، وفي كل الأوقات.

ومن هنا فان فكرة تطبيق الخبز على البطاقة ستكون فكرة سيئة بمختلف المقاييس.

وإذا كانت الذريعة هي التجارة به، فإن المواطن لا يمكن أن يرمي خبزاً جيداً، وهو الذي تربى على أن يقبل قطعة الخبز ويضعها على رأسه لأنها نعمة من عند الله… لكن ماذا يفعل إذا كان الخبز غير قابل لغذاء البشر..

اضبطوا الأمور التي تؤدي إلى إنتاج خبز جيد فلن تكون هناك تجارة , وإذا كانت ستكون اقل مما هي عليه الآن، إضافة إلى أن الخبز الذي يباع بالمحصلة لأغنامنا وأبقارنا وحيواناتنا ولا يجري تهريبه إلى بلدان أخرى كما في بقية المواد.

وختاماً لا يسعنا إلا أن نقول: إلا الخبز… فقلة قليلة التي تقبل بهذه الخطوة.