جديد 4E

تحت رحمة “البرد”..!

عبد الحليم سعود:

أسبوع  من البرد والمطر قد يلحق به أسبوع آخر من الرياح العاصفة والثلج والصقيع – على ذمة متنبئي الأرصاد الجوية – حيث لا مازوت ولا غاز للتدفئة ولا كهرباء ولا حطب ولا شمس ولا من يتشمسون، جعلنا نكره “الشتاء” وكل العواصف التي يأتي بها.. بينما تجار الأزمات في بلادنا يحتفلون ويبتهجون وقد فتح لهم الشتاء “طاقات فرج” كانوا ينتظرون بفارغ الجشع والطمع حتى يمارسون ساديتهم بابتزازنا ورفع أسعارهم إلى الحد الذي يكذب كل مزاعم حكومتنا بمراقبة وتثبيت الأسعار، فالمتاجرة بمعاناتنا ومضاعفة همومنا المعيشية، صارت عنوان المرحلة الأشد سوادا وحلكة في كل مراحل الحرب الظالمة.

 على الصعيد الشخصي قضيت عاما  بالتمام والكمال وأنا أنتظر رسالة المازوت دون جدوى، وفي كل يوم أعيد تفقد وترتيب غالوناتي المكومة وهي تتراقص فارغة مع كل هبة ريح، وقد استنفذت معظم صبري في مواجهة البرد، وختمت معظم  مفرداتي “المهذبة” بحق البطاقة الذكية وتطبيق “وين” الذي يخيب أملي كلما راجعت فيه بند حصتي من المازوت هذا الشتاء..!

بالأمس وأنا أشاهد وزير حماية المستهلك على شاشة التلفزيون صدمتني أخبار رفع سعر البنزين للمرة الثانية في أشهر قليلة رغم عدم توفره لمن يريد التعبئة إلا بعد الوقوف في طابور مذل لساعات قد يضطر خلالها لدفع أتاوة لمن يتحكمون بالدور، كما أذهلتني مئات آلاف ليترات النفط الخام المحروقة في حمص بظروف غامضة في أوج حاجتنا لها، فيما أستعرض التلفزيون “متعة” رجال الاطفاء وهم يطفئون النيران وقد فازوا بساعات من الدفء ربما افتقدوها في بيوتهم..

ومنذ هذه اللحظة وحتى وصول رسالة المازوت التي ربما تقلص حصصنا من ٢٠٠ ليترا إلى ٦٠ ليترا ربما غير متاحة حتى ينتهي هذا الشتاء، اسمحوا لي بتوجيه هذه النصائح والرزق على الله: 

أخي المواطن:

ـ يرجى تفقد المكابح والمساحات وحالة السيارة إذا استطعت أن تؤمن ليتر بنزين واحد بالسعر النظامي.. ولا يهم إن كنت تملك سيارة أم لا..؟!

ـ يرجى ارتداء الملابس الشتوية السميكة والاعتماد على دفء العلاقات الأسرية والاجتماعية لمقاومة البرد والصقيع وحبذا تناول موانع التجمد، وعدم التفكير بشراء المازوت أو الغاز أو استهلاك الكهرباء لغايات التدفئة لأنها غير متوفرة حالياً، فأحوالك المادية لا تسر تاجرا ولا مستثمرا ولا فاسدا.!.

ـ يرجى إغلاق أذنيك عن أحاديث المسؤولين وتبريراتهم ووعودهم المملة، والمواظبة على قراءة الأوردة والتراتيل والأدعية التي تساعدك على تجاوز المحن والصعاب.. فأكثر مما تعانيه حاليا قد لا يكتب لك أن تعانيه مرة أخرى ..!

ـ الاستفادة من القوانين التي تعفي من الرشح ونزلات البرد وهز البدن، والاستعانة باللقاحات التي تردع الجوع والحاجة، وترفع المعنويات والإحساس بالمسؤولية..!

ـ الامتناع عن مشاهدة التلفزيون وعن استخدام الانترنت والواتس آب والفيسبوك والتويتر والتلغرام والانستغرام…ومحاولة النوم باكرا ..والله من وراء القصد..و”النصيحة كانت بجمل”..!