جديد 4E

في وادٍ آخر!

ميساء العلي :

لا أدري تحت أي عنوان تندرج تلك التصريحات التي صدرت عن بعض أصحاب الأعمال في وقت نحن أحوج به للحديث بشفافية عن الواقع الراهن، فمن عبارة ” إن المستهلك يعتقد أنه سوف ينزل الأسواق ويجد أن المنتجات تباع ببلاش”… إلى تصريح آخر ” أسعار السلع مناسبة – لكن دخل المواطن منخفض”… والكثير الكثير مما يسمعه المواطن من المتحكم الفعلي بأسعار السلع والمواد الغذائية الضرورية التي يحتاجها بشكل يومي وكأنهم يعيشون في وادٍ آخر.

فرغم الحالة الإيجابية من جراء تحسن سعر الصرف خلال الأيام القليلة الماضية وصدور المرسوم رقم ٨ لضبط الأسواق إلا أن الواقع على الأرض بالنسبة للأسعار لم يشهد تغييراً ملحوظاً إلا لبعض السلع القليلة وبنسب خجولة حتى وقتنا هذا .

وكل ما نراه مجرد اجتماعات على مستويات مختلفة لشرح القانون والعقوبات التي ستفرض على المتلاعبين بلقمة عيش المواطن كان أثرها مجرد تنبيه ولم تحدث فرقاً يتلمسه المواطن لكونه هو المؤشر لنجاح أي خطوة أو قرار .

ومع صدور نسب وهوامش الربح لبعض المواد والسلع يبقى المستهلك بانتظار التعليمات التنفيذية للمرسوم رقم ٨ ، خاصة أننا نعلم جميعاً أن القوانين لم تكن مشكلتنا وإنما تفريغ تلك القوانين بتعليمات تنفيذية تحافظ على مضامينها وتحقق الهدف النبيل لصدورها .

فكل ما ينتظره المواطن، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والتي زادت بشكل كبير مع الحصار الاقتصادي الجائر والعقوبات الظالمة على سورية، تحسن ملحوظ في مستوى معيشته التي تترجم من خلال انخفاض واضح للأسعار وعدم التهاون بتطبيق المرسوم بصرامة لأنه سيشكل داعماً كبيراً لسعر الصرف وبالتالي سينعكس بصورة إيجابية على المستهلك .

كل ذلك يتطلب من أصحاب الأعمال الوقوف بجانب الدولة والمواطن وأن يكونوا على قدر المسؤولية كشريك اجتماعي حقيقي من خلال مبادرات أكثر جدية وواقعية، فرغم بعض المبادرات إلا أن الهدف الذي نسمو إليه جميعاً ما زال بعيداً، فعبارة ” مستعدون للبيع من دون ربح ” كانت مجرد تصريحات لا أكثر …. فالرهان يبقى بانتظار التنفيذ.

صحيفة الثورة – زاوية ( الكنز ) 27 نيسان / ابريل 2021 م