جديد 4E

خريطةُ الأحلامِ السّعيدةِ ونتائج الامتحان…

 

*حنان محمد صالح

 

أيّها الأبُ…

كم رسمت حلمك من خلال مستقبل ابنك رغم أحزانك وأوجاعك.. كنتَ ترسم بعرق جبينك خطاً أخضر متشجّرا…..ورغيف خبز….ودفئا لأولادٍ أضناهم البرد !…

وكم حملت فوق كاهلك متاعب السّنين وقسوتها كي يحقق ابنك حلمه….وأنت تردّد قول المعرّي:

“كأنّي في لسان الدّهر لفظٌ ..

تضمّنَ منهُ أغراضا بعادا”..

أيّتها الأمُّ…

هل كان مايمور في صدرك أقوى من كلّ الكلمات التي يمكن أن تُقال…وأنت تقدّمين لأولادك كلّ ما يريدونه لبناء مستقبلهم…متناسية نفسك؟!!!..

أبنائي الطّلاب…

كلّ منكم رسم حلمه أفنانا تكاثفت ..

على أمل أن تحمل أطايب بواكير…ريّانة

مبتكرة…كلّ منكم رسم مستقبله دوحة وارفة

الظّلال.. شاسعة الحقول…يحلم أن يصبح طبيبا أو مهندسا….

والآن..

الجميع ينتظر حصاد ما زرع….

تنتظرون بقلق خريطة الحلم..

التي رُسمت بتعب الأب ودموع الأمّ وسهر الطّالب واجتهاده….

على أمل أن تكون النّتيجة على قدر الحلم ..

-ماذا لو أنّها لم تكن كما يريد كلّ منّا؟!!

أرجو ألّا يرتفع الصّوت بالصّياح والشّتائم إن لم تعجبكم النتائج..

إيّاكم أن تكون النّظرات خناجر تُغرَز في العيون.. فتتلاشى الثّقة بالنّفس….

كونوا صدرا حنونا…فكلّ قام بواجبه…

وما زال أمام الطالب فرصة للتّفوق أو للنجاح…

وعلينا أن نوجهه الاتجاه الصّحيح…

ولا تنسَوا أنّ الحياة تحتاج جميع المهن…

ومن قال بأنّ المجتمع لا يريد إلّا الأطباء؟!

ومن قال انّ كلّ طبيب أو كلّ مهندس ناجح؟!…

النّاجح هو من أخلص في عمله.. وكان صادقا مع نفسه أولا…ومع الآخرين ثانيا..

فإذا كانت الحياة تحتاج كلّ أنواع المهن وكلّ أشكال الأسلحة…

كذلك المجتمع يريد ما هو كافٍ من أجل الحياة…يريد أن تسير الحياة…

وعندما تسير سيرافقها التّغيير.. عندئذ تصل إلى حتمية التّحسين..

أبنائي

-سلاحكم ..العلم…العمل…الفن..

والسّلاح يتغير بحسب ما تتطلب ظروف المعركة…

-أنتم أمل الوطن الذي روي بعرق ودماء الآباء…في نضالهم ضدّ أعداء الحياة والانسانية.. الذين أرادوا إيقاف عجلتها…

 اعلموا..

أنّ الحياة تتقيّأ من لا يثبت وجوده فيها..

فهي تحتاج الإنسان القوي الذي يسهم في البناء أيّا كانت مهنته…

طبيبا أو نجارا.. أو مهندسا.. أو..

-لا تكونوا من أولئك الذين يصرفون تعب آبائهم وعرقهم ودمائهم… في المقاهي والمسابح ووو..

في الوقت الذي يعمل فيه الأب يتعب ويتألم..

-بنيّ

تذكّر أنّ عليك أن تردّ شيئا من تعب والدك  حيّا…وأن تحفظ ذكراه وطهارة دمه شهيدا…

وأن تردّ جزءا من فضل تلك التي جعل الله الجنّة تحت أقدامها…أمّك

“وقل ربّي ارحمهما كما ربّياني صغيرا”

وأخيرا…

رأيت أن لابدّ من وقفة صادقة أمينة أمام الأهل… والطالب.. قبل صدور النتائج

وما طعم الحياة إن لم يرَ الأهل نتائج تعبهم من خلال أولادهم…

ربّي أكرمني في أولادي بقدر حبّي لطلابي واخلاصي لمهنتي…

وألف تحية وسلام لكم وعليكم…

 

*مدرّسة للغة العربية – وأم عمار ياسر علي .. الطالب السوري الحاصل على الجائزة العالمية الأولى في مسابقة وكالة ناسا الفضائية