جديد 4E

وسط العاصمة : انتشار وقح لمنشآت تُدَمّر صحة البشر والبيئة الزراعية

دمشق – السلطة الرابعة

لعل ما دعانا الى كتابة هذه المادة الصحفية هو الخروج الوقح لمخالفات انشاء مسالخ الدواجن المخالفة  من بين البساتين المخفية عن اعين الرقابة في بساتين ابو جرش ، الى الاطلالة المباشرة على مدخل المدينة / اوتوستراد تشرين / قرب جسر المشاة المؤدي لكلية الزراعة .

و جولة سريعة  في بساتين ابو جرش (المستملكة جميعها لصالح محافظة دمشق) تشير الى انتشار كثيف لمسالخ غير نظامية لذبح وتجهيز الدواجن وجميعها لا تستوفي الحد الادنى من شروط سلامة الغذاء اضافة الى اماكن لتحضير جلود الحيوانات للدباغة  ، وورش تصليح وصيانة وحدادة ودهان ، ومغاسل ومراكز تبديل زيوت وشحوم السيارات ، وورش لدهان المفروشات . ومحطة قود حكومية ، وجميعها ترمي مخلفاتها الخطرة في المياه السطحية مما يؤدي الى تدمير الاراضي الزراعية الى غير رجعة وتلويث المياه الجوفية التي تعتبر مصدرا لشرب سكان المدينة . حيث اكدت دراسات علمية منشورة ( مجلة جامعة دمشق للعلوم الزراعية –(2010)- المجلد (26)- العدد 1 – الصفحات 75-91 ). قامت بها جامعة دمشق منذ عامي /2006-2007/  وجود ارتفاع كبير لمستوى النترات في المياه الجوفية لـــــ 15 بئر من ابار بساتين ابو جرش فوق الحدود المسموح بها في مياه الشرب ومياه الري الزراعي ، وساهم الانتشار العشوائي  لتلك المنشآت التي تكاثرت خلال فترة الازمة التي مرت بالبلاد  بزيادة كبيرة جدا على تلك المستويات من النترات ، ومن المعروف ان النترات تتحول خلال تسربها الى المياه الجوفية الى نتريت وهي المادة المسرطنة المعروفة . والمفزع بالأمر ان هذه المياه تستخدم في مسالخ الدجاج المنتشرة بالمنطقة  والتي تزود سكان دمشق باكثر من 75% من حاجتهم من لحوم الفروج .

هذا فضلا عن انتشار السكن العشوائي الذي دمر الكثير من مساحات الاراضي الزراعية .ولعل انتشار هذه المنشآت تم تحت غطاء من بعض المسؤولين في بلديات وأجهزة محافظة دمشق ، او بعيدا عن اعينهم التي سكنت المكاتب ولم تكلف نفسها عناء الاطلاع على الواقع الميداني .

ولعل من الضروري ان تستيقظ محافظة دمشق من سباتها قبل فوات الاوان وتعود لحماية املاكها المهددة بالاندثار وفقدان البقعة الصغيرة من رئة المدينة قبل ان ياكلها سرطان جشع تجار الحروب والازمات . فهل تفعل ؟؟؟؟