جديد 4E

سقف الطموحات

حسين صقر

تغول الأسعار وارتفاعها وتحليقها المتواصل، أفقد المواطن السوري بوصلة العيش، وتأمين أدنى متطلباته اليومية.

المواطن المغلوب على أمره يعرف تماماً أنه كتب الكثير عن هذا الموضوع، وباتت المطالبات لتحسين وضعه شبه يومية، بل وزادت عن حدها، ولكن لا آذان مصغية لأوجاعه ومعاناته التي تبدأ مع بزوغ الشمس، مع رحلة البحث عن رغيف الخبز، ولا تنتهي بعودته بعد غياب ساعات طويلة دون شعور بالحزن وفقدان الأمل من أن ما يواجهه يومياً قد يستمر.

فبين صعود الأسعار واضطرابات سعر الصرف وشحّ السولار، يضيع المواطن ويتوه في دوامة البحث المضنية، وينعكس ذلك على وضعه الصحي والنفسي وعطائه في مكان عمله، لأن اهتمامه يتحول بشكل دراماتيكي لتأمين متطلبات المعيشة التي لا تنتهي.

أنا لست خبيراً اقتصادياً، ولكنني متأكد بأن هناك فريقاً يسعى بجهوده لتذليل صعوبات الحياة أمام المواطن، وفي ذات الوقت هناك من لا يعمل ولا تهمه تلك الصعوبات لأنه لا يعانيها أو يواجهها، وكل ما في الموضوع أن الأمر يتطلب حساً بالمسؤولية وشعوراً بالغير، وبعض المساعي للبحث في الثغرات لجسر الهوة بين الفروق المخيفة بالأسعار وسلم الرواتب والأجور التي يتقاضاها العمال والموظفون كأصحاب دخول محدودة، والعمل على آلية جديدة توصلنا بعدم وجود سعرين في السوق، الأول مدعوم والثاني حر، فذلك من أهم الأسباب التي تقف وراء الفساد والتجاوزات والاحتكار والمحسوبيات، لأن تخطي السعرين يرفع من سقف الطموحات الذي توقف عند أسطوانة الغاز وربطة الخبز وبيدون المحروقات بأنواعه.