مع ارتفاع أسعار الذرة .. لولب أسعار الأعلاف يتقدم مُنذراً بزيادات جديدة لأسعارها والخطر يداهم منتجات الدواجن
قرنفلة : الوضع خطير سيؤدي لانحسار منتجات الدواجن .. ولا بد من حلّ حكومي سريع
علي محمود جديد
ارتفعت أسعار مادة الذرة الصفراء منذ بداية العام وحتى تاريخه بشكل تدريجي متصاعد وسط تراجع حجم واردات البلاد من المواد العلفية.
وفي تصريح للسلطة الرابعة ومواقع أخرى اكد المهندس عبد الرحمن قرنفلة الخبير في الانتاج الحيواني أن تقدما ملموسا للولب اسعار اعلاف الدواجن بدأ مع مطلع العام الجاري حيث ارتفعت اسعار الطن من الذرة الصفراء من 607 آلاف ليرة سورية للطن في كانون الثاني 2021 الى مليون و 400 الف ليرة سورية بداية تموز 2021 كما شهدت اسعار كسبة فول الصويا ارتفاعا تصاعديا حيث ارتفع سعر الطن منها من مليون و 200 الف ليرة سورية بداية العام الجاري الى مليونين و200 الف ليرة سورية لنفس الفترة من السنة الحالية
واضاف قرنفلة ان مادتي الذرة الصفراء وكسبة فول الصويا تشكلان المكونات الرئيسية لأعلاف الدجاج البياض ودجاج اللحم ( الفروج ) حيث تشكل نسبة مساهمتها بإجمالي مكونات العليقة الـ 85%
وتتأثر اسعار مبيع منتجات الدجاج من بيض ولحم بشدة بارتفاع اسعار الاعلاف نظراً لتأثير هذا الارتفاع ليس على تكاليف الانتاج فحسب انما تأثيره على نسب تشغيل المداجن حيث تتراجع نسب تشغيل المداجن مع ارتفاع اسعار الاعلاف نظراً لعدم قدرة كثير من مربي الدواجن عن تأمين قيمة الاعلاف بعد ان تحول مستوردو الاعلاف من البيع بالأجل الى المبيع نقداً.
واشار قرنفلة الى ان قطاع الدواجن يعتبر من أهم مقومات الامن الغذائي وخاصة خلال سنوات الازمة حيث ساهم بسد الفجوة الكبيرة التي شكلها انحسار اللحوم الحمراء بفعل تداعيات الازمة وارتفاع اسعارها الى درجة تتجاوز قدرة المستهلكين على شرائها
والجدير ذكره ان سوريا احتلت المركز الاول عربيا والرابع على مستوى العالم في تصدير بيض المائدة عام 2009 حيث تجاوزت صادراتها المليار وخمسمائة مليون بيضة، ما يشير الى القدرات الكبيرة التي يتمتع بها هذا القطاع في بنية الاقتصاد الزراعي السوري.
وفي تأكيد لأهمية مساهمة المؤسسة العامة للأعلاف في تامين حاجة قطعان الدواجن من المواد العلفية اشار قرنفلة إلى أن المؤسسة وحتى منتصف ثمانينيات القرن الماضي كان لها دور مهم في دفع نمو قطاع الدواجن وزيادة انتاجه إلا ان هذا الدور توقف منذ تلك الفترة وقام مستوردو الاعلاف من القطاع الخاص بتوفير حاجة البلاد من الاعلاف
وأضاف قرنفلة ان هناك صعوبات تواجه هؤلاء المستوردين مطالبا كل من وزارات المالية والاقتصاد والزراعة بعقد اجتماع معهم وتوليد حلول للصعوبات التي تواجههم لضمان استمرار تدفق المواد العلفية الى البلاد واستمرار قطاع الدواجن بتغطية حاجة المواطنين من منتجاته حتى لا نتحول من مصدرين الى مستوردين لتلك المنتجات
ولدى سؤالنا المهندس قرنفلة عن مدى إمكانية إنتاج الأعلاف محلياً ..؟ ولماذا لا نزرع حاجتنا من الذرة وفول الصويا ..؟
أوضح المهندس عبد الرحمن أن زراعة احتياج سورية من الذرة الصفراء ومن فول الصويا يستلزم استهلاك حوالي 33% من اجمالي الموارد المائية للبلاد حيث من المعروف ان المحصولين شرهين للماء ، هذا الواقع يجعل من المتعذر تأمين كامل الحاجة منهما محليا، علما ان اجمالي انتاج القطر من الذرة الصفراء لم يتجاوز تاريخيا أكثر من 10% من الاحتياج الفعلي، بينما شهدت فترة منتصف الثمانينات زراعة اصناف من فول الصويا واثبتت كفاءة عالية من حيث المردود الا ان عدم توفر مصانع لعصر البذور آنذاك احبط جهود التوسع بهذه الزراعة، ومن المقترح حاليا نشر زراعة الذرة البيضاء الخالية من التنين وهي مادة سامة سائدة بأصناف الذرة البيضاء الا انه تم استنباط اصناف خالية منها وتقارب قيمتها الغذائية قيمة الذرة الصفراء.
وقلنا للمهندس عبد الرحمن : بالعموم نحن قادمون إذن إلى ارتفاعات كبيرة محتملة لأسعار منتجات الدجاج ..؟
أجاب مؤكداً : إذا لم تتم معالجة الواقع الراهن فان مزيد من المداجن ستخرج من الانتاج وسيكون هناك انحسار بوجود منتجات الدجاج بالأسواق.
وسألناه أيضاً : هل يفيد دعم الأعلاف مثلاً .. أو دعم المنتج النهائي ..؟ أو كيف يمكن استدراك الأمر وإيجاد الحل ..؟
يرى عبد الرحمن قرنفلة أنّ المطلوب من الحكومة الاجتماع مع موردي الاعلاف والاستماع الى صعوباتهم وايجاد حلول لها وبشكل عاجل.
سألناه : والمنتجون برأيك ألا يفيد الاستماع لهم ..؟
فأجاب متحسّراً : اه ….اه لقد سئم المنتجون الاجتماعات التي لا تسمن ولا تغني من جوع لاسيما ان من يحضر الاجتماعات الحكومية هم فئة كبار المربين وهؤلاء غير مثقلين بأعباء وهموم صغار المربين الذين يشكلون 90% من اجمالي المربين.